العدوان السعودي كثّف من تواجد " القاعدة " و " داعش " في اليمن
تنا - خاص
السفير الايراني السابق في اليمن : لن تحلّ الازمة اليمنية إلا بالخيار السياسي ، و لابد من تعاون و تضامن كافة القوى السياسية في اليمن لإخراج البلد من أزمته .
شارک :
إسترعت مواصلة العدوان السعودي - الاميركي الغاشم على اليمن البلد العربي المسلم ، انتباه الكثيرين من المسلمين و الاحرار في العالم ، بغض النظر عن انتمائهم الديني و العرقي ، نظراً للمجازر الوحشية التي ترتكب ضد هذا الشعب المظلوم ، و الصمت المطبق الذي يهيمن على المنظمات الدولية إزاء المأساة الانسانية المروعة التي قلما يشهد العالم المتحضر مثيلاً لها .. في محاولة للتعرف على تطور الاحداث في اليمن ، التقينا الاستاذ مرتضى رحيمي السفير الايراني السابق في اليمن ، فكان لنا معه هذا الحوار .
يشير السيد رحيمي بداية الى أن عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية و دعم و مساندة الامارات و قطر ، يتواصل ضد الشعب اليمني الاعزل منذ اكثر من عشرة أشهر ، دون أن تتمكن السعودية و حلفاؤها من تحقيق حتى الحد الادنى مما كانوا يطمحون اليه من اركاع الشعب اليمني الأبي ، و عودة الرئيس المعزول عبد ربه منصور هادي الى سدة الحكم في اليمن .
و يمضي بالقول : أن ما أقدم عليه التحالف يتعارض تماماً مع ما كان ينبغي له القيام به طوال السنوات الماضية . كان من المفترض أن تجرى انتخابات بعد انتهاء الدورة الانتقالية لتولى منصور هادي رئاسة الجمهورية ، و من ثم تشكيل الحكومة في اطار الدستور الجديد للبلاد . غير أن ذلك لم يرق لأصحاب النفوذ و الهيمنة السعودية ، فحاولوا جاهدين تقسيم اليمن الى ست مناطق ، إلا أن الجيش اليمني و حركة أنصار الله حالوا دون ذلك .
و أضاف رحيمي : و مما ينبغي قوله بكل أسف ، أن عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية حاول تدمير البنى التحتية و مرافق الحياة في اليمن ، و ساعد في تعزيز و ترسيخ وجود " القاعدة " و " داعش " في هذا البلد و خلق له مشاكل حقيقية كثيرة . و الطريف ان السعودية و حلفاءها لم يتمكنوا من تحقيق أي انجاز أو مكسب يذكر ، و الانكى من ذلك أن السعودية تصرّ على مواصلة العدوان و التمادي في إجرامها دون تحفظ أو حرج .
و يشير السفير الايراني السابق في اليمن : بناء على الاحصاءات التي اعلنت عنها وزارة الصحة اليمنية ، أن ضحايا العدوان السعودي تجاوز الثمانية آلاف قتيل من المدنيين الابرياء ختى الآن ، بيد ان ذلك لم يفت في عضد اللجان الشعبية والجيش اليمني و حركة انصار الله ، حيث يواصلون المقاومة و الثبات و الدفاع عن سيادة بلدهم و وحدة أراضيه .
و تابع السفير رحيمي : على الرغم من تصور دول التحالف بانه سرعان ما سوف يتسنى لها فرض سيطرتها على مناطق مختلف من اليمن ، إلا ان قوات التحالف ما زالت تراوح وراء ابواب مختلف المدن دون أن تتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر ، بل و تلقيها ضربات موجعة من اللجان الشعبية و حركة انصار الله ، حيث استطاعت هذه القوات ان تتغلغل الى عمق الاراضي السعودية و مهاجمة المقرات العسكرية و إلحاق اضرار فادحة بها ، مما يشير الى ان توازن القوى في اليمن لم يشهد تغييراّ يذكر .
و أوضح رحيمي : أن كلي الطرفين ، خاصة السعودية ، يحاولان دون جدوى تحقيق مكاسب عسكرية حقيقية على الارض للحصول على المزيد من الامتيازات في الساحة السياسية . و في المقابل و على الرغم من الحصار الخانق المفروض على الشعب اليمني المظلوم ، و افتقاره للمعدات العسكرية القادرة على التصدي للطيران السعودي الغادر ، استطاع أن يصمد بوجه العدوان الذود عن مدنه بلاده ، بل و المبادرة الى شن عمليات عسكرية داخل الاراضي السعودي تلافياً للعدوان .
و لفت رحيمي : أن الشعب اليمني بمختلف شرائحه و فئاته ، يقف بكل فخر و اعتزاز الى جانب الجيش اليمني و اللجان الشعبية و حركة انصار الله ، حتى في القسم الجنوبي من اليمن ، حيث نشهد الاحتجاجات الشعبية الحاشدة استنكاراً للانفلات الامني ، و الممارسات التي تقوم بها القاعدة و داعش .
و أضاف : رغم كل هذه الاوضاع المأساوية و المعاناة التي يعيشها " اليمن السعيد " ، إلا أن ذلك لم يحل دون تحاور القوى اليمنية ، و إن كان الحوار لم يسفر عن نتائج تذكر حتى الآن . و يبدو أن أن ظار أطراف المتحاورة و حماة العدوان السعودي ، ترنو الى ما سيسفر عنه تطور الاحداث في سوريا ، أما اليمن و تحولاته السياسية تأتي في المرتبة الثانية من حيث الاهمية بالنسبة لهم .
و خلص السفير الايراني السابق في اليمن للقول : لن تحلّ الازمة اليمنية إلا بالخيار السياسي ، و لابد من تعاون و تضامن كافة القوى السياسية في اليمن لإخراج البلد من أزمته .. ليس بوسع هذا العدوان الغاشم أن يحقق ما يطمح اليه حتى لو استمر لسنوات . و لاشك ان الطرف المعتدي يدرك ذلك جيداً إلا انه يكابر و يتمادى في عدوانه . و لا يخفى إذا ما اريد لليمن ان يستعيد عافيته و ينعم بالامن و السلام ، فليس امامه من خيار سوى تضامن و تعاضد كافة القوى السياسية و العمل معاً على تشكيل الحكومة و ادارة البلاد بالنهج الديمقراطي السليم . و لهذا فان مستقبل الاحداث في اليمن رهن الحوار اليمني – اليمني ، بدعم و مساندة القوى الاقليمية و الدولية ، و العمل معاً على إستقرار و إعمار و ازدهار هذا البلد .