تاريخ النشر2014 4 October ساعة 09:57
رقم : 170465

تحذير خطباء الجمعة في لبنان من خطورة الوضع الداخلي الراهن، والدعوة الى انتهاز الحج فرصة لتوحيد الصف

تنـا - بيروت
إن أكبر فرائض الله علينا أن نعود إليه، وأن نتّحد على مراده، ونعتصم بحبله، وأن نتمسك بعروته الوثقى.. من العوامل التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، هي أنَّنا كمسلمين استغرقنا خلال العقود الماضية بصراعاتنا فيما بيننا، واستنزفنا طاقاتنا على التجييش ضدّ بعضنا البعض، بإسم الحالة المذهبيّة تارة، والحالة القوميّة أخرى..
تحذير خطباء الجمعة في لبنان من خطورة الوضع الداخلي الراهن، والدعوة الى انتهاز الحج فرصة لتوحيد الصف
حذر خطباء الجمعة من خطورة المرحلة الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي في ظل الحروب التي تشن لمحاربة الإسلام عبر تشويه صورته؛ مطالبين الأمة الاسلانية ـ أفرادًا وعلماء دين، ومؤسسات وقوى سياسية وحزبية- بـ "الوحدة، وتخفيف حدة الإحتقانات، والإستنفار استثنائياً لمواجهة التحدّيات والمخاطر الفتنوية والطائفية والمذهبية، التي تخطط لها أيديولوجيات عدمية متمثلة بعصابات ظلامية وتكفيرية وإرهابية، استباحت بإسم الدين كل القيم وكل الأخلاق، وشوّهت معاني الإسلام ومفاهيمه بممارسات شنيعة وفظيعة".

الشّيخ عبد الأمير قبلان : علينا أن نمد يدنا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونستفيد من دعمها
استهل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة ـ التي ألقاها  بمقر المجلس في بيروت، بالحديث عن أهمية يوم عرفات، وقيمته الدينية والتاريخية. وقال : نحن اليوم بحاجة كبيرة وماسة للتضرع إلى الله ليصلح شأننا، ويصحح عملنا، ويجمع كلمتنا، ويبعدنا عن الشر والخديعة، فاليوم هو يوم الإخلاص، والتوجه، والصدق، والمعرفة، والتضرع، والتجرد من كل هم وغم ، وعلينا أن ندعو الله ليفرج عن هذه الأمة كل ضرر ومنكر وإساءة؛ وعلينا أن نوحد صفوفنا، ونتوحد في بلادنا... لبنان بلد مبارك، علينا أن نحفظه ونبعد عنه الهموم والمشاكل. ونحصنه بوحدتنا وتضامننا، فندعم جيشه ونسلحه..".

في سياق متصل، اشاد الشيخ قبلان بالدعم الايراني "اللامشروط" للجيش اللبناني، قائلا : علينا أن نمد يدنا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية البلد المحب والصديق الذي يعمل لمصلحة الناس، فالجيش اللبناني يجب ان يبقى في خدمة الوطن والانسان، مما يحتم أن نؤمن له ما يستحق من أسلحة متطورة وعتاد وتجهيزات، ولطالما كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد لدعم الجيش، ومده بالعتاد والعدة؛ لذلك علينا أن نستفيد من هذا الدعم؛ وعلينا أن نحفظ لبنان بتحصين وحدته الوطنية والعمل المشترك بين جميع مكوناته... ما جرى في عرسال من خطف للأفراد الجيش والقوى الأمنية عمل سيء وخطير، وعلينا أن نعيد الإعتبار لجيشنا، ونعزز قدراته، وندعمه بالعدد والعتاد، ليكون درعًا حصينًا للحفاظ على لبنان وشعبه، والله أمرنا بالوحدة والتعاون على البر والتقوى..".

المفتي احمد قبلان: على زعامة العالم الإسلامي أن تعود إلى الله، وأن تخاف ربّها في هذه الأمة
من جهته، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة، التي ألقاها من على منبر مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) في ضاحية بيروت الجنوبية ـ قال "إننا أمام محنة شديدة، وتفرق مخيف، فيما الحجّ يعني وحدة البيت، و وحدة المطاف، و وحدة الموقف، و وحدة الإنابة".

واضاف : إن أكبر فرائض الله علينا أن نعود إليه، وأن نتّحد على مراده، ونعتصم بحبله، وأن نتمسك بعروته الوثقى، فلا الزعامة السياسية، ولا الهوية القومية، ولا الجنسية الوطنية تكفل مصير هذه الأمة التي قطّعتها نزعات الشخصنة، وأطماع محتكري القرار السياسي، وقراصنة الثروة والأسواق والقطاعات والموارد، والإمتيازات المختلفة بخلفيّة أنّ رسول الله (ص) جاء بالأمة الواحدة، والمصير الواحد، والكتاب الواحد، والكعبة الواحدة، والموقف الواحد، والعصمة الواحدة، وهذا يفترض على زعامة العالم الإسلامي أن تعود إلى الله، وأن تخاف ربّها في هذه الأمة التي يقتل بعضها بعضاً.

وفي اشارة الى الازمة الداخلية في لبنان، لفت المفتي احمد قبلان إلى أن "البلد محاصر، واللبنانيون في مجاميعهم أمام تداعيات مترعة بالتحديات والمفاجآت، وساحتهم موصولة بأكثر من عامل تفجير داخلي وإقليمي ودولي، وما يحدث في المنطقة لا يؤشر أبداً إلى أننا أمام انفراجات مرتقبة... لذا ندعو القيادات السياسية والحزبية إلى رفع منسوب الحراك الوطني الذي يوحّد الصفوف ويعزز التماسك، ويخفف من حدة الإحتقانات التي لن تجدي نفعاً لأي فريق سياسي ".

وتابع : لا مستقبل لأي طائفة أو أي مذهب في لبنان إذا استمر اللبنانيون في خلافاتهم ونزاعاتهم وخصوماتهم يعوّلون على رهانات إقليمية ودولية، أثبتت التجارب أنها غير موفقة وفي غير محلها.
لذا فإن المطلوب من كل القوى السياسية والحزبية حراكاً وطنياً، واستنفاراً استثنائياً لمواجهة ما يحيق بالبلد من تحدّيات ومخاطر فتنوية طائفية ومذهبية، خاصة تلك التي تخطط لها أيديولوجيات عدمية متمثلة بعصابات ظلامية وتكفيرية وإرهابية، استباحت بإسم الدين كل القيم وكل الأخلاق، وشوّهت معاني الإسلام ومفاهيمه بممارسات شنيعة وفظيعة، فقتلت ودمرت وذبحت."

وشدد المفتي الجعفري الممتاز في لبنان، على أن "هذه العصابات ينبغي استئصالها، وعلى المسلمين جميعاً ألاّ يحاولوا ـ لا غمزاً ولا لمزاً ـ تقديم مبررات أو تأويلات لمثل هذه الجماعات التي تشكل رأس حربة العداء والعدوان على الإسلام والمسلمين".

الشيخ اروادي : تدمير الجيش والقوى الأمنية يشرذمنا
بدوره خصص إمام مسجد الامير في بيروت الشيخ د.محمد انيس اروادي خطبته في يوم الجمعة، لموضوع الحج الابراهيمي؛ مركزا على معاني الحج والمبادئ الأساسية لـ "خطبة الوداع" التي القاها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وقال : لقد راهن الكثيرون من داخل طائفتنا وخارجها على انقسامنا، وعلى ضياع دار الفتوى، وشق العصا بين المسلمين؛ وكنا بين قاب قوسين او ادنى من ان تحصل الفتن في دار الفتوى ولكن الله رأف بنا ...".

وحذر الشيخ أروادي من تدمير الجيش والقوى الأمنية، فقال: إن فرط عقد الأجهزة الامنية والجيش اللبناني مصيبة ستصيب لبنان ولن يبقى لبنان، وإذا كانت توجد اخطاء فالأخطاء تصحح وتنتقد؛ لكن هذا لا يعني تدمير الجيش والقوى الأمنية، وإلا فقدنا هويتنا وأصبحنا شراذمه هنا وهناك، ونفقد هويتنا الوطنية؛ ولنا اسوة بما يحدث حولنا".

الشيخ حمود: حكامنا والأنظمة "ممسوكة" من الأميركي والإسرائيلي...
بدوره استهل إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود خطبة الجمعة بالحديث عن أهمية يوم عرفة، "حيث يكون الشيطان ذليلا وحقيرًا لأنه يرى أن الحجاج قد أتوا من كل فج عميق تلبية لنداء الله تعالى".

واضاف : على ضوء الصورة القائمة التي يرسمها لنا الوضع الراهن في المنطقة من الرقة والموصل، وصولًا إلى جرود عرسال، وعلى ضوء التخبط السياسي في لبنان، والغرائز المتنقلة من عقالها في ليبيا والعراق وغيرهما، وعلى ضوء نجاح المخططات التاريخية المرسومة لنا التي تسربت من مخططات ومؤامرات الصهاينة وأروقة المخابرات الأميركية والغربية بشكل عام، فقد نجحوا في تقسيم العراق والسودان... وعلى ضوء العجز السياسي العربي المتمثل بالإنقسامات العربية والإنشغالات بالأمور الصغيرة عن عظائم الأمور... وعلى ضوء اليقين الذي يزداد يوما بعد يوم؛ ذلك أن كبار حكامنا والأنظمة الأقوى في منطقتنا العربية "ممسوكة" بشكل كامل من الأميركي ومن خلفه الإسرائيلي... على ضوء كل ذلك، من حق المسلم أن يتساءل إلى أين تسير هذه الأمة؟ هل كتب علينا فقط أن ننظر إلى بعض تاريخنا لنتغنى به؟ فيما واقعنا يسير من سيء إلى أسوأ ومن مؤامرة إلى أخرى ومن هزيمة إلى كارثة ومن نصر يتيم إلى أفق مسدود...؟!

وخلص الشيخ حمود، وانطلاقًا من الآية الكريمة "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ" البقرة: ٢١٤ ، الى القول : بغير هذا الميزان الإيماني الخالص لا نستطيع أن ننظر إلى المستقبل، فإذا كانت نظرتنا إلى المستقبل تعتمد فقط على الوقائع الملموسة والتحاليل السياسية المتداولة، فإن مستقبلنا قاتم وأمورنا نحو الأسوأ، لكن الأمل بالله كبير أن يوجد من هذا الظلام فجرًا ، ومن هذا الضيق فرجًا، هنا دور الإيمان في صناعة الحدث.

الشيخ النابلسي : ُسخّر الإعلام لمصلحة التحالف الأميركي ــــ الإسرئيلي العربي 
من جانبه، حذر العلامة الشيخ عفيف النابلسي ـ في خطبة الجمعة التي ألقاها بمجمع السيدة الزهراء (عليها السلام) في صيدا، بقوله أن "الرياح القادمة عاصفة.. حتى الساعة لم ندخل بعد في معمعة الفوضى الكاملة التي نرى آثارها الخطيرة في كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن. ولكن من الممكن جداً أن تقترب ساعة الحقيقة فيصبح لبنان بفعل السياسات الخاطئة، وبفعل نوايا التكفيريين ساحة واسعة لهستيريا فتاوى الذبح".

واضاف الشيخ النابلسي : البلد قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار الأمني والإجتماعي..؛ موضحا انه "تم معاداة سوريا من أجل الغير؛ وتم فتح الحدود لما يفوق المليون نازح لأن الخارج هو من طلب من حكومتنا فتح المعابر لغاية في نفسه؛ وتم توريط القرى المحاذية لسوريا بتهريب السلاح من أجل أن يكون هناك منطقة معزولة خارجة عن سيطرة الجيش اللبناني؛ وتم السماح لآلاف الإرهابيين أن يسرحوا ويمرحوا في كل لبنان لمصلحة أرادتها دول إقليمية معروفة وموصوفة؛ وتم تسخير الإعلام الطائفي ضد سوريا  وضد حزب الله لمصلحة التحالف الأمريكي ــــ الإسرئيلي العربي  الذي يظهر اليوم بمظهر المحارب للإرهاب".

الشيخ صهيب حبلي، تمنى أن يعود الحج إلى جذوره كمؤتمر لوحدة المسلمين
أما إمام مسجد النبي ابراهيم (عليه السلام) في صيدا، الشيخ صهيب حبلي فقد دعا "عموم المسلمين للعودة إلى القواعد الإبراهيمية في الإقبال على الله؛ متمنيا "أن يعود الحج الذي ـ وللأسف - فرغ من مضمونه الى جذوره كمؤتمر لوحدة المسلمين"؛ كما اعرب عن امله بأن "مَن يحج إلى الكعبة الشريفة ويطوف حولها أن لا يسجد الا لله عز وجل، وأن يكف عن الركوع أمام مسؤوله السياسي هنا أو هناك".

وإستنكر الشيخ حبلي دعوة وجهها أنصار الارهابي أحمد الأسير ـ المتواري عن الأنظار ـ للخروج في تظاهرات تحت شعار "السنة النبوية"؛ على حد زعمه؛ معتبرًا "أن الأسواق في أيامنا هذه تختلف تمامًا عن مفهوم الأسواق في عهد الرسول (صلى الله عليه وعلى آله)".

وتابع الشيخ حبلي متسائلا : هل الهدف من النزول إلى الشارع بمنظر يثير الذعر بين الناس بما يشوه صورة الإسلام الحقيقي، ويشكّل امتدادًا لما تقوم به "دولة الشيطان" التي تزعم كاذبة أنها دولة الإسلام؟!".

واضاف : فدين الإسلام هو دين العدل والرحمة والتسامح، لا دين القتل والذبح وسفك الدماء... وصيدا عاصمة المقاومة لن تكون رهينة للإرهاب مجدداً.

وتحدى الشيخ حبلي "أن يظهر من يعلن ولاءه للأسير بشكل علني"؛ فقال : من يدعو للتظاهر، ومن يقوم بالتحريض المذهبي من الأسيريين لا يظهر إلا الكترونياً، وهذا ما يعكس جبنهم فهم الآن  باتوا كالقطيع من دون راع".

السيد فضل الله : ما يجري حربٌ على ذهنيّة الأمّة وصورة الإسلام الحضاريّ
الى ذلك، ألقى السيد جعفر فضل الله خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك، وتناول فيها الواقع الإسلامي، فرأى أنه "يمرُّ في هذه المرحلة في حلقةٍ خطيرة وغير مسبوقة؛ لأنّ التحدّيات لا ترتبطُ بصراعٍ سياسيّ وأمنيٍّ فحسب، وإنّما طفا على سطحها بُعدٌ عقيديّ فقهيّ فكريّ، بات يهدّد، ليسَ الطرحَ الإسلاميّ للحكم والدولة فحسب، وإنّما الإسلام كدينٍ، وكخيارٍ حضاريٍّ يُمكن أن يرقى في تجربته إلى قيادة الحضارة الإنسانيّة على أسس صحيحة".

واكد السيد فضل الله ان "من العوامل التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، هي أنَّنا كمسلمين استغرقنا خلال العقود الماضية بصراعاتنا فيما بيننا، واستنزفنا طاقاتنا على التجييش ضدّ بعضنا البعض، بإسم الحالة المذهبيّة تارة، والحالة القوميّة أخرى، والحالة الحزبيّة ثالثةً... وكان الشغل الشاغل لكثير من المثقّفين ورجال الدِّين هو كيف ينظّرونَ لكلّ هذا الوضع السياسي المتأزّم، عبر الإعلام والنشر والفتاوى وما إلى ذلك... تركنا كمسلمين كلّ عناصر قوّتنا، حتّى أوصلنا الأمور إلى الإستعانة بالمستكبرين، الذين أطلقوا عنوان محاربة الإرهاب كأساس للدخول إلى مناطقنا ... إلى مناهجنا ليستبدلوا بها غيرها بما يتناسبُ مع مصالحهم ومنهج تفكيرهم.. إنّ ما يجري اليوم ليس حربًا على الإرهاب عسكريًّا وأمنيًّا وسياسيًّا، إنّما هو حربٌ على صورة الإسلام الحضاريّ، وتكريسٌ لصورةٍ مشوّهة وحشيّة، تجعل من الإسلام مسخًا ينبغي القضاء عليه، حتّى وجدنا أنّ "إسرائيل" القائمة على الإجرام والعنصريّة أصبحت تزايد في هذا الأمر."

وتساءل السيد فضل الله بقوله، "ما معنى أن يجري ربط الإرهاب بالإسلام؟ ما معنى أن يُربطَ مفهوم الخلافة اليوم بممارساتٍ وحشيّة لا تمتّ للإسلام بصلة؟ ما معنى الحديث الاعتباطي عن عدم الفرق بين حركات المقاومة في العالم الإسلامي وبين المنظّمات المفْسِدة في الأرض؟..ما معنى أن يتمّ الربط اليوم بين مفهوم "الدولة الإسلاميّة" وبين الوجه الوحشيّ العنفيّ الذي لا يمتّ إلى البُعد الإنسانيّ بأيّ صلةٍ؟ هل المراد أن يؤسَّسَ – تحت ضغط الإعلام والصور المتلاحقة – للحرب المقبلة التي سيكون صريحًا حينَها عنوانُها: الحرب على الإسلام؟".

ودعا فضيلته "الفصائل الواعية في الأمّة أن تتحرّك في خطّين؛ الأوّل: إبقاء العين مفتوحةً على مخطّطات الاستكبار العالمي، وإبقاء كلّ أوراق القوّة في مواجهته حاضرةً لاستثمارها في أيّ وقت، وهذا ما يفترض أقصى درجات الإعداد والتعاون بين مكوّنات الأمّة، بغضّ النظر عن اختلافاتها وتبايناتها الحاليّة. الخطّ الثاني: الخطّ الفكري والثقافي حتّى نؤمّن الأرضيّة التي نملك فيها تحويل أيّ تحدٍّ إلى فرصةٍ للقوّة والنصر والتقدّم في قيادة الأمّة؛ وهذه ليست مسؤوليّة رجال الدين فحسب، وإنّما هي مسؤوليّة الجميع، لقد قال الله تعالى: (وما كان المؤمنونَ ليَنْفِروا كافَّةً فلولا نفرَ من كُلِّ فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفَقَّهوا في الدِّينِ وليُنذِروا قومَهُم إذا رجعوا إليْهِمْ لعلَّهُم يحذَرون)؛ وفقه الدِّين هو فقه كلّ ما تحتاجه الحياة، في بنائها الحضاريّ، وقيمها الرساليّة. المسألة هنا تشبه النفير العامّ، وليس لأحد أن يستبعد أحدًا، تحت أيّ اعتبار؛ المسلمون بكلّ ألوانهم مسؤولون".







https://taghribnews.com/vdccexqsp2bqm08.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز