تاريخ النشر2017 22 June ساعة 09:23
رقم : 272426
بيان بمناسبة يوم القدس العالمي

المجمع العالمي للتقريب : يوم القدس العالمي يوم انتفاضة الشعوب المضطهدة ضد المشاريع الصهيو-امريكية والرجعية العربية

تنا - خاص
اصدر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بيانا بمناسبة حلول الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي الذي اعلنه الامام الخميني (رض) الراحل لاخر جمعة من شهر رمضان المبارك ، مؤكدا ان هذا النداء لا زال خالدا في ضمير الشعوب المستضعفة .
المجمع العالمي للتقريب : يوم القدس العالمي يوم انتفاضة الشعوب المضطهدة ضد المشاريع الصهيو-امريكية والرجعية العربية
وجاء في البيان ان هذا اليوم هو تعبير عن مواجهة المستضعفين للمستكبيرن والتصدي للمشاريع الصهيو- امريكية الفتنوية والرجعية العربية ، ويوم يعبر فيه المسلمون عن موقفهم من القدس الشريف والقضية الفلسطينية .

وشدد البيان ان اشتعال المنطقة العربية والاسلامية هو لمواجهة الصحوة الاسلامية التي بدءها الامام الخميني (ره) الراحل وقادها في غمرات الحروب والفتن خلفه الصالح الامام الخامنئي ، حيث هزّت هذه الصحوة عروش الملوك والامراء في المنطقة واربكت حسابات الامريكان والصهاينة .

واليكم نص البيان :


بيان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
بمناسبة
الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ  (الإسراء/ 1)
منذ أن أعلن مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني «رضوان الله تعالى عليه» آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس في السابع من أغسطس عام ألف وتسعمائة وتسعة وثمانين، أصبحت الأمة الإسلامية من أقصاها إلى أدناها على موعدٍ من هذا اليوم الذي يعبر فيه المسلمون بوضوح عن موقفهم من القدس الشريف، قبلة المقاومين ورمز جهاد الأمة، وعن القضية الفلسطينية، قضية المسلمين الأولى.

إن «يوم القدس» ليس يوماً خاصاً بالقدس فحسب، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين ويوم انتفاضة الشعوب المضطهدة ضد المشاريع الصهيو-أمريكية والرجعية العربية.

فنداء الإمام الخميني (قدس سره الشريف) هو نداء خالد مازالت أصداؤه توقظ العزم والإرادة في أوصال الشعوب المستضعفة في العالم وتضعهم على درب التحرر من سلطة الطغاة المستكبرين وجور الصهاينة المجرمين ومن يدعمهم من قوى الاستعمار الغربية وعلى رأسها أمريكا المتغطرسة؛ وما اشتعال المنطقة من البلدان العربية والإسلامية إلاّ رد فعل على الصحوة الإسلامية التي أسس لها الإمام الخميني الراحل (رحمه الله) وقادها في غمرات الحروب والفتن الطائفية خلفه الصالح السائر على نهجه ، الإمام القائد سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي «دام ظله الوارف»، وقد هزت هذه الصحوة المباركة عروش ملوك المنطقة وأمرائها الظالمين وأربكت حسابات الصهيانية وحماتهم الأمريكيين.
إن القاسم المشترك بين شعوب منطقتنا، أنها شعوب حية، ترفض الخنوع والاستسلام للصهاينة المجرمين وأسيادهم المستكبرين، كما ترفض بقوة تصفية القضية الفلسطينية عبر المفاوضات المذلة بزعامة أمريكا ومباركة الأنظمة العربية الرجعية، دعماً للشعب الفلسطيني المجاهد، الذي يشق بكل صلابة وبسالة طريقه نحو تحرير أراضيه المقدسة وقطع أيدي المستعمرين الأجانب.

فاستجابة لنداء الدين والضمير الذي أطلقه الإمام الراحل الكبير وسيراً على نهج ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي «حفظه الله ورعاه» يدعو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أبناء أمتنا الإسلامية العظيمة إلى الإسهام الفاعل في مسيرات واحتفالات يوم القدس وإحياء هذه المناسبة المباركة في كافة أرجاء العالم الإٍسلامي لتكون صرختهم صفعة قوية بوجه الصهاينة المعتدين والإدارة الأمريكية الجديدة الرعناء التي لا تميز بين القوى والحركات الإسلامية التحررية والتيارات التكفيرية المجرمة وتضعها جميعاً في سلة واحدة، وعاملة على إشعال حرب إسرائيلية جديدة على غزة البطلة للقضاء على حركة حماس والجهاد الإٍسلامي وغيرهما من حركات التحرير الفلسطينية، وحرب أخرى على لبنان للقضاء على المقاومة الإسلامية المتمثلة في حزب الله الصامد المقاوم وأمينه العام المؤمن الشجاع سماحة السيد حسن نصرالله «حفظه الله ورعاه» وكذلك إعلام الحرب على الجمهورية الاسلامية لدورها الكبير ومواقفها الثابتة في دعم محور المقاومة الإسلامية ومواجهة المد التكفيري الوهابي ومحاربة الإرهاب بشتى أنواعه.

إخوتي وأخواتي
إن سعي محور الشر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، «الشيطان الأكبر» كما سماها الإمام الخميني «قدس سره» والكيان الصهيوني لتأجيج الفتنة المذهبية بين الشيعة والسنة، إن نجح - لا سمح الله - وانساق له بعض المضلّلين من أبناء الأمة، فإن الخطر على مستقبل أمتنا سيكون أكبر مما نتصوره، مما يدعونا جميعاً أن ننظر بعين الريبة والحذر لما تمخض عنه لقاء الرياض من خلال إشعال الفتنة الطائفية؛ وكلنا يعلم أن السعودية قامت بحشد عدد كبير من حكّام العالمين العربي والإسلامي للقاء الرئيس الأمريكي المتطرف ترامب لكي يوزع عليهم المهام ويمنحهم بركة الولايات المتحدة في ظلمهم لأبنائها ورعاياها، وقد تلقى إزاء ذلك مبالغ ضخمة من أموال الشعب المظلوم في أرض الحجاز. وها نحن نرى النتائج التالية لهذه الزيارة المشؤومة تظهر تباعاً:

- سعة العمليات الإرهابية في مختلف مناطق العالم الإسلامي.
- قصف الطائرات الأمريكية لقوات الحشد الشعبي المتقدمة باتجاه الموصل في العراق لتحريرها من براثن الإرهاب.
- بدء عمليات التفجير في منطقة القطيف.
- تصعيد الهجوم على الشعب اليمني الأعزل، وصمت المؤسسات الإنسانية إزاء انتشار مرض الكوليرا في اليمن.
- الحصار الجائر على منزل العالم الجليل آية الله الشيخ عيسى قاسم في البحرين وحل الأحزاب والجماعات الشيعية.
- استهداف محور المقاومة الإسلامية سواء في ايران أو لبنان أو سوريا أو اليمن أو العراق.
- وأخيراً، معاقبة قطر على عدم التزامها بقرارات مؤتمر الرياض.

إلاّ أن هذه الأعمال الإجرامية وغيرها من التحركات المحمومة لن تستطيع أن تنال من محور المقاومة وإن المواجهة المقبلة مع أعداء الأمة مهما كانت قدراتهم العسكرية وأرصدتهم المالية، ستكون أكثر شراسة بعون الله تعالى.

والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إذ يعلن وقوفه الكامل إلى جانب الشعوب العربية والإسلامية المضطهدة وبخاصة الشعب الفلسطيني المجاهد، ويستنكر بشدة جرائم الصهيونية البغاة ومن يقف وراء هذه الغدة السرطانية من المستكبرين والرجعية العربية في المنطقة، يهيب بالمنظمات الدولية وحقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع العلماء والخطباء والباحثين والنخب وأصحاب الضمائر الحية أن يتحملوا مسؤوليتهم في محاسبة الصهاينة الجناة وأسيادهم دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم، واتخاذ ما يلزم لإرغام الكيان الصهيوني الغاصب على الكف عن مساعيه المحمومة التي يبذلها لتهويد القدس الشريف والأقصى المبارك والقضاء على المعالم الإسلامية وهوية فلسطين التاريخية في ظل الصمت الدولي وبعض الدول العربية والإسلامية وكذلك العمل على إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين الأبرياء وبالتالي تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية ومنها عودة اللاجئين إلى ديارهم.

كما يناشد مجمع التقريب إخوتنا المجاهدين في الفصائل الفلسطينية بالعمل على توحيد صفوفهم واتخاذ مواقف موحدة في قضاياهم المصيرية.

وأخيراً نطالب الدول العربية والإسلامية لقطع كافة علاقاتها مع هذا الكيان المجرم انسجاماً مع مواقف شعوبها الرافض للتطبيع، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية. 

وفي ختام هذا البيان، فإن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، يسأل الله جل وعلا في هذا الشهر الفضيل أن يتغمد شهداؤنا وكل شهداء المقاومة وشهداء الانتفاضة الفلسطينية المباركة برحمته الواسعة وان ينصر الشعب الفلسطيني المظلوم نصراً عزيزاً وأن يمنّ عليهم وعلى المسلمين جميعاً بتحرير الأقصى المبارك وأرض فلسطين كلها من النهر إلى البحر وأن يبارك جهود العلماء المجاهدين وكافة المصلحين لإرساء مبادئ السلم والعدل ونشر ثقافة التقريب والوسطية ونبذ التطرف والكراهية والتكفير التي تشوه هوية المسلمين وتمزق وحدة شعوبهم «إنه سميع مجيب»
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ  (الحج/ 40)
 
                                                                     محسن الأراكي
                                          الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية       
                                                                  28رمضان 1438


 
https://taghribnews.com/vdcciiqie2bqm08.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز