تاريخ النشر2014 27 November ساعة 10:07
رقم : 175035
تقرير مستجدات الوضع اللبناني

تحرير أسير لحزب الله في القلمون، يحرّك الجمود الداخلي

تنا -بيروت
تصدرت عملية تحرير حزب الله للاسير عماد عياد على الاجواء اللبنانية أمس، وان كانت الفرحة لا تزال ناقصة بانتظار عودة العسكريين المخطوفين الى حضن الوطن، غير ان عملية التحرير هذه بما تكتسب من دلالات هامة تصدرت المشهد المحلي، وسط معلومات تشير الى ان المجموعات الإرهابية في جرود عرسال والقلمون تتحين الفرصة لتوجيه ضربة جديدة للجيش اللبناني.
تحرير أسير لحزب الله في القلمون، يحرّك الجمود الداخلي

الصحافة اللبنانية:
وفي هذا الاطار، كتبت صحيفة "الاخبار" تقول :"نجح حزب الله في تحرير أسيره لدى المجموعات السورية المسلحة عماد عياد. الخطوة التي أعلنت فجأة ستترك انعكاسات على الجهود التي تبذل لأجل إطلاق المختطفين من العسكريين اللبنانيين لدى جماعتي «النصرة» و«داعش»، حيث تواجه المساعي مشكلات كثيرة من المطالب الى الوساطات، إضافة الى طريقة إدارة الحكومة لهذا الملف".

اضافت الصحيفة : "في عملية صامتة تداخل فيها عنصر التفاوض بالعنصر الأمني، تمكّن حزب الله من تحرير المقاوم عماد عياد الذي كان مسلحون من المجموعات السورية في منطقة القلمون قد خطفوه من أحد مواقع حزب الله في جرود بريتال، وأعلن لاحقاً أنه موجود لدى مجموعة تابعة لـ"الجيش السوري الحر".

واشارت الصحيفة الى أن :"عملية التحرير جرت ضمن صفقة تبادل أفرج بموجبها الحزب عن مسلحين معتقلين لديه من «الحر» هما مرعي مرعي ومرهف عبد الغني الريس، أحدهما من مواليد حمص عام ١٩٨٦ والآخر من مواليد يبرود عام ١٩٧٦ ". موضحة انه :"منذ خطف عياد، بادرت الجهة الخاطفة الى إعلان تمايزها عن «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» وفصل الملف عن ملف العسكريين الذين اختطفوا في عرسال. لكن المطالب الأولية التي بعث بها الخاطفون كانت تحاكي بعض مطالب خاطفي العسكريين. وطالب هؤلاء حزب الله بدفع مبلغ مالي إضافة الى إخلاء إحدى القرى القريبة من جرود القلمون والتعهد بعدم مهاجمتها من قبل الحزب أو الجيش السوري، وأن يصار الى تأمين طرق لوصول المساعدات الغذائية اليها. والهدف كان تفادي الازمات التي تنتج عادة بفعل فصل الشتاء".

وتابعت الصحيفة :"ومع أن التواصل لم يتوقف، إلا أن جهاز الأمن في حزب الله توصل الى معلومات قادته الى تنفيذ عملية أمنية في إحدى نقاط انتشار المسلحين في منطقة القلمون، حيث تم أسر القائدين الميدانيين مرعي والريس، ونقلهما الى مقر للحزب، وترافق ذلك مع توقيف الجيش اللبناني للعقيد في الجيش الحر عبدالله الرفاعي، الذي أطلق سراحه أمس بقرار قضائي، ما ظهر كأنه جزء من الصفقة. وبعد أسر حزب الله لقادة من المسلحين، انطلقت جولة جديدة ومختلفة من المفاوضات قادت الى التفاهم الذي نفذ أمس بالتعاون مع شخصيات سورية محلية".

من جهتها، قالت مصادر قريبة من حزب الله لصحيفة «الجمهورية» إنّ الحزب وبعد ثلاثة اسابيع على أسر عياد، نفّذ عملية امنية معقّدة ودقيقة، تمكّن خلالها من أسر قياديَّين إثنين في "الجيش الحر" في منطقة القلمون. ثمّ بدأت التفاوض الى ان انتهى باسترداد عياد مقابل تسليم الأسيرين.

اللواء ابراهيم سيشرح لأعضاء خلية الازمة حصيلة اتصالاته بشأن ملف المخطوفين
وفي اطار متابعة ملف العسكريين المخطوفين في ضوء التطورات الجديدة، تلتئم خلية الأزمة مساء اليوم في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة تمّام سلام لاستكمال البحث في حصيلة الإتصالات والمشاورات الجارية توصّلاً الى صيغة قابلة للتبادل مع المخطوفين.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «الجمهورية» أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم سيشرح لأعضاء خلية الازمة الوزارية حصيلة اتصالاته التي تشعّبَت ما بين بيروت والدوحة ودمشق ووسطاء آخرين غير معلنين، وما تحقّق حتى اليوم، على تواضعه، بسبب تردُّد الخاطفين في تقديم اللوائح التي ينتظرها الجانب اللبناني عن لائحة السجناء والموقوفين في لبنان وسوريا الذين يطالبون بهم.

ونقلت الصحيفة عن مصادر تأكيدها أنّ الوسيط القطري لم يوقف مساعيَه، لكنّ الأمر منوط بتوافر طرح جديد لكي يتحرّك مجدداً في ضوئه. وقالت "إنّه كان وما زال رهن أيّ تطوّر،على رغم المعلومات الشحيحة عن حصول جفاء بين قطر والمجموعات المسلحة بعد المصالحة التي حصلت بينها وبين السعودية وبقيّة دوَل مجلس التعاون الخليجي التي أعادت سفراءَها الى الدوحة".

من جانبها، اشارت صحيفة "النهار" الى "أن الدولة اللبنانية وافقت على عرض الخاطفين الافراج عن خمسة من سجن رومية و٥٠ في سوريا في مقابل كل عسكري لبناني، وهي لا تزال تنتظر اللوائح من الجهات الخاطفة التي لم ترسلها بعد".

وخلصت الصحيفة الى ان "المفاوض القطري غير موجود حالياً في لبنان، وهو يتابع من الخارج عملية التفاوض وينتظر اجابة الجهات المسلحة عن اللوائح لينقلها الى الدولة اللبنانية".

وفيما اشارت الصحيفة الى ان موضوع العسكريين المخطوفين سيحضر على طاولة مجلس الوزراء غداً إنطلاقاً من التطور الجديد. نقلت صحيفة «البناء» عن مصادر واسعة الإطلاع قولها إن أهمية عملية تحرير الاسير عماد عياد، هي في التكتم الشديد الذي اعتمده حزب الله في المفاوضات الجارية وحصرها في شخص واحد من داخل الحزب.

واعتبرت المصادر «أن حزب الله نجح في حصر التفاوض في الميدان من دون أن يتعداه إلى أي مكسب آخر، بمعنى أسر مقابل أسر، مشيرة إلى «أن الجيش السوري الحر» كان قد طلب عبر وسيط سوري مقيم في لبنان، المقايضة وأرفقها بشروط تشبه شروط خاطفي العسكريين، إلا أن الحزب رفض ذلك، وبقيت الأمور تراوح مكانها ثلاثة أسابيع، ليوافق بعد ذلك مسلحو «الجيش الحر» على عملية التبادل، لا سيما أن الأسيرين هما ضابطان ومن المسؤولين الرئيسيين في عمليات القلمون.

وسألت المصادر: «هل ستبادر جهات أخرى مسؤولة عن ملف العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة وتنظيم "داعش" الإرهابيين، للعمل كما عمل حزب الله لامتلاك ورقة القوة ثم المقايضة؟».

"السفير" :  المجموعات الإرهابية في جرود عرسال والقلمون تتحين الفرصة لتوجيه ضربة جديدة للجيش

وفي الملف الامني ايضاً، فقد لفتت صحيفة "السفير" الى ان "أعمال الرصد التي تقوم بها وحدات الجيش أظهرت أن المجموعات الإرهابية في جرود عرسال والقلمون تتحين الفرصة الملائمة لتوجيه ضربة عسكرية جديدة للجيش".

واوضحت الصحيفة ان "وحدات الجيش في منطقة البقاع الشمالي سجلت تحركات مكثفة للمسلحين في الأيام الأخيرة، بما فيها محاولات تقدم من جرود عرسال والقلمون نحو بعض التلال القريبة من بلدة القاع البقاعية، وصولاً الى خرق الطوق المفروض والوصول إلى بعض القرى البقاعية الحدودية، وهنا تكمن الكارثة إن تمكنوا من ذلك، ولذلك كان قرار الجيش حاسماً بمنعهم من تحقيق هذا الهدف مهما كلف الأمر". على حد تعبير مراجع معنية.

واضافت الصحيفة ان "التقييم العسكري لواقع منطقة عرسال يفضي إلى أن الخطر "كامن في الجرود والوضع هناك دقيق جداً"، وأن إجراءات الجيش "نجحت في إقفال خط التواصل ما بين تلك المجموعات الارهابية وبلدة عرسال"، وأن جنرال الصقيع "يمكن أن يدفع هذه المجموعات للقيام بمغامرات دموية"، في ظل تقديرات مفادها أن أعداد المسلحين في تلك المنطقة "تتراوح من ألفين إلى أربعة آلاف مسلح"، وثمة معلومات "عن حركة مسلحين ذهابا وإيابا من الرقة إلى القلمون عبر خريطة انتشار الجيش السوري".

وتابعت الصحيفة انه :"تبعا لهذا الرصد، تتصرف قيادة الجيش على قاعدة ان المعركة "باتت حتمية مع المجموعات الارهابية"، وأن وحدات الجيش "في وضعية قتالية دائمة"، وأن الخطط تأخذ في الاعتبار بعض دروس «عرسال ١» من دون الخوض في تفاصيلها".

قهوجي: الجيش يكسر الإرهاب ويحمي لبنان من الفتنة
الى ذلك، فقد نقلت صحيفة "السفير" عن قائد الجيش العماد جان قهوجي قوله إن "الجيش بعد معركة عرسال ليس كما قبلها"، موضحاً ان "الجيش محصن متماسك وموحد ومتحفز لأي طارئ"، ومشيراً الى ان "معركة طرابلس كسرت كل الخلايا الإرهابية وقلبت كل المقاييس، ومكنت الجيش من التحرك بقوة وبحرية في كل المنطقة، وكل الذين قتلوا العسكريين في بحنين صاروا في قبضة الجيش ولم يعد هناك فارون بعنوان «الانشقاق» سوى عسكري واحد".

واكد قهوجي -بحسب "السفير" - أن الجيش أسقط الهدف التفتيتي للبنان الذي كانت تعد له المجموعات الإرهابية لتغيير وجه لبنان، واعتبر أن إلقاء القبض على عماد جمعة، ثم على أحمد ميقاتي ومعاونه قبل أيام قليلة، "شكل إنجازاً كبيراً جداً ليس بالمعنى الأمني فحسب، بل بما شكله من إحباط لمؤامرة كان يمكن أن تشعل فتنة سنية ـ شيعية تحرق البلد".

https://taghribnews.com/vdcaemn6m49n0w1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز