دونالد ترامب شخصية متزلزلة لا تعبأ بالقيم الانسانية

إلتقى مراسل وكالة انباء التقريب (تنا) ، رحمة الله شريفي الباحث و الخبير في قضايا آسيا الوسطى ، في محاولة للوقوف على الخلفية الفكرية و السياسية للرئيس الاميركي الجديد المناهضة للاسلام و المعادية للمسلمين، حيث يرى أن جانباً هاماً من قرارات ترامب المعادية للاسلام تستمد جذورها من منطلقاته الفكرية حيث نشأ و ترعرع في اسرة ذات ميول و توجهات معادية للسود و مناهضة للمسلمين ، و أن حياته الشخصية تدل بوضوح على أنه لا يعبأ بالكثير من القيم الانسانية .

و تابع : اضف الى ذلك فهو ليس من اصحاب الرأي و يفتقر لأي فلسفة ايدولوجية او سياسية ، و أن كل ما يتسم به هو انه ينتسب الى الطبقة البرجوازية الاميركية .

و لفت شريفي : أن الادارات الاميركية السابقة سواء الديمقراطية أو الجمهورية ، لم تألوا جهداً في دعاياتها الاعلامية المناهضة للمسلمين و المعادية للاسلام ، و قد اضطلع اللوبي الصهيوني و الاعلام التابع له دور اساسي في ذلك . و بناء على المناخ الذي اوجدوه تصور العديد من الاميركيين بأن المسلمين هم مصدر الارهاب و ان الاسلام يبعث على الخوف و الرعب ، لذا ينبغي محاربته و التصدي له ، او على الاقل الابتعاد عنه . و نظراً لأن ترامب ليس بالشخصية العلمية و الثقافية ، لذا فقد تأثر بذلك و اقتنع به .

و أوضح الباحث و الخبير في قضايا آسيا الوسطى: اذا ما أخذنا بالاعتبار دول المنطقة و الشرق الاوسط الاخرى ، ربما أن الدول السبع التي قرر ترامب منع رعاياها من دخول الاراضي الاميركية ، هي الوحيدة التي لم يصدر عنها اي نشاط ارهابي ، بل و لم يحاول رعاياها حتى التفكير بمحاولة لانتهاك القانون الاميركي ، سواء على الصعيد الشخصي أو عن طريق الجماعات التي تروج للفكر الارهابي ، و لعل هذا ما يدعو للنظر الى قرار ترامب بانه نوع من المزاح .

و اضاف رحمة الله شريفي : اذا كان ترامب قلقاً حقاً على حياة الاميركيين مثلما يزعم ، كان ينبغي له أن يعاقب دولاً مثل السعودية و قطر و الامارات العربية ، و كذلك الكثير من المتطرفين الاسلاميين في باكستان الذين تحتضنهم و تدعمهم الوهابية و السلفية و تقدم لهم السعودية و قطر مختلف انواع الدعم و المساندة . يبدو أن البعض يحاول انتهاز فرصة قلة خبرة ترامب و فقدانه للمعلومات الكافية .

و حول تداعيات قرارات ترامب العنصرية و المناهضة للاسلام و المسلمين ، لاسيما في الداخل الاميركي و حجم الاحتجاجات التي اكتسحت الولايات الاميركية ، يرى الباحث و الخبير رحمة الله شريفي : لقد حاولت بعض وسائل الاعلام الصهيونية تضليل الشعب الاميركي ، و في ضوء ذلك تسنى للادارة الاميركية شن العديد من الحروب المدمرة في المنطقة . غير أن حبل الكذب قصير و سرعان ما سوف تتكشف الحقائق و يعي الشعب الاميركي حقيقة ما يجري . و على الرغم من أن المسؤولين الاميركيين استطاعوا أن يحققوا بعض المكاسب في ظل هذه التوجهات المخادعة ، غير أن ذلك لم يدم طويلاً . بل أن الاحتجاجات الشعبية التي أخذت تتصاعد داخل المجتمع الاميركي ، و كذلك تصريحات بعض المسؤولين المعارضة لتوجهات الرئيس ترامب ، بصدد الكشف عن المزيد من الحقائق حول الاسلام و المسلمين و توعية الرأي العام الاميركي بنوايا توجهات الادارة الاميركية الجديدة .