تاريخ النشر2015 25 May ساعة 08:58
رقم : 192694

السيد نصرالله في ذكرى التحرير : المشروع التكفيري سيدمر وسنحقق النصر في سوريا

تنا - بيروت
رأى الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "بعض اللبنانيين كان يدافع عن كل لبنان وكل العرب، ولم يحمه ذلك من الطعن بالظهر والعمالة والخيانة، ولم يمنعه من أن يهدي نصره الى كل اللبنانيين والعرب، وخاصة الى الشعب الفلسطيني الصامد والأبي"، لافتا إلى أن "الحقائق أثبتت، أن هذا النصر كان لكل اللبنانيين، فعادت الأرض، ما عدا مزارع شبعا، وعادت كرامتهم وقوة الردع لديهم".
السيد نصر الله
السيد نصر الله

وأشار  سماحته خلال الكلمة التي ألقاها في الذكرى الخامسة عشر للتحرير و الانتصار في 25 أيار عام 2000 خلال احتقال جماهيري حاشد في مدينة النبطية جنوب لبنان ،  إلى ان "العدو أيقن أنه لا مكان له في أرضنا، وإن كانت أطماعه من خلف الحدود ما تزال قائمة"، متطرقا الى تصريح باراك حول "دفاعه عن عدم البقاء في الجنوب"، مكررا أن "النصر الذي تحقق كان للجميع، ولم يكن لفئة دون أخرى، وتعاطي المقاومة بأخلاقية رائعة مع عملاء لحد وغيره، وما قدمته من نموذج ديني وإسلامي بحق هؤلاء".

وسأل سماحته: "لو لم يكن لدى هذا البعض من اللبنانيين، هذا الفهم الخطير لذاك المشروع؟ ولو لم يكن لديهم هذه الإرادة؟ ولم لم تكن مقاومة بعد، أين كان الجنوب والبقاع والجبل وبيروت والشمال؟ وأين كانت المنطقة من حولنا؟ وأين كان سيكون جزء من اللبنانيين؟"، شاكرا الله على "هذه النعمة الإلهية التي حلت بهم، خاصة عندما ننظر في عيون الناس والثقة الكبيرة لديهم في مقاومة العدو"، مشددا على "ضرورة معرفة هذه النعمة والحفاظ عليها، لأننا بحاجتها في مواجهة الأخطار الإسرائيلية وغيرها في الأيام القادمة".

وقال: "إن هذا البعض من اللبنانيين لم ينتظر الجامعة العربية، ولا الأمم المتحدة ولا أميركا ولا الغرب، بل اعتمد على رجاله وشعبه وحلفائه، وانطلقوا منذ اليوم السير معا في مقاومة العدو".

وقارن بين تلك المرحلة وما يجري اليوم قائلا: "التاريخ سيعيد نفسه، والمشروع التكفيري المتوحش، الذي يتهدد المنطقة وأهلها نراه الآن. ولو أننا تحدثنا قبل سنوات عن هذا المشروع التكفيري، لقالوا لنا أنتم تحاسبون على النوايا، ولكن لندع ذلك جانبا، ونرى الوقائع في سوريا والعراق واليمن والبحرين".

وقال: "نحن لا نناقش في النوايا، لأن على الأرض هناك داعش تقتل وتذبح وتسجن، وتعبر عن وحشية ضد كل ما هوا إنساني وحضاري، إن داعش اليوم ليست مجموعة في زاوية من زوايا العالم، بل تمتد من سوريا على مساحة واسعة في سوريا والعراق، وفي سيناء وعلى حدود فلسطين المحتلة وفي اليمن وليبيا ونيجيريا وأفغانستان، وبالأمس عبرت عن وجودها الميداني في القطيف في السعودية  وسأل   حسن نصرالله عما "يجب عليه أن يفعله أبناء المنطقة"، مشددا على ضرورة "فهم اخطار المشروع التكفيري"، واسفا على من "يؤيد ويساند ويراهن، المشروع التكفيري، والذين يرون في هذا المشروع صديقا وحليفا".

وقال: "نحن اليوم امام خطر جدي، ونحن امام نوع من الخطر لا مثيل له في التاريخ، انه خطر يستهدف الوجودات البشرية الاخرى، فهذا العراق مجددا، ماذا فعلت داعش بأهل السنة فيه وبالوطنيين والعشائر الذين رفضوا مبايعة خليفتها المزعوم؟ وماذا فعلت بالشيعة والمسيحيين والازيديين والعرب والكرد غير المجازر في ظل ذبح ما يزال قائما؟، في سوريا ايضا ذبحوا من كل الطوائف، واخرها المذبحة في تدمر اليوم، اضافة الى صراعاتهم ضد بعض، لان لديهم من قلة الدين وقلة العقل ما يجعلهم يتقاتلون ويذبحون بعضهم البعض".

وإذ أكد أننا "نحن اليوم امام مشروع وامام خطر لا يحتمل وجود الاخرين"، وصف هذا المشروع ب"انه تكفيري وقاتل، ولن يسلم منه سوى الذي يبايعهم، وبناء على هذا التشخيص، وكل هذه الوقائع، نرى من يدافع عن هذا المشروع"، داعيال الجميع الى "التحسس الجدي لهذا الخطر، لانه خطر على كل الطوائف، وليس على نظام في سوريا، او حكومة في بلد"، معلنا انه "لا يجب على احد ان يدس راسه في التراب".

وأسف ممن "يرى انه بمساندته داعش، يمكن ان تعفي عنه، لانها فعلت العكس في العراق بحق الذين قاتلوا معها، فمن يتصور في لبنان والمنطقة، انه بدعمه ومديحه لهذا المشروع التكفيري، يمكنه ان يحمي نفسه"، ناصحا "المراهنين والساكتين ان يراجعوا حساباتهم، لانهم سيكونون اول ضحايا داعش والنصرة في لبنان، خاصة تيار المستقبل ونوابه وقادته، والكل سيكون ضحايا داعش والنصرة، وانا لا اريد ان اخيف الناس".

وتوجه الى المسيحيين بالسؤال: "هل من يؤيد ويسكت عن المشروع التكفيري سيسلم من الذبح؟ ومثلهم العلويين والاسماعيليين والازيديين وغيرهم؟ من لديه ضمانة وهل لهؤلاء دين وعقل؟.

وشدد على "عدم القعود والانتظار وضرورة البحث عن وسائل للمواجهة"، داعيا الباحثين عن مشروع اميركا في المنطقة الى "النظر الى العراق، وما حصل فيه، واحتلال داعش لاقسام منه، في ظل عدم فعالية ما قامت به قوات التحالف ضد هؤلاء"، سائلا "هل طردوا داعش او كسروها؟ مشيرا إلى أن "داعش تتنقل بجحافلها ودباباتها من محافظة الى اخرى ومن العراق الى سوريا وبالعكس تحت عين اميركا، لذا فمن يراهن على اميركا فانه لن ترجع الرمادي او الموصل".

ورأى ان "العراقيين الذين لم ينتظروا الاميركيين، استطاعوا بحشدهم الشعبي ومرجعياتهم الدينية، ان يستعيدوا مناطق، وان يقفوا ضدا هذا التمزق"، موجها سؤاله إلى "من ينتظر الجامعة العربية، ويرى في عاصفة الحزم انها ستحميه، من يدعم هؤلاء في عاصفة الحزم الذين يهللون لداعش، ويقدمون لها المال ويشترون منها النفط؟"، مؤكدا ان "الخيار الحقيقي اهو ان يعمل العراقيون والسوريون واللبنانيون على شحذ هممهم وأن يتكاتفوا ويبحثوا مع اصدقائهم، وفي مقدمتهم ايران، لمواجهة هذا المشروع الظلامي التكفيري، لانهم ليسوا اقوى من اسرائيل".

ودعا الى "الخروج من هذه المرحلة، بالاعتماد على قوانا الوطنية والمقاومة، لان المعركة معركة وجود في سوريا والعراق ولبنان، ولانه في معارك الوجود تتأجل المصالح الاخرى". 

اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن "منطقتنا وشعوبنا في خطر وجودي"، داعيا الجميع الى "تحمل مسؤولياتهم لمواجهة هذا الخطر، والتخلي عن الصمت والسكوت"، معتبرا أن "قوى 14 آذار لديهم مشكلة، في حين أن جماعة الإئتلاف السوري لن يجرأوا على المجيء الى مناطق سيطرة داعش والنصرة"، مكررا دعوته الى "الخوف من داعش والنصرة وانتصارتهم، لا أن تخافوا من إنتصار سواهم".

وقال: "إذا انتصر النظام في سوريا، فنحن سنشكل ضمانات لهم في لبنان"، سائلا: "لو انتصرت داعش والنصرة فهل تشكلون ضمانة لأنفسكم، قبل أن تشكلوا ضمانة للبنانيين"، معتبا أن "من الخطأ تصوير المعركة في عرسال أنها معركة حزب الله، يريد جر الجيش ولبنان إليها"، مؤكدا أنها "معركة لبنان، لأنها معركة الدفاع عن لبنان وشعبه".

أضاف "ان معركة الجرود في القلمون متواصلة ومستمرة، حتى يتمكن الجيش العربي السوري والمقاومة من تأمين الحدود اللبنانية السورية".

وتطرق الى موضوع بلدة عرسال فقال: "بكل صراحة كانت السيارات المفخخة تأتي عبر عرسال، ومن بعض أهلها ومن خلال بعض أبنائها، لكننا نؤكد أن أهل عرسال أهلنا، ولا نقبل ان يزايد أحد علينا، ولا نقبل أن يتعرض أحد بأي سوء تجاههم"، منوها ب"أهالي منطقة بعبلك والهرمل، وتصرفهم الأخلاقي تجاه أهلهم في عرسال"، لافتا "هذه نظرتنا الى أهل عرسال"، مطالبا الدولة ب"القيام بدورها"، مشيرا الى قول وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق: "إن عرسال بلدة محتلة، ومثله تيار المستقبل، لهذا نحن نقول ان على الدولة، أن تقوم بدورها وتحرر عرسال، وإن ثبتت الدولة أنها دولة، وألا تتهربوا من مناقشة هذا الأمر في مجلس الوزراء".

وكشف أن "معلوماته تفيد، أن غالبية الناس باتت تشعر بالعبء الثقيل في عرسال، من هذه الجماعات المسلحة"، معلنا "وقوفه الى جانب أهل عرسال"، موجها نصيحة ب"إخراج عرسال وأهلها من المزايدة".

وعن جرود عرسال قال: "أنا اليوم في 24 أيار 2015، وكما قلت قبل سنتين في مشغرة عن القصير، أقول: إن أهلنا في بعلبك - الهرمل وعشائرهم وعائلاتهم وكل فرد فيهم، لن نقبل ببقاء تكفيري واحد في أي جرد من جرود عرسال وفي البقاع"، مؤكدا أن "هذا القرار أولا يحمي أهل عرسال، كي يتمكنوا من الذهاب الى جرودهم، ويأمنوا في بيوتهم، ويعيشوا تحت سلطة الدولة"، مجددا "تمسكه بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، التي تحمي لبنان اليوم في مواجهة الإسرائيلي والتكفيري، وفي مواجهة أي تهديد"، مكررا دعوته الى "إخراج هذه المعادلة من لبنان، وأن نقدمها معادلة الى سوريا والعراق واليمن، وقد بدأوها، كما نقدمها مبادرة الى كل البلدان والجيوش المهددة بالأخطار".

أضاف "في التجربة الإسرائيلية، ومنذ نكبة 1948، كانت بتجزئة معركته، واستطاع للأسف الشديد القيام بذلك"، معتبرا أن "أميركا وإسرائيل والنخب السياسية في بلادنا ،عممت ثقافة "شو دخلنا بفلسطين" الأمر الذي كرس خطأ استراتيجيا قاتلا".

ودعا الى "توحيد الجبهة ورفض التجزئة"، ثم تناول مجددا "ما قامت به داعش تحت أعين الأميركي والتركي والأردني"، وقال: "لو منعت داعش هذه الفرصة، لما تمددت في تلك المناطق"، محملا "المسؤولية لكل الذين سكتوا عما فعلته داعش في سوريا، وقبلها في العراق".

وأكد أن "قتالنا في سوريا تجاوز مرحلة التدريج من التهديد، من مقام السيدة زينب الى القصير الى القلمون، واليوم نحن نقاتل الى جانب إخواننا السوريين والى جانب الجيش والشعب السوري، وإنما نقاتل من هذه الرؤية، وما نقوم به دفاعا عن سوريا والعراق وفلسطين واليمن، وعن كربلاء ودمشق وعرسال واللاذقية، وأن حضورنا هذا سيحضر كلما اقتضت المسؤولية".

وأعلن "في ذكرى التحرير ومن دون اي تحفظ، لم نعد موجودين في مكان، دون مكان في سوريا، وسنتواجد في كل مكان في سوريا، ونحن اهلها ورجالها، وسنساهم مع الجيش والشعب في صنع الانتصار".

ودعا السعودية الى "وقف عدوانها على اليمن، وفتح الباب جديا امام حل يمني - يمني، وووقف حكومة البحرين الرهان على تيئيس الشعب البحريني، واطلاق سراح السجناء والتوقف عن المماحكات الشكلية المشوهة، والتصالح مع شعبها، لان داعش في احضانكم جميعا".

وأكد اننا "هنا في الجنوب، وفي هذه الجبهة، لم ولن نخلي هذه الجبهة، ولن نغفل عنها، ونحن في جبهتين متكاملتين هنا وفي سوريا، ونتابع جهوزيتنا ونراقب نوايا العدو الصهيوني. فيا اهلنا في الجنوب والبقاع وحاصبيا وراشيا وفي كل لبنان: ان المقاومة في اعلى جهوزيتها، وان العدو يعرف اكثر ما يعرف بعض اللبنانيين، وفي مسألة المقاومة نحن ندرك انه بجوارنا عدو متربص، يراهن على استنزاف شعوب المنطقة، لذلك اؤكد لكم اننا يقظون جدا".

وقال: "في معركة حفظ الوجود هذه، ولانها معركة اضخم داعش، لانها داخل البيت بشكل او باخر، فانها معركة تتطلب التضحيات، لذلك اترك لبعض اللبنانيين، انه من المعيب ان تعدوا علينا شهداءنا في المعركة، فاخجلوا على انفسكم"، مضيفا "انتم بفعل هؤلاء الشهداء، تعيشون بأمن في هذه البلاد"، نافيا "وجود اي ازمة لدى حزب الله وجمهوره"، منتقدا "الذين يتهمون حزب الله بتجنيد الصغار"، بالقول: "يا عيب الشوم عليكم"، نافيا انه دعا الى "التعبئة العامة، لان الامر ما يزال باكرا، ولكن اذا اضطر الامر فستجدون عشرات الالاف هنا، في كل الميادين".

واكد "في عيد الانتصار والمقاومة أقسم بالله العظيم، انه لم يمر زمان على هذه المقاومة منذ 82 الى اليوم، وكانت افضل عتادا كما ونوعا واقوى خبرة، ومجاهدوها اكثر حماسة، واشد حضورا في الساحات كما نحن اليوم في 24 ايار 2015".

وختم "بمباركة هذه المعادلة الذهبية، وفي ذكرى التحرير والانتصار، اذا توكلنا على الله، وتوكلت جيوش المنطقة وشعوب المنطقة، ولن ننتظر الدعم من اعداءنا، فان هذا المشروع التكفيري سيهدم ويدمر، ولن يبقى منه اثر بعد عين .
https://taghribnews.com/vdcaoun6y49noi1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز