تاريخ النشر2014 1 December ساعة 15:57
رقم : 175441

السعودية وسلاح النفط من جديد!؟

تنا
الجزائريون متخوفون من تراجع سعر النفط، ومن عودة شبح أزمة الثمانينيات وما تبعها من فوضى وإرهاب ما زالت البلاد لم تشف منه حتى الآن.
السعودية وسلاح النفط من جديد!؟
 
بقلم : حدة حزام

وأكثر ما يخيفنا ليس تراجع أسعار البترول، هو هذا الغياب الكلي لأية محاسبة وللشفافية حول أسعار البترول التي سجلت سقفا خياليا وغير مسبوق منذ الاستقلال؟  

فأسعار النفط كانت دائما بين شد وجذب، خاصة بعد أن اختُرقت منظمة "أوبيب" وسيطر عليها موالون لأمريكا، ولم تعد ذلك السلاح الذي يمكن أن تشهره بلداننا المصدرة والمعتمدة أساسا على النفط في وجه البلدان الإمبريالية، منذ أزمة 1973 عندما أقسمت أمريكا وحلفاؤها ألا يكون في المستقبل سيطرة على مواردنا ولا إرادة سياسية على مصيرنا.
 
ولم تكتف أمريكا بالبروباغاندا التي تروج لها أنها ستحقق اكتفاء ذاتيا في المحروقات بحلول 2015 ولن تستورد نفطا بعد هذا، مما أدى إلى بداية تهاوي أسعار النفط التي بلغت أرقاما قياسية أثناء حرب العراق، بل جندت أصدقاءها في المنظمة، منظمة الأوبيب لتفسد أي مخطط قد يفكر فيه المصدرون للنفط ومن شأنه أن يحمي الأسعار من التراجع.
 
فالسعودية التي وقفت أمس، إلى جانب عائلة مبارك واشترت براءتها بمال النفط واشترت سكوت النظام المصري على سياستها في المنطقة وتجاه النظام السوري الذي ما زالت تسعى هي وشقيقاتها من دول الخليج إلى إسقاطه، وقفت من
جهة أخرى ضدنا، ضد مصلحة الجزائريين برفضها تخفيض الإنتاج للحفاظ على مستوى معين للأسعار، ولن يهم السعودية أن يتأثر الجزائريون بهذه السياسة ولا نتائجها الوخيمة التي قد تؤدي إلى انفجار في الشارع الجزائري مثلما عشناه نهاية الثمانينيات.
 
ما يهم السعودية هي أن توجه بهذه السياسة ضربة إلى اقتصاد إيران وروسيا، الأولى لعداوة تاريخية وأخرى عقائدية، وثالثة لأنها تحدت أمريكا ودخلت نادي الكبار الصناعي والنووي، وهذا ما لم تتمكن المملكة، التي تريد الإبقاء على زعامتها للعالم الإسلامي السني أن تحققه، فإيران غزت الفضاء، بينما ما تزال المملكة تناقش فتاوى تحليل وتحريم لمسائل تجاوزتها المجتمعات البدائية، كما تريد توجيه ضربة لروسيا أيضا لأنها مثل إيران ما زالت القوة التي يرتكز عليها نظام بشار وحمته من السقوط ورفعت دائما كارت الفيتو الأحمر في مجلس الأمن ضد كل العقوبات والقرارات التي تريد أمريكا وحلفاؤها اتخاذها ضد النظام السوري.
 
السعودية اليوم تستعمل سلاح النفط من جديد، لكن هذه المرة ليس لحماية مواقف عربية ولا لتسجيل انتصارات قومية مثل تلك التي اتخذها الملك فيصل سنة 1973 أيام حرب أكتوبر مع إسرائيل عندما أوقف تصدير النفط لأمريكا لدعمها لإسرائيل في حربها ضد العرب، فتوقفت عجلة المصانع في أمريكا، وتوقفت حركة المرور، وغضب الأمريكيون أيما غضب، بل إن سلاح النفط هذه المرة جاء معاكسا تماما للقرارات الجريئة للملك ، وإنما وضعته المملكة وسيلة في يد أمريكا، لتجهز به على خصومها في إيران وروسيا وسوريا، لتركيعها لأنها وقفت في طريق المشروع الأمريكي الذي بدأ التفكير فيه بالضبط مع أزمة النفط في تلك السنة المشؤومة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.  

من يومها فكرت أمريكا وقررت وخططت ونفذت وسجنت إرادة زعماء المملكة وإمارات النفط في الخليج وكان لها ما أرادت. وها هي اليوم وبعد أن سيطرت على منابع نفط العراق وزرعت الفوضى في ليبيا، تجهز على ما تبقى من سلطة لشعوب المنطقة. والدور المقبل على الجزائر، التي ستسقط بنفسها ومن نفسها مثل ثمرة نضجت على الغصن وتعفنت!؟
https://taghribnews.com/vdcbasb88rhbzap.kuur.html
المصدر : الفجر (الجزائرية)
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز