تاريخ النشر2016 29 September ساعة 19:56
رقم : 246441

ندوة بعنوان "منطلقات النهضة الحسينية ومظاهر تأثيرها" في بيروت

تنا-بيروت
استضاف منتدى الأربعاء في مؤسسة الإمام الحكيم العلامة الشيخ شفيق جرادي في لقاء حواري تحت عنوان "منطلقات النهضة الحسينية ومظاهر تأثيرها".
ندوة بعنوان "منطلقات النهضة الحسينية ومظاهر تأثيرها" في بيروت
ومما قاله الشيخ جرادي خلال الندوة: "حينما نتحدث عن نهضة الإمام الحسين (ع)، فإن فكرة النهضة ينبغي أن تضعنا في فارق كبير بين صورة الملحمة بمعنى المجرزة، للقتل الذي حدث والدم الذي سفك، وما بين النهضة بمعناها الذي تحمله من قيم تأسيسية للحراك في الحياة الإنسانية عامة وفي بناء المجتمع والتاريخ الديني".

اضاف: "مع نهضة الإمام الحسين، لم تنفصل صورة الدم عن مقومات النهضة، لكن وبسبب هذا الوقع الهائل للأحداث التي حصلت في كربلاء فإن الذاكرة قد حفظت الأحداث بكل مشاهدها القاسية والمرعبة والرهيبة، لدرجة أنها في بعض الأحيان جعلتنا نشخص فقط صورة الأجساد المقطعة والرؤوس المرفوعة والدم والألم الذي حصل في تلك الواقعة".

وتابع: "أن يذهل الإنسان بما جرى هو أمر طبيعي، كما من الطبيعي أيضا أن يبقى هذا الذهول التاريخي قائما إلى يومنا هذا، بل سيبقى وقع وأثر الفاجعة الكبيرة التي حصلت قائما إلى قيام الحجة، بحسب ما نحمله من إرث في أدبياتنا الإسلامية.. ولكن، لا ينبغي أبدا أن تغيب صورة وفكرة النهضة التي أرادها الإمام الحسين".

وأشار الشيخ جرادي إلى أن الإمام الحسين قد أدلى بكل ما يريده حول أسباب النهضة، مذكرا في احدى خطبه: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي".

واعلن ان "ما جاء في هذه الخطبة يحمل ثلاثة مسائل، الأولى هي مسألة طلب الإصلاح في الأمة، الثانية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أما المسألة الثالثة، فهي السير على خطى جده وأبيه. 

وقال: "عبارة "سيرة جدي وأبي" تشير إلى أنهما أهم رمزين يمكن الاعتماد عليهما في بناء الإرادة والبصيرة.. هي تطبيق لمشروع ما ينبغي أن نبحث عنه في هذه السنة، من جهة. ومن جهة أخرى، فإن هذا العبارة تتضمن صلة أكيدة بموضوع الحكم وإدارة المجتمع والدولة، والتي كانت قائمة على عدالة كل من النبي والإمام علي كما ورد في الروتيات.. وهو ما يشكل ركنا ثالثا من منطلقات النهضة.

وأضاف: "ثمة العديد من التحليلات التي وردت في كتب التاريخ حول السبب الذي دفع الإمام الحسين للخروج إلى كربلاء، فهناك من رأى أن الإمام أراد أن يحفظ أصل الدين فقط، وهناك من رأى أنه أراد حفظ ذكر النبي محمد. أما البعض الآخر فقد رأى أن الإمام الحسين كان يسعى للوصول إلى السلطة وتسلم سدة الحكم. وهناك آخرون رأوا بأن الإمام كان يعمل على تنفيذ المشيئة الإلهية باستشهاده".

وقال: "في تقديري بأن الإمام كان يريد أن يؤسس لمفهوم الحاكمية، وهنا علينا التمييز بين فكرة الحاكمية ـ بمعنى مشروعية وأصول إقامة الحكم كما أصول الولاية في الحكم ـ وأصل الحكم، بما هو ممارسة إجرائية حيث تستلم قيادة ما هذا الإجراء التنفيذي للحكم. ومن خلال هذه القيم وهذه الأطروحة، يمكن لنا أن نحدد بأن فلانا يحكم بالعدل". 

وتابع: "قد يكون هناك من يرى بأن الإمام الحسين كان يبتغي الحكم، ولكن في ظل الظروف التي كانت تحيط به، وما وصل إلينا من أحداث وروايات والتي تظهر لنا بأن هذا الأمر غير وارد.. ولكن القول بأنه في ظل هذه القيم وهذا النظام وهذه الحاكمية يمكن لنا أن نوافق على الحاكم، فهذا أمر غير ممكن، وهو أمر موجود في أصل السنة التي وضعها رسول الله أو أمير المؤمنين هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن الشريعة تتميز بالديمومة، ولا تعود مرهونة بلحظة أو بزمن خاص.. أما عملية الحكم، فهي تدور في إطار زمني خاص، نتحدث عنه من منظور سياسي او اجتماعي أو من منظور معالم حضارة معينة.. لذلك فإن هذه اللحظة تعد جزءا من التاريخ وليست التاريخ بأكمله. بينما الحديث عن الحاكمية بما فيها من قيم، فإن الملاحظة التي تستهدفها في النهاية تكون حول صناعة التاريخ".

واكد "أن هذه الأصول لمنطلقات حركة الإمام الحسين التي أرادت أن تؤسس للحاكمية، كانت تريد أن تحقق نصرا على مستوى الاستمرار في مسار التاريخ وليس على مستوى اللحظة أو الزمن". وقال: "من هنا أعتقد أن المنطلقات التي قام بها الإمام الحسين أراد بها الانعطافة التاريخية، حيث أراد أن يتصدى لذلك الموقف الذي عمل على استبعاد قيم النبي ومعتقداته وشريعته".

وختم الشيخ جرادي بالقول: "إن من تداعيات النهضة الحسينية أن ما من ثورة حق أو نهضة حق قامت بين المسلمين إلا واستندت في أصولها وقيمها إلى ما قدمه الإمام الحسين. وما نشهده اليوم من ثمار طيبة في هذا الزمن الذي نعيش فيه، ألا وهو زمن استعادة حيوية الولاء لسيدنا محمد والامام علي، فإننا كلنا مدينون للإرث الحسيني في هذه التنورات التي تتبدى في ساحاتنا".
 
https://taghribnews.com/vdcayinu649nyy1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز