تاريخ النشر2017 9 March ساعة 09:29
رقم : 262247

​د. حسن الحسن لـ " تنا " : بقدر ما يتمسك الأشقاء الإيرانيون بموقفهم الداعم لسورية بقدر ما تكون النتائج إيجابية

تنا-بيروت
انتهت جولة المباحثات السورية الرابعة في جنيف الى وضع جدول أعمال مؤلف من نقاط أربع للجولة المقبلة وهي : الحكم ، الدستور ، الانتخابات والارهاب ، الذي نجحت الدولة السورية في فرضه ، وبما أن الميدان هو الذي يرسم المعالم السياسية استطاع الجيش السوري احراز انجاز كبير في استعادة مدينة تدمر الإستراتيجية مما يؤثر على المعركة المقبلة في الرقة ودير الزور.
الدكتور حسن الحسن
الدكتور حسن الحسن
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " الخبير العسكري الإستراتيجي السوري ، الدكتور حسن الحسن ، حول الى أي مدى يمكن للدولة السورية أن تتنازل حيال تفاوضها حول السلل الأربع ، قال أنه : عندما نتحدث عن مثل هذه الحروب المركبة يصبح موضوع التنازل مساس بالسيادة ، لأنه وبكل تأكيد كل ما له علاقة بموضوعات نظام الحكم وآلياته ومستقبل سورية هو شأن داخلي سوري سوري يقرره السوريون ولا علاقة في ذلك لا لجنيف ولا لغيره ، لافتا الى ان الدولة السورية منذ العام 2011 لا تتعامل من منطق الإنتقام على الإطلاق وهي لا تنتصر على السوريين بل تنتصر بهم على الإرهاب .

وأضاف كل مايسهم في القضاء على الإرهاب الدولة السورية معه ، وما يتعلق بموضوع اللوحة الجديدة التي فرضها الإستثمار بالإرهاب من قبل رعاة الإ رهاب الذين يعتبرون أنفسهم أبطال عالميين في محاربة الإرهاب ، فالدولة السورية تبحث عن تدوير الزواية وكل ما يوفر قطرة دم سورية ويوقف الدماء السورية وهذا لا يكون على الإطلاق لا على حساب السيادة ولا التدخل في الشؤون الداخلية للدولة المستقلة ذات سيادة .

وأعرب الحسن عن أسفه ان بند الإرهاب الذي وضع في جنيف وضع كسلة من السلال ، وان المتابع لتصريح دي ميستورا يلاحظ محاولة تهميشه لهذا البند ، مشيرا الة اننا إذا أردنا أن نحتكم الى المنطق والواقعيتين الميدانية والسياسية لا يمكن التكلم بأي سلة من السلال الاخرى ما لم يتم القضاء على الإرهاب ، ولافتا الى ان الدولة السورية قبلت بأن يكون موضوع الإرهاب سلة وفرضت هذا الأمر فرضا للتمسك بثوابتها لكي تنطلق السلال بالتوازي .

وحول ما إذا كانت الظروف السياسية للأزمة السورية قد نضجت نتيجة لمباحثات أستانا وجنيف ، قال أن الظروف لم تنضج بعد ، ولن تنضج في المستقل القريب المنظور ، لافتا الى ان مفاوضات استانا كانت أكثر فعالية من مفاوضات جنيف حتى الآن .

وعن التباين في المواقف الأمريكي ، قال الحسن : أنه عندما نرى التناقض الصارخ ما بين تصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة وما بين ممارساتها على أرض الواقع ، بالإضافة أيضا الى أنه ليس من المسلم به عقليا ان دول الخليج التي رهنت كل عائدات النفط والغاز وانفقت مئات مليارات الدولارات لتفتيت الدولة السورية ستسلم بانتصار سورية وليس من المنطق العقلاني أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد حتى الآن الحاضن الأساسي للكيان الصهيوني قد تقبل بهذا النصر فيكون العمل تحت عناوين حل سياسي ولكن على أرض الواقع يجري العمل على عرقلة الوصول الى حل سياسي ، وما الظهور العسكري الأمريكي المباشر في شرق سورية إلاّ برهان على ذلك وما هذا القلق الصهيوني الذي يتم التعبير عنه دليل على أن الأمور سوف تذهب الى مزيد من التصعيد الى ما قبل حافة الهاوية.

وأوضح ان هدف التعويل على الموقفين الروسي والإيراني أنه بقدر ما يكون الأصدقاء الروس حازمين بعدم السماح بانتهاك ميثاق المنظمة الدولية والقانون الدولي ، بقدر ما يسرعون في نهاية هذه الفترة ، وبقدر ما يتمسك الأشقاء الإيرانيون بموقفهم الداعم حتى الآن والذي لا غبار عليه والذي كان له الفضل والأساس بإعادة تصويب البوصلة لكل من اجتمع في أستانا وفي جنيف في آن معا ، فبقدر ما يستمر الموقف بهذه الصلابة وهذا الوضوح بقدر ما تكون النتائج إيجابية.

ولفت الحسن الى أن الجيش السوري يعمل في إطار مهمتين الأولى هي المهمة الإستراتيجية ، وهي منع تحقيق الهدف الإستراتيجي لمن خطط لهذه الحرب وهذا يعني القضاء على الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته وكل من يحمل السلاح خارج إطار القانون الدولي والقانون السوري ، والثانية على المستويين التكتيكي والعسكري حيث ما ترتفع الأخطار والتهديدات التي تواجه الأمن الوطني السوري  يكون التركيز واضحا باتجاه الشمال لقطع الطريق أمام أحلام أردوغان المتمددة ، مشيرا الى أنهم لن يعيدوا مدينة الباب الى الدولة السورية واذا اعادوها فلن يسلموها ﻷصحابها السوريين اي الشرعيين ، ومعطيات الواقع تقول ان الانتشار الحالي للجيش السوري وحلفاءه شكل جبهة خط تمنع التقدم من الشمال السوري سواء لقوات تركية تحت اسم درع الفرلت او بأي مسمى آخر باتجاه الشمال او الشمال الشرقي اي الرقة ، اما اﻵن فالتقدم باتجاه الخسفة عدة كيلومترات يعني الوصول الى مصادر المياه التي تغذي حلب لتصبح المسافة الى ضفاف بحيرة اﻷسد تحت سيطرة غير مباشرة لنيران الجيش السوري مع امكانية تطوير اﻷعمال القتالية .

وأضاف لقد ترجمت انجازات الجيش السوري سابقا وهذا بدا واضحا في جنيف 4 من اﻷسبوع اﻷول حيث انه عندما تم اﻹعلان عن انحاز تدمر تم ادراج بند مكافحة اﻹرهاب فأصبح سلة من السلال  مؤكدا أنه بقدر ما يكون هناك تقدم ميداني بقدر ما تصبح آفاق ومناخات المسار السياسي قابلة للبلورة.
 
وحول انجاز تدمر ، رأى الحسن أن ما تم انجازه في تدمر سوف يتم تطويره واﻹستثمار به لاحقا فنحن نتحدث عن تدمر والمطار العسكري الموجود فيها وهذا بالتالي يعني امكانية اعتماد تلك المنطقة فهو معسكر تجميع وتوزيع في آن معا ، أي نقاط ارتكاز وتثبيت وتوسيع نقاط السيطرة النارية البصرية وهذا يمنح الجيش امكانية اكبر للمناورة في القوى والوسائط وفي الوقت ذاته يبحث امكانية المناورة من تحت أرجل داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية .
 
وردا على سؤال حول ما إذا كانت خطة الأتراك في الشمال السوري والجيش الصهيوني في الجنوب جدية للإطباق على دمشق من الجهتين، قال : عندما نتحدث عن الجبهة الشمالية بكل تأكيد هذا التصعيد المتزامن في الشمال والجنوب يأتي ضمن إطار ما أعلنه ترامب عن مناطق آمنة والذي يأتي منسجما مع خطة تقسيم سورية التي تبناها الكيان الصهيوني ، إذا كله يأتي في إطار الحرب التفتيتية. وفي ظل العجز عن تدمير سورية وتفتيتها يتم العمل الآن على إعادة النظر بالآليات والمقاربات مع الحفاظ على الهدف الإستراتيجي وقد يكون أحد أهداف هذا التصعيد في الشمال لحرف الأنظارعن ما يتم الإستعداد له أو تحضيره في الجنوب .
 
واعتبر أنه كلما تم الإسراع في تطهير المنطقة من مزرعة بيت جن في شمال القنيطرة الى الحدود الأردنية كلما تم الإسراع في تطهير هذه المنطقة من المجاميع الإرهابية المسلحة ، مضيفا أنه من اللافت للإنتباه هو تقدم داعش من المثلث السوري الأردني مع فلسطين المحتلة ما يثير مجموعة من إشارات الإستفهام التي ينبغي التوقف عندها .
 
 
https://taghribnews.com/vdcc0iqim2bqei8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز