تاريخ النشر2014 27 August ساعة 14:08
رقم : 167287
رئيس جامعة المذاهب و الاديان:

المحافل الدينية مطالبة بالمزيد من الاهتمام بموضوع التقريب

تنا - خاص
تعتبر جامعة المذاهب و الاديان اول جامعة مختصة بالاديان و المذاهب في ايران ، تأخذ على عاتقها مهمة التعرف على الاديان و المذاهب ، و التواصل و الحوار مع اتباع هذه المذاهب و الاديان . و من خلال اعتمادها القواسم المشتركة ، تعمل على تعزيز التضامن الانساني و ترسيخ السلام ، و الحد من معاناة البشرية ، و نشر المعنويات و الاخلاق ، و التعريف بالاسلام بشكل واعي وفقاً لتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) .
حجة الاسلام نواب
حجة الاسلام نواب

تعتبر جامعة الاديان و المذاهب ، التي تتخذ من مدينة قم المقدسة مقراً لها ، أحد أبرز المراكز العلمية في الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تمارس نشاطاً مؤثراً في مجال وحدة الامة الاسلامية و التقريب بين المذاهب والاديان . و نظراً للمكانة الدينية التي تحتلها مدينة قم المقدسة بإعتبارها أحد اهم المراكز العلمية لعالم التشيع ، فان تأسيس و تطوير هذه الجامعة بإمكانه أن يؤهلها لأن تشكل محوراً لترجمة وحدة الامة الاسلامية و نشر الفكر التقريبي الشيعي . و في محاولة للتعرف على أقسام و نشاطات جامعة الاديان و المذاهب ، و الوقوف على برامجها ومشاريعها المستقبلية ، أجرى مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) حواراً مطولاً مع حجة الاسلام و المسلمين نواب رئيس الجامعة ، فيما يلي أبرز ما جاء فيه :

يشير حجة الاسلام نواب الى بدايات نشوء فكرة تأسيس الجامعة موضحاً : في عام ١٩٩٤ ، و بعد زيارات متعددة لمعظم البلدان الاسلامية ، توصلت الى قناعة مفادها أننا نجهل العالم الديني ، مثلما يجهلنا هو الآخر ، و ان ما يسفرعن كل هذه المؤتمرات و الندوات و الملتقيات لن يؤدي الى أن نتعرف على بعضنا البعض كما ينبغي و مثلما هو مطلوب . و في هذا العام عملنا بمعاضدة و مؤازرة الاصدقاء على تأسيس مركز ينشط في هذا المجال أطلقنا عليه اسم " مركز ابحاث و دراسات الاديان و المذاهب " . و مما يذكر في هذا الصدد هو أننا كنا نفتقد الى نصوص ، أو حتى اساتذة ، مختصة في هذا المجال نستعين بها في طي هذه الطريق الوعرة و انجاز هذه المهمة الصعبة . بيد أن ذلك لم يفت في عضدنا ، بل بادرنا على الفور الى استقطاب افاضل الحوزة العلمية و اساتذتها للتعاون معنا . كما باشرنا باستقطاب طلبة الجامعات الأخرى و ابتعاثهم للتخصص في هذا المجال . و بعد عشر سنوات من العمل المضني استطعنا أن نجمع النصوص التي كنا بحاجة اليها و تنقيحها ، و اعداد اساتذة مؤهلين لتدريسها . و مع بداية عام ٢٠٠٥ بدأنا بقبول الطلبة . و بعد النجاح الذي حققه المركز على الصعيد الاكاديمي ، وافقت وزارة التعليم العالي على الطلب الذي تقدمنا به للارتقاء بمستوى عمل مركز الابحاث و تأسيس جامعة الاديان و المذاهب . 

و تابع حجة الاسلام نواب : يتمحور نشاط الجامعة حول البحوث و الدراسات ، و قد عملت على اصدار ٣٠٠ دراسة و بحث لحد الآن . كما تقوم الجامعة باصدار مجلة "سبع سماوات " التي صدر منها ٦٠ عدداً لحد الآن ، و هي عبارة عن مجلة علمية مختصة تصدر باللغة الانجليزية . و مما يذكر في هذا الصدد أننا نفكر باصدار مجلات أخرى و نحن بانتظار الحصول على تراخيص الاصدار . 

و فيما يخص الانتساب الى جامعة المذاهب و الاديان يقول حجة الاسلام نواب : الانتساب الى الجامعة يكون عبر الاختبار الرسمي العام ( البكلوريا ) ، اضافة الى قبول طلبة العلوم الدينية الرغبين بالدراسة في الجامعة . و في الوقت الحاضر يشكل طلبة العلوم الدينية ثمانين بالمائة من طلبة الجامعة ، غير أن هذا لا يعني اقتصار الدراسة في الجامعة على رجال الدين فحسب . 

و يضيف : تضم الجامعة في الوقت الحاضر ثلاث كليات هي : كلية الاديان ، و كلية المذاهب الاسلامية ، و كلية الفكر الشيعي . و يوجد لديها حالياً ١٥ فرعاً لدراسة الدكتوراه ، و ١٥ فرعاً لدراسة الماجستير . و من المؤمل أن تضاف الى الجامعة في المستقبل القريب ، كلية الفلسفة ، و العرفان ، و اللغات ، و شؤون المرأة .
و يلفت حجة الاسلام نواب الى أن العديد من الطلبة الاجانب من دول الجوار ، من باكستان و العراق و افغانستان ، يدرسون في جامعة المذاهب و الاديان ، و ان اعدادهم في تزايد مستمر ، اضافة الى أن الجامعة تضم بين طلبتها و اعضاء هيئتها التدريسية العديد من النساء غير الايرانيات . 

و يذكر حجة الاسلام نواب : أن نحو ٤٠٠ طالب تخرجوا من الجامعة لحد الآن في مرحلة الماجستير . و منذ عام ٢٠١١ بدأت الجامعة بتسجيل الطلبة للدراسة في مرحلة الدكتوراه . و أن عدد الطلبة الذين يدرسون في مرحلة الدكتوراه سيبلغ خلال شهر ايلول سبتمبر القادم ٦٠٠ طالب . و لدينا في الوقت الحاضر ألفين طالب جامعي يواصل الدراسة بالجامعة في مرحلة البكالوريوس سواء عن طريق الحضور المستمر أو الافتراضي ( عن بعد ) . 

و في معرض رده على سؤال حول امكانية التعاول و التواصل مع المراكز العلمية و الاكاديمية في الدول الأخرى ، أوضح حجة الاسلام نواب : لدينا ارتباط مع جميع المحافل العلمية الدولية تقريباً . و في زيارتي الاخيرة الى مصر تم التوقيع على اتفاقيات علمية مع العديد من الجامعات المصرية بما فيها جامعة الأزهر و جامعة عين شمس و القاهرة . و لكن و نتيجة للاوضاع السياسية الطارئة انقطعت الاتصالات فيما بيننا للأسف . و اضافة الى الجامعات المصرية لدينا اتفاقيات و ارتباطات جيدة مع المراكز العلمية في باكستان و الجامعات الماليزية و الجامعات الاوروبية . و بشكل عام استطيع القول أن علاقاتنا مع المحافل العلمية و مراكز الابحاث و الدراسات في البلدان الأخرى متعددة و متنوعة و تفوق احياناً امكانات الجامعة. 

و في جانب آخر من حواره يعيد حجة الاسلام نواب التذكير بهوية الجامعة موضحاً : تعتبر جامعة الاديان و المذاهب اول جامعة مختصة بالاديان و المذاهب في ايران ، و هي نابعة من الحوزة العلمية ، تأخذ على عاتقها مهمة التعرف على الاديان و المذاهب ، و التواصل و الحوار مع اتباع هذه المذاهب و الاديان . و من خلال اعتمادها القواسم المشتركة ، تعمل على تعزيز التضامن الانساني و ترسيخ السلام ، و الحد من معاناة البشرية ، و نشر المعنويات و الاخلاق ، و التعريف بالاسلام بشكل واعي وفقاً لتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) ، و انجاز البحوث و الدراسات ، وتربية الكوادر الانسانية . 

و حول المناهج التي تعتمدها الجامعة نظراً لانتمائها الحوزوي ، قال نواب : أن التوجه العام للجامعة يتسم بالتوجّه الحوزوي ، بيد أن الاسلوب المتبع في التدريس هو الاسلوب الاكاديمي ، و قد برهن على نجاحه الى حد كبيرة ، ذلك أن ٨٠ بالمائة من منتسبي الجامعة هم من الحوزويين . و مما يذكر في هذا الصدد هو أننا على صلة وثيقة بالحوزة العلمية خاصة فيما يتعلق بموضوعات من التعرف على عالم التشيع ، و على السلفية ، و الوهابية ، و الفرق و العقائد المنحرفة . 

و عن أبرز انشطة الجامعة في مجال التقريب ، قال حجة الاسلام نواب : أن موضوع التقريب حاضر في مناهج الجامعة على الدوام ، إذ أننا نؤمن بأن مفهوم التقريب مبدأ قرآني : " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " ، و نتعاطى معه من هذا المنطلق كمبدأ قرآني خالد . و بناء على ذلك ثمة موضوع يتم الاهتمام به في مرحلة الدكتوراه يتمحور حول " مناهج التقريب " و أهميته و ضروراته . 

و حول تقيمه لمسيرة التقريب بين المذاهب الاسلامية ، يقول حجة الاسلام نواب : أن النشاط و التحرك الذي يقوم به المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، تحرك قيم يستحق التقدير إلا أنه ليس كافياً . إذ أننا نعتقد بأنه مثلما يحاول سماحة القائد المعظم انتهاز كل فرصة للتأكيد على موضوع التقريب و لفت الانظار اليه ، فأنه ينبغي لحوزاتنا و جامعاتنا و مفكرينا و مثقفينا أيضاً الاهتمام ببحوث التقريب و إثرائه فكرياً و ثقافياً و العمل على توعية الناس به . ذلك أن مهمة التقريب أكبر من أن تضطلع بها مجمع أو مؤسسة . صحيح أنه ينبغي لمجمع التقريب أن يمارس نشاطه باعتباره المحرك و المنطلق و ان يعمل على نشر البحوث التقريبية في البلاد ، إلا انه من الضروري أن تتضافر جهود الجميع بما في ذلك المراكز و المحافل الدينية و الفكرية و الثقافية ، لإشاعة ثقافة التقريب و العمل على تحقيق اهدافه .

https://taghribnews.com/vdcaa0n6049niu1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز