تاريخ النشر2014 2 August ساعة 08:41
رقم : 165037

لأنّ غزّة آخر قلاع الوحدة الإسلاميّة

تنا-بيروت
يعدّ نجاح الوهابيّة في إغتصاب التّمثيل السّنّي الهادر في العالم الإسلاميّ، والحيلولة دون بروز أيّ نموذج متوازن يقبل الشّراكة والوحدة الإسلاميّة أعظم إنجازاتها؛ لكنّ تسرّع بعض التّيارات المرشّحة لهكذا دور مقدّس وإنقيادها إلى أولويّات السّلطة ساهم في تقليص فرص نجاحه !
لأنّ غزّة آخر قلاع الوحدة الإسلاميّة

بقلم : الشّيخ حسين زين الدّين

ولعلّ الخشية من بروز هذا النّموذج في العالم السّنّي يُفسّر الموقف السّعوديّ الحادّ من سلطة الأخوان المسلمين في مصر ؛ ويفسّر أيضًا إنعطافة السّياسة الأميركيّة المنافقة لصالح الدّور السّعوديّ في المنطقة . 

ففي الوقت الّذي شهد فيه النّفوذ الأميركيّ تراجعاً تمثّل في الإنسحاب المذلّ من العراق وأفغانستان، وسقوط بعض الأنظمة العربيّة الحليفة ، كان خيار الفتنة المذهبيّة قارب النّجاة الوحيد لشيطان البشر الأميركيّ . 

والّلافت أنّ قطر وتركيّا تبرعتا لقيادة المركب معزّزتين بالنّفوذ الماليّ لقطر وبحثها عن دور كيديّ في وجه التّعجرف السّعوديّ، والتّقارب الفكريّ بين أخوان مصر وتركيّا ذات الطّموح العثمانيّ . 

غير أنّ النّموذج الأخوانيّ ـ من النّاحية الفقهيّة ـ ليس مؤهّلاً للقيام بوظيفة التّكفير المذهبيّ؛ وبالتّالي إدارة استحلال الدّماء المسلمة، وإن كان بعض رموزه قريبين من التّكفير الإجتماعيّ، وجاهزون لدفع ثمن الحفاظ على السّلطة للغرب وأميركا. وقد وقعوا أيضاً تحت تأثير النّفوذ الوهّابيّ في المدارس الدّينيّة المصريّة الّذي أوقع اعتدال الأزهر الشّريف في دائرة المزايدة المذهبيّة حرصاً على اجتذاب الشّارع المصريّ المتديّن؛ وكانت المادّة التي مهّد لها الإعلام الوهّابيّ ـ وساعده بعض الإعلام الشّيعيّ - البريطانيّ ـ جاهزة ، وهي الموقف من الشّيعة !! 

لأجل ذلك كان الخيار الأنسب تسليم قيادة المواجهة المذهبيّة إلى المرجعيّة السّياسيّة الحاضنة للفرقة الّتي اختُرِعت لتدمير الإسلام، وهي الوهّابيّة .وكان للعلاقة التّاريخيّة بين المخابرات السّعوديّة والحركات التّكفيريّة فضلٌ في هذا الخيار .
لماذا كتبتُ هذه المقدّمة ؟! 

الجواب : معرفة هذا السّياق تساعد كثيراً على معرفة ما يجري الآن في غزّة ، فالقدس وفلسطين بقيتا المشترك السّياسيّ الدّينيّ العقائديّ القرآنيّ الوجدانيّ بين السنّة والشّيعة، وتشكّلان خطراً جديّاً على انجاز المشروع الأميركيّ السّعوديّ؛ بل هما فرصةٌ نادرة للتّوحيد والوحدة، والتّقارب والإنسجام بين المسلمين في وجه محور تدمير القيم الإسلاميّة والمسيحيّة والإنسانيّة.
https://taghribnews.com/vdcbfsb8zrhb0gp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز