تاريخ النشر2014 1 June ساعة 11:07
رقم : 160141
تقرير اخباري نقلا عن شبكة عراق القانون؛

"السيستاني" يدعو لإشراك السنة.. و"السعدي" يفتي بقتل الشيعة ؟!

تنـا
شتان بين السماحة والانسانية، والرحمة والوحدة في الدين والوطن؛ وبين الاستبداد الديني والقتل والتمرد واحياء الفتن.
"السيستاني" يدعو لإشراك السنة.. و"السعدي" يفتي بقتل الشيعة ؟!
فقد اعادت فتوى وتوجيهات المرجعية العليا في النجف الاشرف الى الاذهان حجم الفرق الشاسع في توجهات هذه المرجعية المباركة وبين مرجعية عبد الملك السعدي الذي افتى بقتل العراقيين ومواجهة الجيش وقتله.

هذا، ودعت المرجعية الشيعية العليا في النجف الأشرف يوم الجمعة ٣٠ آيار، الى ضرورة إشراك جميع مكونات الشعب العراقي في إدارة
شؤون البلاد من أجل طمأنة هذه المكونات إلى أنها تمارس دورها وحقوها في هذه الإدارة وأنها غير مهمشة ولا يمارس بحقها الإقصاء في هذا الجانب.

كما دعت الى "اعتماد مبدأ المشاركة وإشراك الآخرين في الرأي ومن ثم الحسم وسط الآراء المختلفة بما يضمن تحقيق المصالح للشعب العراقي، واعتماد معايير الكفاءة والخبرة والنزاهة والقدرة على الخدمة في اختيار المسؤولين والوزراء ومعاونيهم دون التركيز على الولائات الحزبية والكتلوية والمناطقية".

واكدت (المرجعية الشيعية في النجف الاشرف) على ضرورة "اعتماد الحوار والجلوس الى طاولة التفاوض والتفاهم لحل الازامات والمشاكل وان طالت الفترة الزمنية".

هذه الروح الإنسانية والإسلامية تصدر من مرجعية السيد السيستاني كتوجيهات الى الكتلة السياسية الشيعة والتي تعادل اليوم ١٨٠ نائبا برلمانيا، أي أنها تمتلك الغالبية التي تستطيع من خلالها ان تشكل الحكومة بصورة منفردة وإدارة شؤون البلد بصورة
مطلقة بدون الرجوع لأحد كان، وحسب المنهج الديمقراطي العالمي المعترف به دوليا وهو إدارة السلطة من خلال الأغلبية البرلمانية والسياسية، لكن مرجعية النجف لا تنظر لهكذا مواضيع بعيدا عن الجوانب الإنسانية والروحية والأخوية.

على الجانب الأخر، كانت هناك مرجعية أخرى تطلق فتاوى القتل والتكفير والجهاد ضد ابناء الوطن وقتل الأبرياء ولا تضع اي ضوابط إسلامية أو إنسانية أو أخلاقية نصب أعينها.

فقد كانت الفتوى التي أطلقها الشيخ عبد الملك السعدي من العاصمة الاردنية عمان، بقتال الجيش العراقي الذي جاء ليحامي عن أعراض ودماء اهلنا في الرمادي وبطلب من أهلها الغير ملوثين بلوثة التدين الوهابي، داعمة للأرهابيين وتضفي عليهم شرعية .

ان فتاوى السعدي للاسف الشديد أعطت الطائفية والإرهاب والعنف شرعية دينية، وما يزيد في فضاعة
تلك الفتاوى أنها أنطلقت لتركز الظلم الذي لحق باهل السنة من قبل عصابات التدين الداعشي والقاعدي، من شخص يحمل وصفاً بأنه مفتي أهل السنة!! فتركوا هؤلاء "هواة الفتاوى الفقهية" جماهيرهم تأن من الأرهاب.

وفزعت نخوتهم صوت تجريم الجيش العراقي المستبسل في طرد الإرهاب الذي جاء بمباركة هؤلاء الفقهاء .

ان السعدي او الرفاعي او الضاري مثال لفقهاء الذبح، ومن ويحاول ان يوهم الناس بان هؤلاء الفقهاء سيحققوا العدالة والمساواة والتعايش السلمي من خلال ثقافة القتل ونصوص فقهية أستحدثتها المخيلة السياسية أبان حكم الممالك الأسلامية ؟ والتي حكمت بأسم الأسلام لكنها لم تحكّم الأسلام كنظرية مهمتها صنع الأنسان من الداخل ليكون كائنٌ حضاري منتج على أرض الواقع .

ان سوء أستخدام الدين والفتوى الدينية لقتل الأنسان البريء وتهشيم عظام الوطن، وأعطاء مبرر مجاني لتدخل الأجندات التخريبية المبتزّة
للمواطن وللوطن كمساحة جغرافية هو ما حدث ومازال يحدث في الرمادي من أعمال أرهابية.

والذي يبعث على الدهشة والتساؤل، هو ان سقوط البعث الديكتاتوري المتجاهر بالفسوق والآثام، ادى الى أن تثأر له أكثر الحركات (الدينية) تشدداً كالقاعدة وداعش وما تناسل عنهما من مجاميع تحمل ذات النفس الأقصائي الذي ينتمي الى عهود ما قبل الأسلام.

فخطف ضباط الحرس الصدامي والمخابرات الصدامية زعامة العصابات الأرهابية التي تتحرك بأسم الدين، وأوجدوا بين البعثي والإرهابي مشتركاً، فأتحدوا لأجله. انها مفارقةٌ، لكنّها أنطوت على السطحيين والبسطاء الذين طالما مثلوا عبأً ثقيلاً على شعوبهم من خلال سطحيتهم المبتذلة فتحولوا من بسطاء الى معاول لتهديم الوطن.

وهم ضحايا كضحاياهم، والمتهم الحقيقي بهذا الحريق الأنساني الأنباري هم أصحاب الفتاوى الذين ملئوا واقعنا بالمحرمات التي عقوبتها الذبح والسحل.

لازالت مرجعية النجف الأشرف المتمثلة بالسيد السيستاني تعكس واقعها وأصالتها الإسلامية والإنسانية، فيما لازالت فتاوى متأسلمة للسعدي والرفاعي والضاري تعكس روحا متطرفة وعقليات مريضة لم تلامس سماحة الإسلام ولا عظمة مقاصدة الإنسانية.
https://taghribnews.com/vdcc0xqss2bqes8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز