تاريخ النشر2017 25 March ساعة 15:39
رقم : 263589

مركز أطلس ينظّم ندوة فكرية في غزة بعنوان "إسرائيل والأبرتهايد"

تنا-بيروت
عقد مركز أطلس ندوة بعنوان "إسرائيل والأبرتهايد"، شارك فيها عشرات الكتاب والسياسيين والمثقفين في قاعة اللاتيرنا بمدينة غزة، وأدارها مدير المركز عبد الرحمن شهاب، الذي أوضح أن هذه الندوة تهدف إلى فهم أعمق للنظام الإسرائيلي وكيفية الاستفادة من تجارب الشعوب في مواجهة الاحتلال، والتجربة الجنوب افريقية نموذجًا.
مركز أطلس ينظّم ندوة فكرية في غزة بعنوان "إسرائيل والأبرتهايد"
وأشاد شهاب بالموقف البطولي والشجاع لرئيسة الهيئة الأممية د. ريما خلف لتقديمها استقالتها احتجاجًا على المعايير المزدوجة من وكالة أممية خاضعة للابتزاز الإسرائيلي.

الدكتور حيدر عيد ، المتحدث الرئيسي في الندوة، عضو الحملة الفلسطينية للمقاطعة، أكد في كلمته على أن إسرائيل دولة أبرتهايد حسب التعريفات الدولية والأمم المتحدة، وأن مواجهة إسرائيل يرتكز على مقاطعتها فلسطينيًا وعربيًا، وصولًا إلى مقاطعة دولية وعالمية لها، وفرض عقوبات مثلما حصل مع نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، للضغط عليها لإحقاق الحقوق الفلسطينية المتمثلة بحق العودة، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 67 ، وإنهاء نظام التفرقة العنصرية الذي تطبقه إسرائيل ضد 1.4 مليون فلسطيني يسكنون داخل فلسطين التاريخية.

وأوضح أن هناك أوجه تشابه وأوجه اختلاف بين الحالة الفلسطينية والجنوب افريقية، وأن هناك نداء صدر عام 2005 عن حملة المقاطعة إلى المجتمع الدولي لضرورة مقاطعة إسرائيل كي تستجيب للشرعية الدولية، وتناول بعض القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تجرم الأبرتهايد وكافة أشكال التفرقة العنصرية وتطالب بمقاطعة الدول التي تمارسه ومقاطعتها، كما تناول جهود حركة المقاطعة وإنجازاتها.

وعن معيقات استلهام التجربة فلسطينيًا، قال عيد ان التنسيق الأمني يمثل العائق الأكبر، وهو أحد أشكال التطبيع الفج مع الاحتلال. وأضاف بأن أي لقاء بين فلسطيني وإسرائيلي لا يأخذ فيه الطرف الإسرائيلي بالحسبان كافة الحقوق الفلسطينية التي كفلها القانون الدولي ومنها ضمنها حق المقاومة؛ فان هذا يعتبر تطبيعًا، وهذا ما تمسك به الجنوب افريقيين، لدرجة أنهم قاطعوا كل ما هو أبيض حتى الأفراد، بما فيها الخارج.
وأشار إلى انه يمكن الاعتماد على أخلاقيات المواطن الأوروبي، مستدلًا على النجاح عام 2014 في استجابة ملايين الأوربيين ونزولهم إلى الشوارع، وكانت المسيرة الأكبر في لندن بعد زوال نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا. وأكد على أن العالم مؤيد للشعب الفلسطيني، وأن الخطوات تأخذ وقتًا، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي استغرق نحو 30 عامًا عندما استجاب لجنوب افريقيا.
وذكر بأن نشطاء دوليين عندما زاروا فلسطين أكدوا أن نظام القمع الإسرائيلي يتخطى بمراحل ما عاشته جنوب افريقيا في نظام الأبرتهايد.
 
الأبرتهايد جزء من الاحتلال وليس العكس

من ناحيته، أكد إسماعيل مهرة، الباحث في مركز أطلس والمختص في الشأن الإسرائيلي، على أن القضية الفلسطينية هي قضية شعب يناضل من أجل تحرره الوطني ونيل حقه في تقرير مصيره، وأنه لا توجد جريمة أكبر من جريمة الاحتلال الاستيطاني الإحلالي الذي قام على المجازر والإرهاب والتطهير العرقي والتهجير، وأن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم فصل عنصري هو جزء من جريمتها الكبرى والفصل العنصري هو أداة من أدوات انجاح مشروعها في القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني.

وأعرب مهرة عن خشيته من أن يستهوينا شعار النضال ضد الأبرتهايد وتحشيد الرأي العام الدولي ضده على حساب مشروعنا التحرري، لما يحمله هذا الشعار من جاذبية، وربما سهولة تحشيد وعدم تكلفة أدواته وآلياته واعتماده على المقاومة السلمية.
وعبر عن مخاوفه من أن الرواج لمواجهة إسرائيل كدولة أبرتهايد يأتي في سياق ترجمة مخرجات الشعور بفشل مشروع دولة على حدود الـ 67، مثل الحديث عن مشروع الدولة الواحدة او دولتين ووطن واحد أو مشروع الفيدرالية بين النهر والبحر؛ ممّا يعمق حالة التشتت والشعور بفقدان البوصلة.

