تاريخ النشر2014 23 September ساعة 15:22
رقم : 169638
بقلم / حسين الديراني*

سيدا الانتصارات يشرقان في يوم واحد؛ الحوثي ونصر الله

تنـا
لم تكن السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء، نهار الاحد المصادف ٢١-٩-٢٠١٤، من قبل "انصار الله " (الحوثيين) أمرا عابرا، بل زلزالا مدويا ما زالت تردداته تهز العالم بأسره ليصل الى البيت الابيض وقصور آل سعود وأنقره وعواصم كثيرة شعرت بالاهتزاز.
سيدا الانتصارات يشرقان في يوم واحد؛ الحوثي ونصر الله
سيل عارم من " انصار الله " زحفوا نحو العاصمة صنعاء يحملون مطالب محقة عادلة في يد، وبندقية في اليد الاخرى؛ المطالب المحقة ليست للحوثيين فقط بل لكل الشعب اليمني والبندقية ترفع بوجه كل من يقاوم زحفهم.

فكان الزحف مباركاً والنصر حليفهم، وتمت السيطرة الكاملة على العاصمة صنعاء بأقل الخسائر البشرية والمادية والعسكرية بعد ان اجتاح "أنصار الله" الحوثيين المقرات العسكرية والسياسية والاعلامية حتى وصلوا الى مقر رئاسة الوزراء و وزارة الدفاع والداخلية والصحة والاعلام وسيطروا عليها سيطرة تامة.

وفرّ اللواء علي محسن الاحمر، من مقر قيادته الى جهة مجهولة، قد تكون السفارة القطرية لان السعودية أغلقت سفارتها وأخلت موظفيها من قبل تحسباً لسقوط العاصمة صنعاء بيد انصار الله الحوثيين؛ ومن المعروف عن اللواء الاحمر عداءه الشديد لابناء بلده الحوثيين وإرتباطه بالمملكة العربية السعودية العدو الاساسي للشعب اليمني والحوثيين تحديداً.

كذلك فرّ القيادي في جماعة " إخوان اليمن " ورئيس جمعية الايمان الشيخ عبد المجيد الزنداني
السلفي التوجه، الى جهة مجهولة بعد أن اصيب بشظايا قذيفة هاون في مقر قيادة الفرقة الاولى درع " المنحلة " حيث كان يتحصن هناك مع عناصره التكفيريين.

وبعد السيطرة على العاصمة صنعاء، لم يكن بين الحوثيين من يهتف "اليوم يوم الملحمة"، بل كان شعارهم "اليوم يوم المرحمة"؛ إقتداءاً بسنة رسول الله (ص)، وإقتداءاً بأمر قائدهم المظفر السيد عبد الملك الحوثي.

فما أشبه نصر "أنصار الله" الحوثيين، بنصر "حزب الله" عام ٢٠٠٠ حين فر العدو الصهيوني وعملائه امام تقدم المقاومة في الجنوب اللبناني. وبعد تحريره تم إالقاء القبض على من تبقى من العملاء وتم تسليمهم للدولة اللبنانية دون الانتقام منهم والاجهاز عليهم، وأصبحت صفحة تاريخية ناصعة لحزب الله حيث لم يتم الانتقام من القتلة العملاء ولو "بضربة كف" خلافاً لجميع الثورات الشعبية حتى الفرنسية التي إنتقمت من العملاء وأعدمتهم رمياً بالرصاص وشنقاً على الاعمدة.

القائد المظفر السيد عبد الملك الحوثي الذي سيلقي كلمته (اليوم الثلاثاء) إحتفالا بالنصر سيهدي نصره للشعب اليمني جميعاً، وسيهديه للشعوب العربية والاسلامية التي أضلت الطريق وأضاعت البوصلة والتي أصبح هدفها الاستيلاء على السلطة. وليس الاصلاح ولوعلى حساب تخريب البلد وتدميره.. ولو على سفك أنهار من الدماء. كما حصل في ليبيا وسوريا والعراق ولبنان.

خمس ساعات تفصل بين كلمة السيد عبد الملك الحوثي وكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر
الله الذي سوف يتناول الوضع اللبناني والاقليمي والعالمي بشقيه السياسي والامني، قد يكون هذا التزامن صدفة، والصدفة خير من الف ميعاد.

فقبل سقوط صنعاء ليس كما بعده؛ بعد سقوط صنعاء هرول كل من وزيري خارجية اميركا والسعودية، جون كيري وسعود الفيصل، يستجديان لقاءا مع وزير الخارجية الايراني محمد ظريف لبحث سبل التعاون في مكافحة الارهاب وخطر " داعش " بعد الاعلان عن إستبعاد روسيا وسوريا وايران من التعاون والتنسيق لمحاربة هذا التنظيم الذي بات يهدد المجتمع الدولي، وبعد أن نشر تنظيم " داعش " فيلمه الشهير " لهيب الرياح " قبل ايام يعلن فيه عن إستراتجيته في السيطرة على العالم، "تحت راية واحدة وقيادة واحدة وخلافة واحدة".

بعد سقوط صنعاء ارتد صدى هذا النصر على كافة محور المقاومة من روسيا الى ايران و اليمن و العراق وسوريا ولبنان وفلسطين. وأول هذا الصدى تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بأن بلاده لم يعد عندها الاولوية إسقاط النظام السوري بينما يعلن قبل أيام عن إستضافته لـ خمسة الاف من المقاتلين الاسلاميين المعتدلين لتدريبهم وإرسالهم الى سوريا للمشاركة في القتال لاسقاط النظام. وتصريحاته المتكررة بعد سقوط صنعاء حول أهمية التعاون مع ايران لارساء الامن في المنطقة بعد أن كانت ايران العدو اللدود للسعودية ودول الخليج الفارسي.

اذن نحن على موعد إشراقة شمس من اليمن يطل بها سيد النصر والمقاومة، السيد عبد الملك الحوثي لتشرق شمس أخرى من سماء لبنان يطل بها سيد المقاومة وصاحب الانتصارات والوعد الصادق السيد حسن نصر الله، وبين الاشراقتين هداية وصلابة وسيرة انبياء واولياء. وإضاءة على مصير ومستقبل الامة المقاومة العربية والاسلامية. وحرب على أعداء الامة من التكفيريين والصهاينة.
_________________________________________________
* اعلامي وناشط مقيم في استراليا، عضو مجمع اهل البيت (ع)
* نص المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي وكالة انباء التقريب ( تنـا).
https://taghribnews.com/vdcc1oqs42bqee8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز