تاريخ النشر2017 6 July ساعة 12:36
رقم : 274136

المرجع فضل الله.. الفقيه الإنسان

تنا
لم يكن المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) فقيهاً يعيش بين الكتب بقدر ما عاش فقه الحياة مع النّاس بكلّ حركاته وسكناته .
المرجع فضل الله.. الفقيه الإنسان
محمد عبدالله فضل الله
 فأصبح الملجأ لكثيرين من المتعبين والمثقّفين والعاملين وكلّ شرائح المجتمع، شاركهم آلامهم وآمالهم كواحدٍ يعيش بينهم ويحمل همومهم، انطلاقاً من إنسانيّة رقيقة قلّ نظيرها، تراها في أنقى صورها وأطهر تجلّياتها، بحيث لا تشعر معه بالانسحاق أو الدونيّة أو شيء من البعد الّذي يصطنعه البعض، فهذه من الأخلاقيات النبوية التي تجسّدت في سلوكه مع الكبير والصّغير، وأصبحت معلماً بارزاً من معالم شخصيّته المتعدّدة الحضور.

لم تكن الأنسنة عبئاً عليه يخضعها لحسابات هنا وهناك، وما كانت متصنّعة، فالأنسنة صفاء ونقاء لا يعرفان لغة الحسابات الضيّقة، بل هي شعور ينساب، وقلب ينبض بالخير والمحبة، وأحاسيس تتحرّك بالرّحمة.

فالأنسنة لديه طريق نظيف وواضح، وطريقة عيش في واقع مثقل بالهموم والمشاكل، وهو القائل إن العمر قصير ولا يتحمل أحقاداً.. إنه عيش كريم أساسه العزة والتحرّر أمام سلطة الشهوات، والالتزام بسلطة القيم الإنسانية التي تجعلك إنساناً يتحسّس إنسانيّته أمام كلّ ما يتعرّض له.

الأنسنة هي مدى الانفتاح على كلّ التجارب والخبرات البشرية الإيجابية والمثمرة ذات القيمة، والمضمونات السامية التي تلغي كلّ نوع من التّمييز والعنصريّة والأنانية والعصبية، وكل فروقات تقفل قلوب الآخرين وعقولهم؛ إنها إنسانية تعمل على حفظ الكرامات، وإغناء الحياة بكلّ ما يفرحها ويسعدها ويجلب لها الطّمأنينة، فلن تكون صالحاً متحرّراً ما دمت لن تعيش إنسانيّتك التي تنفتح على ما عند الآخرين، وتواسيهم بما يشعرهم بالأمان والراحة.

أرادنا المرجع السيّد فضل الله(رض) أناساً لا نباع ولا نشرى في أسواق المتاجرين بالحقوق والكرامات، بل أعزاء، لا شيء أغلى من إنسانيّتهم التي كرّمها الله وأمر بأن تحترم عبر الوعي والنشاط المبدع، وتكريس لغة الوحدة والتّواصل والانفتاح على الآخر، ومواجهة كلّ جمود وتخلف وجهالة واستهلاكية تقضي على فعاليّة الأنسنة وقوّتها، وما تفترضه من أجواء تقتحم الحياة في أكثر من موقع، وفي أكثر من أسلوب، في سبيل الوصول إلى مجتمع إنسانيّ كبير وعزيز.

في ذكرى سماحته السّابعة، كان ولا يزال معلّماً نتعلّم منه أن نكون مثال النّاس المتواضعين لله ولمن حولنا، والواعين الّذين لا ينجرفون وراء أنانيّاتهم وحساباتهم وذواتهم، ونتعلّم منه أن نكون مخلصين لله وحده، نرضى لرضاه، ونسخط لسخطه، وأن نكون عباداً لله وحده في كلّ ساحات العمل والحياة.
https://taghribnews.com/vdcc10qie2bqms8.caa2.html
المصدر : بينات
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز