تاريخ النشر2017 21 January ساعة 11:48
رقم : 257675
آية الله الاراكي في مؤتمر " العمران و تشييد المدن " :

ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي و التصدي للهجمات التي تستهدف الهوية

تنا - خاص
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : الحضارة الغربية تسعى الى مصادرة الهوية ، و في هذا الصدد تحاول الاسعانة بوسائل متعددة ، ، غير أن الحضارة الاسلامية تسعى في الحقيقة لإثراء الثقافات الأخرى و تكاملها ، و في هذا المجال ثمة اهتمام خاص بالتنقية و التهذيب .
ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي و التصدي للهجمات التي تستهدف الهوية
في كلمة لسماحته خلال المؤتمر الذي عقد بمدينة قم المقدسة تحت عنوان " تاريخ العمارة و تشييد المدن " ، لفت آية الله الشيخ الاراكي الى ان المجتمع العاري من الهوية مجتمع يفتقد للثقافة ، موضحاً : الثقافة هي مظهر و تجسيد  لهوية المجتمع ، و هوية المجتمع تتطلع الى ترجمة ارادته ، و لهذا بوسعنا ترسيخ الهوية من خلال دعم و تكريس الارادات .

و اعتبر آية الله الاراكي أن تحقيق اهداف المجتمع يتطلب تقوية و توثيق الارادة ، مضيفاً : أن امتلاك الارادة الواحدة ، و الانسجام الاجتماعي و الملائمات التي تتناغم مع الهوية ، تمضي بالمجتمع نحو الاهداف ، ذلك أن بعض الحكومات الصالحية على مرّ التاريخ لم تتكمن من تحقيق الاهداف التي تتطلع اليها  بمعزل عن هذه المقومات و العناصر .

و أشار آية الله الاراكي الى دور عمارة المدن في تشكيل و بلورة هوية المجتمع قائلاً : المدينة باعتبارها موجوداً حياً يتأثر بالملبس و المأكل و نمط المعيشة، ذلك ان تغيير النموذج و القدوة يتجلى في السلوكيات الاجتماعية مما ينعكس على تحول المجتمع و تغييره.   

و اكد سماحته على ضرورة تدوين الفقه الخاص بعمارة المدن ، موضحاً : لاشك أن ثمة اجراءات عديدة تم اتخاذها بهذا الخصوص ، و لكن لابد من تطوير هذه التوجهات و توسيع دائرتها ، لأن الفقة تجسيد للهوية الاسلامية للمدينة ، على الرغم من أن فقه عمران المدن لا دخل له بالموضوعات الخاصة بالبناء و الانشاء .

و لفت آية الله الاراكي الى أن التنوع في التغذية  يفضي بالمجتمع الى صراع الهوية ، مشيراً : اذا ما تم  القبول بالهوية الاسلامية  ، ينبغي الاهتمام بالملائمات التي تنسجم و تتناغم مع هذه الهوية ، و في هذا الصدد ينبغي أن يكون المأكل و الملبس - باعتبارهما مقومات الانسجام الاجتماعي -  متناسباً و منسجماً مع الهوية الاجتماعية .

و أضاف سماحته : لقد زرت بلدان كثيرة و شاهدت عن كثب كيف ان الشعوب المختلفة تهتم  بالاطعمة الايرانية ، لأن هذه الاطعمة مستقاة من هوية محددة ، و أن هذه الهوية تحظى باستقبال و ترحيب المجتمعات الانسانية .

و رأى آية الله الاراكي انتشار الاضطراب و القلق في اوساط ابناء المجتمع، إنماهو وليد التأثيرات السلبية لتغيير الهوية ، مشدداً : ينبغي للمسلم أن لا يستخدم  ما اعتاد عليه عدوه من ملبس و مأكل ، لأن هذه الامور تعد من جملة الموضوعات التي تشكل عاملاً   في تشكيل الهوية ، و مدعاة لإستبدال الهوية و تغييرها .
 
و شدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على اهمية صيانة الهوية الاصيلة للمجتمع الاسلامي ، لافتاً :  كي لا يبتلى المجتمع بمشكلة تعدد الهوية ، لابد لنا من الحرص على ترجمة وتجسيد الاسوة و القدوة  للهوية الواحدة .
  
و أشار آية الله الاراكي ، الى ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي و أهمية التصدي لهجمات الاعداء التي تستهدف هوية المجتمع ، موضحاً : الحضارة الغربية تسعى الى مصادرة الهوية ، و في هذا الصدد تحاول الاسعتانة بوسائل متعددة ، ، غير أن الحضارة الاسلامية تسعى في الحقيقة لإثراء الثقافات الأخرى و تكاملها ، و في هذا المجال ثمة اهتمام خاص بالتنقية و التهذيب .

 و في جانب آخر من كلمته ، أشار آية الله الاراكي الى الفقه المعني بالتراث الثقافي في تعاليم الاسلام الدينية ، مضيفاً : لابد من العمل على تعريف هوية مدينة قم ، و لفت انظار شعوب الدول الاخرى الى التراث الثقافي لهذه المدينة الذي هو تجسيد لمعالم الهوية الاسلامية ، و لهذا ينبغي الاعتناء  بالمظاهر الثقافية لهذه المدينة كما تستحق و بما يليق بتاريخها .
 

 
https://taghribnews.com/vdcbzzb5srhbs0p.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز