تاريخ النشر2014 23 April ساعة 15:32
رقم : 155787

دور الأمن الفكري في تعزيز التقريب بين المذاهب الإسلامية (1)

تنا
التطرف الفكري هو مشكلة أمنية في حد ذاته. والانحراف الفكري والسلوكي ليس سمة لازمة لفكر أو دين أو مجتمع أو زمن أو مكان معين، وإن اختلفت درجاته بين هذه المتغيرات. الانحراف الفكري، أحد أهم مهددات الأمن العام والسلم الاجتماعي، خصوصاً في هذه المرحلة من تاريخ العالم .
الدكتورة مريم آيت احمد
الدكتورة مريم آيت احمد
 
 الكاتب : الدكتورة مريم آيت احمد

قد يتعرض مفهوم "الأمن الفكري" في زمن الربيع العربي وحركية الوجدان الفكري العالمي، إلى سؤال معرفي شديد الالتباس والتعقيد، لا سيما وانه مطلب أساسي لاستقرار الحياة. فالأمن الذي يحققه السلام الفكري شرط أولي لكل مجتمع يخطط للحياة ويسعى للنمو والتطور والتقدم والازدهار. فإذا كنا نتفق بإجماع على أن مفهوم السلام الأمني الذي يعني حفظ وحماية حقوق الأفراد وحرياتهم في المجتمع من خلال ما يسمى بالأمن الحسي، فهل نتفق حول كيفية ضبط الأمن الفكري أو الفكر السلمي في المجتمع ؟ كيف نحدد جوهر العلاقة بين الأمن الحسي والأمن الفكري؟ هل يمكن أن يتحقق الأمن المجتمعي لمجتمع ما دون وجود السلام الفكري الذي يمنح للفرد ضمان حماية حقوقه الفكرية وحريته الإنسانية ؟وهل يمكن حماية الأمن الشامل للمؤسسات الاجتماعية والمدنية في ظل تغييب الاهتمام والتركيز على السلام والأمن الفكري ؟

ولنفهم أيضا كيف يستمرئ الإنسان القتل والاحتراب ويرفض السلم والوئام؟ هل هناك مفاهيم عقدية أو دينية أو أخلاقية وراء ذلك؟.

التطرف الفكري هو مشكلة أمنية في حد ذاته. والانحراف الفكري والسلوكي ليس سمة لازمة لفكر أو دين أو مجتمع أو زمن أو مكان معين، وإن اختلفت درجاته بين هذه المتغيرات. الانحراف الفكري، أحد أهم مهددات الأمن العام والسلم الاجتماعي، خصوصاً في هذه المرحلة من تاريخ العالم ، التي تتسم بالصراع الحضاري ، الضمني والمكشوف إن ما نشاهده اليوم من مظاهر عنف واحتراب مذهبي يستدعي العودة إلى الذات لمراجعتها ونقدها، والوقوف على مواضع الخلل فيها لتقويمها ومعالجتها. ثم الارتكاز إلى قيم جديدة تستبعد الكراهية والحقد، وتنفتح على قيم الإنسانية والدين. وهذا يتطلب الغوص في أعماق الفكر بحثا عن جذور المشكلة. أي ينبغي البحث عن الدوافع الحقيقية وراء ثقافة العنف المجتمعي. وتقصي المفاهيم المسئولة عن صياغة البنى الفكرية والمعرفية لاتجاهين أساسين:

الاتجاه الأول : يتلخص في البحث عن أسباب اكتساب الأشخاص لعدوانية موجهة دينيا تجاه الآخر، أيا كان الآخر داخلياً أم خارجياً، دينياً او سياسياً، ويمثله تيار ديني متطرف: سعر أجواء الخلافات المذهبية وجذرها داخليا بتكريس صور نمطية متبادلة تختزن حالة الاحتراب المذهبي والفكري ، وخارجيا يعارض المدنية الحديثة وكل ما يتصل بالتقدم الحضاري، فهي من وجهة نظرهم، ليست إلا فسادا في الأخلاق، وتفككا في الأسر وجمودا في العلاقات الاجتماعية، فهم يرون أن الحضارة تجعل الفرد يعيش لنفسه ملبيا لرغباتها متنكرا للآداب والفضيلة. ولذا فكل جانب يرفض فكر الآخر ويقاومه، وينظر إليه نظرة ريب وشك دون تمحيص وتقويم.

والاتجاه الثاني: يركز على البحث في أسباب اكتساب الأشخاص لعدوانية موجهة ثقافيا اتجاه القيم والمبادئ الأخلاقية لنشر قيم الانحلال والضياع والصراع المجتمعي من نوع آخر. ويمثله تيار علماني: يدعو إلى بناء الحياة على أساس دنيوي وغير مرتبط بالأصول الشرعية ولا بالتقاليد والعادات والموروثات الاجتماعية الأصيلة، هي من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه، عوائق في طريق التقدم والانطلاق نحو الحضارة.

إن عملية ربط علاقة الوسطية بالسلام الفكري تقتضي توظيف العلوم الاجتماعية لتكشف لنا عن طبيعة التفاعل بين التربية على منهج الوسطية والحوار الفكري من حيث هو صيغة عملية تشيع جو السلام والتعايش بين مختلف الانتماءات الفكرية والمذهبية وتزيل التوتر في العلاقات داخل المجتمع.

ومن هذا المنطلق جاء هذا البحث ليناقش أربعة محاور.
أولها : مفهوم الأمن الفكري ؟
الثاني : الوسطية والأمن الفكري.
الثالث : أساليب ووسائل الغزو الفكري والأخلاقي.
الرابع: آليات مواجهة العنف الفكري والأخلاقي قراءة في استشراف المستقبل.

الوسطية والأمن الفكري
أصبحت الوسطية عملية صعبة التعريف بسبب الالتباس في وضع حدود لها. فالوسطية ليست إجماعاً، إنها سعة تحتمل التناقض والخلاف، وحتى الصراع، إذ إنه لا يمكن أن نقول إن كل صراع فيه أطراف متطرفة.

إن الوسطية تختلف باختلاف المجتمعات وتنوعها ، فالوسطية في المجتمع الشرقي لا تتطابق مع الوسطية في المجتمع الغربي مثلاً، والوسطية في التيار الماركسي ليس هي ذاتها الوسطية في التيار القومي والإسلامي أو التغريبي، فالباحث حينما يصحح مفاهيم الوسطية لابد أن يدرس الأفراد داخل المجتمع المخاطب، وكيف يفهم الوسطية وما هي الوسطية المرادة منه.

اذن الوسطية ليس مجرد مفهوم يراد استنباته ضمن النسق القيمي للمجتمع, وإنما هو نسق ثقافي وفكري وعقيدي مغاير، لـه آليته في العمل، وأسلوبه في التأثير، ومنهجه في التفكير، وطريقته في الاشتغال. فلا يمكن سيادة قيم الوسطية مالم تكتمل جميع مقدماته. أي ان قيم الوسطية تقوم على سلسلة عمليات فكرية وثقافية يخضع لـها الفرد والمجتمع كي يعمل بشكل صحيح ومؤثر.

ونحن إذا ماحاولنا استقراء مفهوم اللاسلام الفكري سنخلص إلى انه أحد أهم مهددات الأمن العام والسلم الاجتماعي ، خصوصاً في هذه المرحلة من تاريخ العالم ، التي تتسم بالصراع الحضاري ، الضمني والمكشوف لأن الانحراف الفكري والسلوكي ليس سمة لازمة لفكر أو دين أو مجتمع أو زمن أو مكان معين ، وإن اختلفت درجاته بين هذه المتغيرات.

والانحراف الفكري مفهوم شائع ومدروس في علم الاجتماع بشكل عام ، وفي مجالات علم الاجتماع الجنائي وعلم الإجرام على وجه الخصوص ، حيث ينسحب المفهوم على السلوك غير السوي، والذي قد يؤدي إلى مخالفة الشريعة والنظام ، ومن خلال ارتكاب أفعال، أو القيام بأعمال تتنافى مع القيم والعقائد والنظام وتتطلب محاكمة مرتكبيها ومعاقبتهم ، والانحراف الفكري قد يكون سبباً رئيساً للانحراف السلوكي.

وأداة الانحراف الفكري : هي " العقل " وهدفه التأثير في العقول الأخرى . لتغيير الواقع الفكري للأمة، والتشكيك في ثوابتها، وهو خروج بدرجة أو بأخرى، من منظومة القيم ، وقد يكون نتيجة لمؤثرات خارجية (الغزو الثقافي). أو تفاعلات نفسية لها أسبابها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما قد ينتج من التعرض لعملية غسيل دماغ مدروس من قبل اتجاهات فكرية أو حزبية أو مذهبية معينة، أو من خلال الانفتاح المطلق والاستتباع الكلي للمؤثرات الفكرية الغربية ، وعدم التحصّن أمام سلبيات الثقافات الأخرى.

آليات ووسائل الغزو الفكري والأخلاقي وأثره على زعزعة الأمن الفكري
يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية فى حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية السلام الفكري مكانه هامة فى أولويات المجتمع الذى تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطنى أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة ، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هى حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الإجتماعى.

ويمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ فى حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التى تبنى عليها وتعد الرابط الذى يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه فى الأمم الأخرى.

وتعانى الدول على اختلاف أيديولوجياتها من ظواهر الانحراف والغزو الفكري والأخلاقي والتى أفرزتها الاتجاهات الفكرية المعادية محاولة الوصول إلى أهداف إستراتيجية مؤداها السيطرة على توجهات هذه الدول الاجتماعية والسياسية ، وتتفاوت الدول فى مدى تأثرها بهذه الأفكار والاتجاهات ومن الدول ما يؤهلها رصيدها الثقافي والحضاري والديني على مجابهة هذه الأفكار والمعتقدات ومنها ما يسهل التأثير عليه تحت ضغط الظروف الاقتصادية والاجتماعية.

لعل أول ضحايا الانحراف الفكري هو الفكر نفسه الذي ينتمي إليه المنحرفون فكرياً ، حيث إن ثوابت وقيم هذا الفكر وفرضياته ومنطلقاته، تصبح مجالاُ للتشكيك ، بما ينعكس على المؤمنين بهذا الفكر فتهتز قناعاتهم، ويتزعزع تماسكهم كجماعة فكرية أو مؤمنة، في مقابل الفكر الأخر.

والضرورات الخمس للفرد المسلم وللمستأمن وللفئات الاجتماعية المختلفة تتأثر بطريق مباشر وغير مباشر ، عبر الزمان وعبر المكان بالانحراف الفكري. والانحراف يصيب أول مايصيب " عقل " و" دين " المنحرف نفسه. ثم يتعداه إلى استهداف عقول " " وعقائد " وقيم الآخرين . وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات بمايلي :

- التهديد المادي والمعنوي المباشر للضرورات الخمس، وللأفراد والجماعات، وتحطيم المكتسبات العامة والخاصة .
- إشاعة جو من الخوف في المجتمع .
- إيجاد نوع من الاستقطاب الفكري العقدي والسياسي والاجتماعي.
- هز القناعات الفكرية والإيمانية والثوابت العقدية والتشويش على العامة.

الإعلام ودوره في الغزو الفكري:
تعتبر مسألة الغزو الثقافي والإعلامي من أولى المسائل التي واجهت وتواجه الأمة الإسلامية والوطن العربي تحديدا.
فمما لا شك فيه أن الإعلام بكل أنواعه وتقنياته قد أحرز نجاحاً باهراً في جميع المجالات وهو من أقوى وسائل الإقناع الذاتي في أتباع الأسلوب الهادئ والرزين دون اللجوء الى العنف. لكنه في نفس الوقت أنفذ الى القلوب من السهام وأشد وقعاً على النفوس، إذ له ظاهر أنيق ومنظر جذاب وهيكل أخاذ إضافة الى مجموعات الإثارة الكاملة والمواد الغزيرة والمعلومات المتدفقة الى ما لا نهاية، من التصوير والإضاءة وما شابه. فلا بد من تأثيره الفعال ونفاذه الى الأعماق بصورة سريعة ومباشرة، والغرب من حيث طول الباع لديه في هذا المجال واهتمامه التام في تطويره قد قطع شوطاً مهماً في سبيل ذلك.

لقد قام غزاة الأمن الفكري باستخدام الدعاية المغرضة بجميع أنواعها من خلال السعي المخطط والمنظم، لتشكيل تصورات المتلقين، والتلاعب بمعارفهم وأفكارهم، وتوجيه سلوكهم. وتشتيت أذهانهم. مستخدمين في ذلك أنواع الدعاية المختلفة السياسية، والدينية، والحرب النفسية ومن ثم غسيل الدماغ الذي يسعى إلى تحويل الأشخاص وتقهقرهم عن معتقداتهم. وذلك بأن ينقطع الفرد تماماً عن مناخه الاجتماعي وعن الأخبار والمعلومات، مما يجعل الفرد يعيش في فراغ تام مع نمط حياة قياسية، من حيث العزلة، ونوع الطعام والإضاءة، وغير ذلك مما يزيد من القلق ويؤدي إلى تدمير مقومات الشخص الذاتية ويجعله يشعر بالدونية والانهزامية .وذلك كله ليس بهدف تدميره ولكن لإعادة بنائه من جديد، باستخدام شعارات يتم تكرارها لتنفذ إلى أعماقه بحيث لا يستطيع نسيانها، مع استخدام نمط المناقشة الجماعية، بناء على الطريقة الديمقراطية، ويكون قائد المجموعة رجلاً متفوقاً قادراً على الإجابة على أي سؤال أو اعتراف.

وبما أن القيود الأمنية الإعلامية والثقافية أوشكت على التلاشي في ظل زمن العولمة الكونية، وحل بدلا عنها الانفتاح الإعلامي والثقافي، أصبح الحل الأفضل للحد من هذه المشكلة استخدام المؤسسات المجتمعية التي تساهم في تحصين الشباب من الغزو الفكري القادم بتقوية أمنهم الفكري من خلال تزويدهم بالمعلومات الصحيحة والسليمة التي تزرع في نفوسهم الوعي الثقافي والأمني، للحيلولة دون الوقوع في مخاطر الغزو الفكري الدافع إلى الجريمة أو الخروج عن التعاليم الدينية والشرعية والنظامية.

وأهم هذه المؤسسات المجتمعية التي تساهم في إنشاء جيل مسالم فكريا هي الأسرة، ووسائل التعليم (المدرسة، المعهد، الجامعة) وغيرها، والمسجد، والمجتمع ومؤسساته الأخرى، ووسائل الإعلام المختلفة، لأهميتها الكبرى في التأثير على نسبة كبيرة من الشباب في الوقت الحاضر خاصة بعد انتشار القنوات الفضائية العربية والعالمية التي تتحدث بجميع اللغات وتتطرق لجميع المواضيع الممنوعة وغير الممنوعة والمباحة والمحرمة وغيرها من المصطلحات الأخرى المختلفة. وليس المقصود بالسلام الفكري للأمة أن نغلق النوافذ على الثقافة العالمية، ونتهمها بغزو العقول ونخرها. فنحن نحتاج إلى ثقافات الشعوب، نأخذ منها ما يتوافق وقيمنا وعقائدنا ومبادئنا، ونحتاج إلى نشر ثقافتنا ليستفيد منها الآخرون.

كما نحتاج لمحاولة التعرف على أفضل طرق تحقيق السلام الفكري لتحصين الشباب من الغزو الفكري القادم من الداخل والخارج من خلال وسائل الاتصال غير التقليدية. لاسيما وأن العنف الفكري لا شكل ولا وجهة محددة له، يمكن أن يكون يميناً أو يساراً، ويمكن أن يحمله فرد أو أفراد، ويمكن أن يصدر من مؤسسات، ويمكن أن يكون ممارسة سلطة، أو سلوك جماهير، ويمكن أن يكون على شكل كتاب، أو مقال، أو خطبة، أو برنامج ويمكن أن يقدم في شكل سياسات وقوانين.

وكما أن وسائل الغزو الفكري إعلاميا أو عن طريق الشبكة المعلوماتية العالمية قد تؤدي إلى الانحراف الفكري الموجه عقديا ومذهبيا وأخلاقيا (التعصب_التطرف_الغلو) فإنها أيضا تضعنا أمام وضع عولمي جديد يلزمنا بتبني الأخلاق الأجنبية في كافة المجالات والمحاور الحياتية.. لقد أبانت المعطيات التجريبية وجود علاقة سببية بين ما يقدمه الإعلام المعاصر من أفلام إباحية ومشاهد عنف وبين ازدياد الانحراف لدي الأطفال والشباب، بحيث ساهمت وسائل الإعلام العربية في تعميق الغزو الإعلامي الأجنبي من خلال ما تعرضه من البرامج الغربية وبالأخص ما يسمي برامج تليفزيون الواقع من دون أن تضع تلك الفضائيات بالحسبان قيم المجتمع العربي الاسلامي وتقاليده وأنماطه الاجتماعية بحيث تقتصر برامج القنوات الفضائية العربية علي المادة الترفيهية وأفلام الجريمة والعنف والرعب والعري أي أن ثقافة الصورة تطغي عليها أكثر من ظاهرة سلبية تتمثل بالاغتراب والقلق وإثارة الغريزة الفردية العدوانية، دافعية الانحراف وكلها مفردات تتأسس في إدراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم بحيث تتحول من مجرد صورة ذهنية إلي نشاط عملي عن طريق المحاكاة والتقاليد وعمليات التطبيع الاجتماعي.

وحيث إننا نبحث عن دور الغزو الفكري بكل اتجاهاته في اختراق السلام الفكري لمجتمعاتنا إذ يمارس هذا الاختراق دوره المهدد لهويتنا، ووسيلته في ذلك السيطرة على الاختراق هي الصورة السمعية والبصرية التي تسعى إلى ( تسطيح الوعي) وجعله يرتبط بما يجري على السطح من صور ومشاهد ذات طابع إعلامي إشهاري يغير الاختراق ويستفز الانفعال ، وحاجب للعقل ، وبالسيطرة على الاختراق ، وانطلاقاً منها ، تخضع النفوس ، بمعنى تعطيل فاعلية العقل وتكييف المنطق والتشويش على نظام القيم ، وتوجيه الخيال ، وتنميط الذوق وقولبة السلوك ، والغرض تكريس نوع معين من الاستهلاك لنوع معين من المعارف والسلع والبضائع تمثل ـ في مجموعها ـ ما يمكن أن نطلق عليه " ثقافة الاختراق ".

فالأمن الفكري إذاً مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق جميع المؤسسات المجتمعية المختلفة ابتداء بالأسرة ثم المدرسة فالجامعة والمسجد ووسائل الإعلام وبقية المؤسسات المجتمعية الأخرى. وأي تقصير من أي من هذه المؤسسات تكون نتائجه سلبية على المجتمع بأكمله.

https://taghribnews.com/vdcc4pqsm2bqpm8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز