انتقد مفتي الديار المصرية شوقي علام استغلال المتطرفين التكفيريين لبعض الايات القرانية لتبرير اعمالهم الوحشية رافضا استخدام القران الكريم لكلمة السيف كما يدعي المتشددين .
مفتي الجمهوريّة المصريّة: لا يوجد في القرآن لفظ "السّيف"
تنا
17 Jun 2017 ساعة 11:36
انتقد مفتي الديار المصرية شوقي علام استغلال المتطرفين التكفيريين لبعض الايات القرانية لتبرير اعمالهم الوحشية رافضا استخدام القران الكريم لكلمة السيف كما يدعي المتشددين .
قال الدكتور شوقي علّام، مفتي الجمهورية المصرية، في حديث إذاعيّ له ، ردّاً على استدلال المتطرّفين لما يسمى بآية السّيف، "الآية الخامسة في سورة التوبة"، والتي يتخذونها ذريعة لقتال غير المسلمين تحت دعوى قتال المشركين، أنه لا يوجد في القرآن الكريم لفظ السّيف، إنما أطلق المتطرفون على هذه الآية، آية السيف، لأن ظاهرها يأمر الرسول الكريم والمسلمين بأن يقتلوا المشركين، كما قال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
إن هذه الآية فهمها المتطرّفون فهماً خاطئاً، وهذا جاء من منطلق أنهم يكفّرون كلّ المجتمعات.
وأشار مفتي الجمهورية، إلى أنّ تفسير الآية يجب أن يتمّ بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد في الآية ليس على العموم، بل إنّ "الــــ" فيه للعهد، أي الناس المعهودين، ونفهم من الآية أنها نزلت في مجموعة معيّنة من المشركين المعيّنين، وليس كلّ من اُطلق عليه هذا الوصف، وهذا هو الفهم الصحيح. ونبّه المفتي إلى أن تفسير القرآن يجب أن يتمّ في إطار كلي متكامل، وفي إطار تاريخ الرسول الكريم وسيرته، ونلاحظ أن غير المسلمين كانوا موجودين في مجتمعات عديدة في عهده، والمشركون كانوا في مكّة أيضاً.
هناك جماعات متطرفة تمسّكت باطلاً بتحريف بعض آيات القرآن، واتخذتها ذريعة لأعمالها الوحشيّة البعيدة كلّ البعد عن الدين والأخلاق والإنسانية. من هنا، لا بدَّ من اليقظة والوعي والفهم الصحيح لآيات الكتاب الكريم، والرجوع إلى الثقاة من العلماء والمفسِّرين، وعدم الخروج على الأصول التفسيريّة واللغويّة المعتبرة، حتى لا نقع في مآسي عقيديّة وفكريّة كثيرة تحرّفنا عن غايات كلام الله الحقيقيّة، ونشر الثقافة القرآنية السّليمة والصّحيحة لأجيالنا، حتى لا يقعوا فريسة المبطلين المفسدين.
رقم: 271818