وأشار إلى أن الفلسطينيين نجحوا سابقًا في إصدار قرار من الأمم المتحدة يصف الحركة الصهيونية بالعنصرية، ثم تم إلغاؤه سنة 1991 بمجرد موافقة إسرائيل على المشاركة في مؤتمر مدريد.

ورأى مهرة ان إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها كدولة احتلال استيطاني، لكنها تستطيع على الأقل ان تخلق تصدعات في اتهامها بأنها دولة أبرتهايد، وتستطيع ان تحاجج بالاستناد إلى قوانينها واحتواء هذا الاتهام.
وأوضح أن تحويل غزة إلى بانتوستان حقيقي، والضفة إلى مدن وبلدات خلف الحزام الاستيطاني المتصل، هو جزء من آليات الاحتلال الاستيطاني، وآليات فرض الأمر الواقع للقضاء على مشروعنا الوطني.

 لن تنجح التجربة في فلسطين
من جهته، أكد المحلل في الشأن الإسرائيلي عامر عامر على أن مسار السياسيات الإسرائيلية ضد نشوء الكيانية الوطنية الفلسطينية يتشابه جزء منها بما قام به النظام العنصري في أفريقيا، مع الأخذ بالاعتبار التفرقة بين شيئين، وهما أن النظام الأفريقي كان فيه دولة واحدة وعرق أسود، أما حالتنا الفلسطينية فتقع تحت احتلال استعماري يريد أن يصفي القضية الفلسطينية.
وقال: "يجب ألا نهول في موضوع المقاطعة كثيرًا وحصد نتائج من الموضوع، لأن واقعنا لا توجد فيه دولة تقاطع إسرائيل، والاتحاد الأوروبي الذي اتخذ قرارًا بمقاطعة منتجات المستوطنات لا يطبقه نظرًا لأن إسرائيل تصل إلى حلول معه كلما اقترب من التنفيذ".
وأوضح عامر أن الإعلام الإسرائيلي يصف الفلسطينيين بسكان المناطق، لأن الرؤية الإسرائيلية قائمة على نفي الآخر، بالتالي إسرائيل لا تعتبر بأن هناك شعب فلسطيني وإنما شعوب وقضايا متعددة وحلول متعددة، حيث توجد خمسة تكتلات فلسطينية في القطاع والضفة والقدس والداخل والشتات، وكل كتلة لديها مشاكلها وهمومها، وحلولها من وجهة النظر الإسرائيلية.

الأبرتهايد تعميق لفهم إسرائيل
من جهته، نوه عبد السلام أحمد إلى أن "وصفنا لإسرائيل بالأبرتهايد ليس بديلًا، ولا يقلل من واقع إسرائيل كدولة استعمار إحلالي واحتلال عسكري، وأن هذه الندوة تأتي لاستكمال فهمنا القانوني والسياسي للنظام الإسرائيلي".

وقال "إسرائيل لا تحتاج إلى مجهر لإثبات أنها أبرتهايد"، مضيفًا أنه لو نظرنا إلى الجانب الأيديولوجي الفكري للحركة الصهيونية لاتضح الأمر جليًا، حيث الفرضية الأساسية: ان اليهود هم قوم مميزون، ومن حقهم ان تكون لهم دولة يهودية؛ لذلك من البديهي ان هذا الدولة ستقوم باضطهاد الآخرين الذين هم من وجهه نظرها أغيار خلقوا لخدمة اليهود. ومن هنا كانت أول خطوة أقدمت عليها الدولة الصهيونية هي تهجير السكان الفلسطينيين عام 48 وعدم الاعتراف بحقهم في العودة بهدف إبقاء اليهود كأغلبية ديموغرافية".

نحن العائق
بدوره، الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل قال "في الواقع الفلسطيني مالم تعمر البيت الفلسطيني لا تستطيع أن تطالب الآخرين ان يقوموا بواجباتهم"، مضيفًا أن "هناك عقبة فلسطينية، نحن أقوى مؤشرات العنصرية والأبرتهايد من قبل الحكومة في المناطق المحتلة 48، لا يجوز ان تشتغل الحملة على خلفية الهدف السياسي".

ورأى أن ذرائع الحركة الصهيونية الأصلية التي استندت على أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض هي أن أصل الفكرة هي إحلالي استيطاني وتصفية الشعب الفلسطيني، وأن الحال الفلسطيني يشكل العقبة الاساسية أمام نجاح الحملة، خاصة أن إسرائيل ستجرم الحملات وتواجهها.
 
 
https://taghribnews.com/vdcc41qio2bqep8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز