تاريخ النشر2016 28 May ساعة 10:24
رقم : 232907
آية الله الاراكي لدى استقباله علماء الدين السنة في سوريا :

سوريا محور الدفاع عن فلسطين و الامة الاسلامية

تنا - خاص
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : القضية السورية قضية الدفاع عن فلسطين و عن هوية الامة الاسلامية و عزتها . و أن الشعب السوري يتعرض لكل هذه الحملات الشرسة بسبب صموده ومقاومته . و العجيب أن بعض الجهات التي تدعي الدفاع عن القضية الفلسطينية و معاداة اسرائيل ، تقف الى جانب الجماعات التكفيرية ضد النظام في سوريا .
سوريا محور الدفاع عن فلسطين و  الامة الاسلامية
التقى آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، مساء الاربعاء في مركز البحوث و الدراسات التقريبية بمدينة قم المقدسة ، جمعاً من الشخصيات الدينية السورية ، معرباً عن سعادته للقاء كوكبة من علماء الدين السنة في ايران ، متمنياً للبلد الاسلامي سوريا  أن يتمكن من تجاوز محنته ، و ان ينعم بالامن و الاستقرار .

ولفت آية الله الاراكي الى ان ما يجري في سوريا إنما هو بتخطيط  و تنفيذ من قبل اميركا و الكيان الصهيوني ، موضحاً : ان سوريا تشكل رأس الحربة بالنسبة للمقاومة ، و لهذا تم استهدافها من قبل كل هذه الدول . بل أن رئيس الوزراء الصهيوني نفسه كان قد اعترف في خطاباته بذلك .

و شدد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، على ضرورة التحلي بالوعي و البصيرة إزاء هذه المشاريع التآمرية ، مضيفاً : أنني لأعجب  من البعض الذي يعتبر نفسه عالم دين و لكنه لا يعلم من الذي يقف وراء كل هذه القضايا والاحداث ، في حين أن هذه القضايا واضحة تماما، و غير خاف من الذي كان وراء اندلاع الحرب في سوريا . و مما يؤسفه له أن البعض يلقي باللائمة على الحكومة السورية و يتخذ موقفاً معادياً تجاهها .

و أضاف سماحته : طبعاً نحن لا نقول أن الحكومة السورية بريئة من أي تقصير ، و لكن نرى ان هذه الحرب فرضت على سوريا بسبب مقاومة هذا البلد لاسرائيل الغاصبة المحتلة . و لا يخفى أن بعض الدول الاسلامية أمثال قطر و تركيا و العديد من الدول المطلة على الخليج الفارسي تعاني من مشكلات اكبر و أكثر تعقيدا من المشكلات المشابهة التي كانت تعاني منها سوريا .  

و تابع آية الله الاراكي : من الناحية الاسلامية  تصدق على الحكومة التركية كافة الاشكالات التي كانت تواخذ على الحكومة السورية ، و ربما أكثر من ذلك . و لكن و لأنها صديقة لاسرائيل الغاصبة ، و سوريا تشكل محور المقاومة ، لذا لا يحاول أحد تسليط الضوء على هذه المشكلات و لا تظهر للعيان .

و أشارالامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى أن المتوقع من علماء الدين السنة  بحث و دراسة القضايا السورية من الناحية الفقهية و مناقشتها مع جمهور علماء الدين في البلدان الأخرى ، و قال متسائلاً : برأيكم أي المواقف ينسجم مع  الشريعة الاسلامية ، الموقف الايراني تجاه سوريا ، حيث دعت ايران منذ اليوم الاول  كافة الفصائل و التنظيمات للجلوس الى طاولة المفاوضات و التحاور معاً للتوصل الى حلول سلمية ، أم الموقف السعودي الذي قدم مختلف انواع الدعم للجماعات الارهابية المتطرفة في سوريا ؟

و تساءل سماحته : لو تم القضاء على النظام في سوريا ،  ماذا سيبقى ؟ فأجاب الحاضرون - الخراب و الدمار -  و هذا موقف عقلاني  و ليس شرعياً . فلماذا إذن هذا الاصرار على تفتيت وحدة المجتمع السوري ، و اظهار الحرب بأنها صراع  بين الشيعة و السنة ؟  

و أضاف آية الله الاراكي : أنني ادعو علماء الدين السنة في سوريا  بكل جدية ، الى زيارة البلدان الأخرى و اطلاع المسلمين على  حقيقة ما يجري في سوريا . و مما يذكر ، أني كنت قد التقيت خلال زيارتي لباكستان  رئيس جماعة العلماء في هذا البلد ، و كان يتحدث مثلما  تتحدث  قناة " الجزيرة " و " العربية ". فقلت له : أنت الذي تتخذ مثل هذا الموقف  ، هل التقيت علماء الدين في سوريا  و هل تحدثت معهم ؟ فأجاب : " كلا " .

و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : القضية السورية قضية الدفاع عن فلسطين و عن هوية الامة الاسلامية و عزتها . و أن الشعب السوري إنما يتعرض لكل هذه الحملات الشرسة  بسبب صموده ومقاومته ، و العجيب أن بعض الجهات التي تدعي الدفاع عن القضية الفلسطينية  و معاداة اسرائيل ، تقف الى جانب الجماعات التكفيرية  ضد النظام في سوريا .

و تابع سماحته : في تصوري  أن ثمة اشخاصاً في اوساط  الجماعات التكفيرية  يتمتعون بفطرة سليمة و ان بالامكان التحاور معهم . و أن من ينبغي لهم القيام بهذا الحوار هم علماء الدين السنة . لأن علماء الدين في ايران  و علماء الدين الشيعة ليس بوسعهم القيام بهذه المهمة ، نظراً للحملات الدعائية و الاعلامية المعادية للجمهورية الاسلامية في ايران .

و في جانب آخر من كلمته ، أشار آية الله الاراكي الى  أن  وحدة الامة الاسلامية  و عزتها تحظى بأهمية كبرى ، لافتاً الى انه من الظلم أن يتصور البعض أن الجمهورية الاسلامية في ايران  تتحدث عن الوحدة  بدافع مصالحها و توسيع دائرة  نفوذها ، مضيفاً : ايران لديها نظام اسلامي  ، و هي تندفع بمواقفها و توجهاتها من منطلق الواجب الشرعي . و أن شعبنا يدفع ضريبة وقوفه الى جانب فلسطين و مناصرة المظلومين .

و شدد آية الله الاراكي  على أن مصلحة المسلمين تكمن في اتحادهم و وحدتهم ، موضحاً : أننا لا ندعو الى أن تكون حكومة اسلامية واحدة و حاكم واحد للعالم كلّه ، و على الرغم من ايماننا المبدئي بولاية الفقيه ، إلا أننا لا نسعى الى ذلك و نعتقد بأن من حق كل بلد و كل شعب أن يكون لديه نظامه الخاص به .

و لفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : لدى لقائي السفير السعودي كنت قد اقترحت عليه أولاً  بأن تتولى السعودية حمل لواء الوحدة . و ثانياً ، اذا كانت السعودية  تطمح الى أن يكون لها قوة و نفوذ في سوريا و اليمن و ... لابد لها من تغيير مواقفها والكف عن سياسة تغذية الاضطرابات والفوضى في هذه البلدان ، و اعتماد سياسة البناء و الاعمار بدلاً من ذلك .  
  
و في الختام أوضح آية الله الاراكي : أن الجمهورية الاسلامية في ايران صادقة في كل ما تقوله و تفعله من أجل الوحدة ، لأن  مصلحة العالم الاسلامي بأسره  تكمن في الوحدة . و لو توحدت  ثروات و موارد الدول الاسلامية  ، لشهد الجميع مدى التطور و التقدم الذي سيحظى به العالم الاسلامي  في مختلف المجالات لاسيما  الجانب العلمي.لافتاً سماحته الى أن تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، يهدف الى تحقيق الوحدة ، و ارساء اسس التقارب و التواصل الفكري بين البلدان الاسلامية .  

 
https://taghribnews.com/vdccxiqim2bq1o8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز