تاريخ النشر2015 1 September ساعة 12:28
رقم : 203576

ندوة سياسية تحت عنوان " التيارات التكفيرية و التطورات الاستراتيجية في المنطقة " (2)

تنا - خاص
في القسم الاول من هذه الندوة ، حاول الاستاذ هادي محمدي الباحث و الخبير في القضايا الاستراتيجية ، تسليط الضوء على طبيعة التطورات التي يشهدها الشرق الاوسط و مدى انعكاساتها على توجهات المجموعات التكفيرية الناشطة في دول المنطقة . و في هذا القسم ، نتعرف على طبيعة التركيبة التنظيمية للمجموعة الارهابية – التكفيرية المسماة بـ " داعش " . و مدى تأثر انطلاقتها و توجهاتها بالاحداث والتطورات الاقليمية ؟ و محاولة الوقوف على أبرز ردود أفعال التيار التكفيري ازاء الموازنات الجديدة و التطورات السياسية الكبرى التي هيمنت على المنطقة .
ندوة سياسية تحت عنوان " التيارات التكفيرية و التطورات الاستراتيجية في المنطقة "  (2)
يرى الاستاذ محمدي ان تركيبة " داعش " عبارة عن خليط غير متجانس ، و ان هذا التنظيم يضمّ في صفوفه مختلف التوجهات السياسية ، إذ تجد بين عناصره  العلماني و البعثي و الايديولوجي و العقائدي ، و ربما تجد في صفوفه افراداً يتسمون بالاعتدال و التعقل . و لا يخفى أن مثل هذا الخليط  يعتبر ملفتاً بحد ذاته  و يستدعي التأمل . 

و يمضي بالقول : ما اريد ان اقوله هو أن داعش أشبه بشركة مساهمة ، شركة مساهمة تتخذ من اسم داعش عنواناً لها ، غير أنها تعتبر ظاهرة فريدة من نوعها ، و لهذا ينبغي التعاطي معها بمنتهي الموضوعية و الجدية . و من الواضح أن الجميع متفق على أن ثمة تداعيات و انعكاسات تترتب على هذه الظاهرة على الصعيد العالمي ، بما في ذلك الولايات المتحدة .

و يتابع : هذا يعني أن الامر ليس كما تتصور اميركا بأنها بادرت على عجل الى ايجاد هذه المجموعة  لتقوم  بما يراد منها في كل من سوريا و العراق و غيرهما من بلدان المنطقة ،  في الوقت الذي تتفرغ فيه الادارة الاميركية لمتابعة  شؤونها و عملها . بل على العكس أن تبعات هذه الخطوة و تداعياتها تجد اصداء لها  في اماكن أخرى ايضاً . و هذا يعني أن هذا الفايروس قابل للتكاثر و التنامي و الانتشار بما يتجاوز  حدود المنطقة ، بأن ينتقل - على سبيل المثال -  الى القفقاز و آسيا المركزية و العديد من الاماكن الأخرى .

و يضيف :  أن قدرة هذا الفايروس على الانتشار تفوق مثيلاته من التنظيمات الأخرى . حتى ان " القاعدة " نفسها  لم تكن تمتلك مثل هذه القدرة سواء بالنسبة لنشاطها الدولي و الاقليمي . ذلك انها لم تكن قادرة على ادارة تحركاتها بهذا الاندفاع و بهذا التأثير .

و تساءل الاستاذ محمدي عن الجهة التي تعمل لها هذه الجماعة ؟ هل يعمل  داعش  وفقاً لما يؤمن به ، أم أنه يفعل ما يطلب منه ؟ . لابد من الالتفات الى ذلك اثناء محاولة دراسة و تقييم هذه الظاهرة . و كما هو واضح  ان احد سمات هذه التشكيلات  يتجلى في بعدها الايديولوجي و الذي هو بمثابة  سيف ذو حدين .

و أوضح : كنا قد شهدنا تجربة أمثال هذه الحركات في افغانستان ، و في مواقف و ممارسات طالبان و القاعدة . و من ثم تحولت الى تجربة العرب الافغان ، حيث انتقلت من هناك الى شمال افريقيا و اماكن أخرى ، و اخذنا نشهد تنفيذ بعض العمليات التي تصب في السياق نفسه نظير استهداف الفرقاطة ( يو اس اس غول ) في المياه اليمنية في اكتوبر عام 2000 .

و حول امكانية اعتبار انجاز الاتفاق النووي بين الجمهورية الاسلامية و الدول الكبرى الست ، بمثابة استراتيجية فاعلة و مؤثرة للحد من نشاط الجماعات التكفيرية ، يرى الاستاذ محمدي :  ان الاتفاق النووي الاخير يعتبر موضوعاً مستقلاً بحد ذاته ، و هو حصيلة مجموعة من المتغيرات ينبغي الوقوف عليها و الاحاطة بها ، التي تعتبر بدورها  بمثابة  منشأ لتطور جديد يمكن تسليط الضوء عليه نظراً لانعكاساته المتوقعه على صعيد التطورات السياسية بالنسبة لدول المنطقة . فمن الطبيعي أن ننظر الى هذه الخطوة باعتبارها تشكل تطوراً هاماً جداً على مختلف المستويات . و ان ثمة ادلة كثيرة تدعو الى ذلك . و لكن هناك اطرافاً عديدة في المنطقة  غير مرتاحة لذلك ، و غير راغبة في النظر اليه  باعتباره يشكل منعطفاً هاماً بالنسبة لمواقف و سياسات دول المنطقة باسرها . و هذا يعني أنها لم تجلس مكتوفة  الايدي ترقب ما سيحدث ، بل  ستحاول خلق العراقيل و العقبات للحد من نتائجه المرجوة .
 
 
https://taghribnews.com/vdccm1qie2bqxp8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز