يتوقف المتابع لمجريات العدوان على سورية عند مواقف وسلوكيات دولية تشكل انقلابا على مسار المواقف السابقة الصادرة عن الجهات ذاتها خلال السنوات السبع الماضية من عمر الحريق العربي المسمى زورا ربيعا.
ماذا يخفي الغرب وراء انقلاب مواقفه في سورية؟
تنا-بيروت
17 Jul 2017 ساعة 10:06
يتوقف المتابع لمجريات العدوان على سورية عند مواقف وسلوكيات دولية تشكل انقلابا على مسار المواقف السابقة الصادرة عن الجهات ذاتها خلال السنوات السبع الماضية من عمر الحريق العربي المسمى زورا ربيعا.
ففي موقف اول،وخلافا لاستراتيجية " إطالة امد النزاع" التي طرحتها وعملت بها اميركا قبل سنتين، خرجت اميركا بموقف مناقض مضمونه البدء الفعلي والميداني بالسعي الى وقف إطلاق النار بشكل تدريجي يبدا الان في الجنوب الغربي السوري مع " سعي معلن" للوصول الى وقف النار في كامل الأرض السورية ".
اما الموقف الثاني فقد سجل في فرنسا و دعوة رئيسها وبعد لقائه بالرئيس الأميركي ، دعوته الى حل سلمي للازمة السورية عن طريق الحوار و المفاوضات دون شورط مسبقة ، في موقف يشكل انقلابا جذريا على موقف فرنسا الاولي و الذي تشبثت به طيلة الفترة السابقة متمسكة بشرط او مقولة " لا محل للرئيس الأسد في مستقبل سورية " و صحيح ان سورية لم تكن تقيم وزنا لمثل هذه الشروط ، الا ان اطلاقها و التمسك بها مع هيمنة أصحابها الغربيين و بعض العرب و الإقليميين بقيادة أميركية ، هيمنتهم على الأدوات السورية المناهضة للدولة كان من شانه ان يفشل أي سعي او بحث او تحرك على المسار السياسي و من اجل ذلك فشلت كل جولات الحوار والاجتماعات التي عقدت في جنيف او على هامشها حتى الان .
ونصل الى الموقف الثالث الذي سجل في جنيف 7 وكشفه رئيس الوفد السوري الى الاجتماع حيث اظهر تقدم الحديث عن الإرهاب وضرورة البحث والتعمق في أساليب مكافحته ضمن البحث في السلات الأربع المتفق عليها في جنيف،بحث يكاد يكون متقدما عما عداه حتى ولو كان الموقف الظاهر هو التوازي في البحث بين السلات الأربع المتفق عليها مواضيع أساسية متوازية.وهنا نتوقف عند تطور مهم للوسيط الدولي، فبعد ان كان البحث في الإرهاب مستبعدا بالطرح الدولي والبحث يقتصر على سلأت ثلاث ليس هو منها، ادخل الإرهاب كسلة رابعة بناء على الموقف السوري،والان يتم التركيز عليه متقدما عن السلات الثلاث،ولهذا طلب رئيس الوفد السوري ان يقال في الاعلام والخارج ما يقال في الداخل حول الإرهاب و ضرورة التركيز على مكافحته ، في دلالة على تطور الموقف الدولي واقترابه من الموقف السوري الداعي منذ العام 2012 الى مكافحة الإرهاب والتركيز عليه فبل أي شان اخرـ او اقله بالموازاة مع البحث السياسي و لكن منفصلا عنه حتى لا يكون العمل السياسي المشروع تحت وطأة الضغط الإرهابي غير المشروع .
اننا نرى أهمية هذه المواقف و نقراها على ضوء مناسبة و توقيت اطلاقها حيث جاءت بعد تطورات ميدانية بالغة الأهمية في كل من العراق و سورية كانت اولها الإنجازات العسكرية و الميدانية التي سجلت في الميدان السوري خلال الأشهر الماضية التي تلت تحرير حلب ، و التي اقل ما يقال فيها انها حفلت بانتصارات متتالية للجيش العربي السوري و حلفاؤه في شتى الجبهة التي عملوا عليها ، و ثانيها ما حصل في العراق من تحرير الموصل و انهيار داعش فيه و تقطع اوصالها التي تشتت على 6 مناطق غير مترابطة حيث تشكل جزرا محاصرة لن يكون الاجهاز عليها من قبل الجيش العراقي و الحشد الشعبي الا مسالة وقت و النتيجة محسومة لصالح الدولة العراقية في مواجهة دولة الخرافة المنهارة و المتلاشية في العراق .
فاذا قرانا هذه المواقف على ضوء ظروف اطلاقها نستطيع ان نصل الى رسم صورة حاضرة للمشهد في سورية والعراق يقوم على الخطوط التالية:
رقم: 275497