تخطت أصداء الإخفاقات الصهيونية خلال العدو الأخير على قطاع غزة حد التداعيات المؤقتة؛ ووصلت إلى مراحل متقدمة، وأكثر استراتيجية كما هو الحال مع إقبال المستوطنين الصهاينة المتزايد على الهجرة إلى خارج الكيان ؛ وهو ما ما أقرت به كبرى وسائل إعلام العدو الناطقة بالعبرية.

ويؤكد الباحث في مركز الدراسات المعاصرة البروفيسور إبراهيم أبو جابر "أن الأمر جد خطير؛ كونه يتعلق بالهجرة المعاكسة التي تشكل التهديد الأكبر للوجود "الإسرائيلي".

وفي حديث لمراسل وكالة أنباء التقريب "تنا"، قال أبو جابر:" نحن أمام أمر بات ملموساً وحاضراً حتى في القنوات الفضائية الإسرائيلية التي تحدثت في الأسابيع الاخيرة كثيراً عن هذه الظاهرة ، وهي لم تخف قلق المستوى الرسمي في الكيان منها ؛ لكن الحديث كان باتجاه مغاير لما هو عليه واقع الحال ، فهم ركزوا على أن السبب خلف هروب الإسرائيليين باتجاه مدن أوربية، خاصة إلى برلين مرتبط بغلاء المعيشة وتردي الوضع الاقتصادي ، وأنا باعتقادي أنه له علاقة مباشرة بما جرى مؤخراً إبان الحرب على غزة ، فهؤلاء باتوا يدركون كغيرهم أن العمق الاستراتيجي للكيان أصبح تحت تهديد الهجمات الصاروخية ؛ سواء من الشمال حيث يوجد حزب الله ، أو من الجنوب حيث توجد المقاومة الفلسطينية".

وتابع الباحث الفلسطيني القول:" نحن أمام حدث كبير بكل ما للكلمة من معنى ، وآخر المعطيات المتوفرة تشير إلى أن هناك ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي يفكرون جدياً بالهجرة إلى الغرب حالياً (..) وهاجس الخوف لدى الإسرائيليين، وبالذات على عائلاتهم من الواقع الصعب الذي وصلوا إليه سيزيد في نظري أعداد الساعين خلف الهروب إلى مناطق أكثر أماناً ، وبالذات إلى دول أوروبا وأميركا حيث يحمل معظم الإسرائيليين جنسيات تلك البلدان".