تاريخ النشر2017 23 May ساعة 09:53
رقم : 268647

ابراهيم بيرم لـ " تنا " : زيارة ترامب للسعودية غير مجدية ولن تغير من واقع الحال

تنا-بيروت
تعطي السعودية للزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الرياض، أهمية استثنائية، وهو ما يظهر في التحضيرات السياسية والإعلامية والأمنية لها . ثلاثة قمم، اجراها ترامب في السعودية، في أول جولة خارجية له، منذ استلامه إدارة البيت الأبيض غطى فيها الجانب الإقتصادي على السياسي ومحاربة الإرهاب .
ابراهيم بيرم لـ " تنا " : زيارة ترامب للسعودية غير مجدية ولن تغير من واقع الحال
وفي السياق استصرحت وكالة "تنا " الكاتب والصحافي ابراهيم بيرم ، حول ما يوصف بالزيارة التاريخية لترامب ، فقال ان الزيارة التاريخية ليست مصطلحا موافق، لان ترامب أول رئيس أميركي بدأ للتوه عهده الرئاسي ، وهناك نوع من الإحتفاء المصطنع من قبل دول الخليج (الفارسي) عموما والسعودية على وجه الخصوص بهذه الزيارة وبهذا اللقاء الذي تم  الأحد  لغايات أصبحت معروفة وهي مواجهة محور المقاومة الذي تعتبره السعودية معاديا لها ، بحيث ان السعودية ومعها دول الخليج (الفارسي) ليست وحيدة في دول العالم كما يقال ، بل انها تستند الى دعم امريكي مفترض أو موهوم والى دعم عربي وإسلامي واسع النطاق .

واعتبر أن الأمر تاريخي كما يقال ويشاع ، والنتيجة ستكون أيضا تاريخية ، لاسيما ان ترامب يزور المنطقة من بوابة اسرائيل وهذا له عدة معاني ، كما أن زيارة ترامب تأتي وهو يتعرض لأزمة في الداخل الأميركي خصوصا بعد تعيين محقق خاص في سلوكه وتعاطيه مع روسيا وغيرها .

وأضاف بيرم ،  ان المسألة لا تعدو كونها محاولة من قبل السعودية بغية إظهار قوتها ، وهي دائما تستعين بغيرها لتظهر قوتها ، او لتقول بأنها مستعدة للمواجهة ، كما فعلت عشية الحرب على اليمن ، حيث أعلنت عن تحالف عربي وإسلامي واسع يقوم بدعمها ولكن تبين في النهاية بان لا احد يدعمها سوى الإمارات العربية بشكل رمزي .

واشار الى ان زيارة ترامب كانت غير مجدية ولن تغير من واقع الحال شيئا فما يرسم هو يرسم في الميدان السوري والعراقي واليمني ، وهناك التحدي الأكبر وهي اللعبة الإنفصالية كما يُقال .

وحول ما إذا يمكن اعتبار التحالف الإسلامي الأميركي الجديد اعلان حرب ضد ايران وحلفاؤها، رأى  ان الإدارة الأمريكية الجديدة في حال ضياع ، ولم نعرف بعد بالضبط حدود تعاملها مع الوضع في منطقة الشرق الأوسط وتعاملها مع التعهدات أو الإتفاقات التي سبق وأبرمتها مع ايران (الإتفاق )، متسائلا هل ستقدم الولايات المتحدة على خطوات غير التي أقدمت عليها أيام سلفه أوباما خصوصا في سوريا والعراق .

واعتبر بيرم أن الإدارة الأمريكية تحاول بضربها مطار الشعيرات ثم الضربة في محلة النتف على الحدود السورية الأردنية ، هذه الأمور جميعها لا تنبأ بالضبط الى ما هو السلوك الأميركي الحقيقي والجاد مستقبلا ، مضيفا من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة تحاول استرضاء الخليجيين واسرائيل ، وترامب يحاول القول بأنه يختلف عن سلفه أوباما في السلوك وفي التعاطي مع القضايا الحساسة كقضايا الشرق الأوسط ( العراق – سوريا – اليمن – البحرين ...) .

وتابع هذه السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية حاليا ليست ثابتة وليست بالضرورة سمة عامة سترافق هذا العهد الميركي الرئاسي الجديد ان بقي على راس السلطة ، لأن ترامب معرض للخروج من السلطة إذا ما استكلت التحقيقات في واشنطن بشأن تعامله مع موسكو .

وعن ايام سوريا والعراق المقبلة بناء على هذه الزيارة ، قال بيرم : انه لن يتغير شيئا فيما نعرفه بشأن الوضع في سورية وفي العراق ، فالعراق مستمرة في مواجهة الإرهاب المصدّر إليها ، والدولة السورية تحاول بكل جهودها إنهاء حالات العصيان والتمرد التي تخوضها بعض العصابات في التعاون مع حلفاء ، وإيران صامدة وثابتة في مواقفها وتمارس حياتها بشكل طبيعي وهي تخوض الإنتخابات الرئاسية اليوم ، وهناك نوع من التهويل والترهيب الذي تحاول الإدارة الأميركية ومعها دول الخليج لاسيما السعودية واسرائيل أن تسقط فيه المنطقة.

وأكد أن رغم ما يجري فإن الكلمة للميدان للجيش السوري والعراقي ، وللقوى الرديفة ، والقوى الداعمة كحزب الله والحشد الشعبي وسواها ، التي تدخل في خانة محور المقاومة .

وحول أين هي حصة فلسطين مما يجري ، قال ان فلسطين الجريحة والمنكوبة وفلسطين التي تنزف دما منذ أكثر من سبعين عاما ، تكافح في البقاء على هويتها سواء بالأمعاء الخاوية أو بعمليات الطعن وسواها أو من خلال الدعم الذي يقدمه محور المقاومة وبالتحديد إيران ، مضيفا لن يبقى للقضية الفلسطينية أي معين ، الآن الأمل في أن تبقى هذه القضية حيّة من خلال هذا النضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني بأشكال متنوعة. لذا مؤكدا لن تكون زيارة ترامب الى السعودية لبحث قضية فلسطين .

من جهة ثانية ، وبعد تدخلات المملكة السعودية العسكرية والأمنية المتزايدة في أزمات الدول وبعد أحداثها الداخلية الأخيرة في العوامية هناك تخمينات حول مصير المملكة على المدى الطويل وما إذا كانت مقبلة على مرحلة عدم استقرار داخلي الى جانب عدم الإستقرار السياسي والإقتصادي ... فلفت الكاتب والصحافي ابراهيم بيرم الى أن السعودية ومنذ فترة بعيدة متعرضة لأزمة وذلك منذ أن قررت ان تواجه بنفسها ، ففي السابق كانت تعتمد على قوى أخرى تستخدمها أو تشتريها أو توظفها لتحقيق اهدافها أما الآن فبدأت هي مباشرة بالنزول الى الساحة كما هو واضح في اليمن والعراق وسورية ، لذا فالأزمة مستمرة وطويلة  اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، معتبرا انه إذا كان بمقدور هذه الدولة وبموصفاتها وبفكرها وعقيدتها الوهابية التكفيرية أن تقود العالم العربي والإسلامي فهي تعيش في حلم ليس أكثر .
https://taghribnews.com/vdcc04qim2bqee8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز