الشيخ حسن العصفور لـ " تنا " : إعدام الشبان الثلاثة اوقد الثورة من جديد في البحرين
تنا-بيروت
لم يكتفِ النظام في البحرين بما أقدم عليه من قمع للحريات ، واستهداف المرجعيات الدينية ، ومنع الصلاة في المساجد ، وحملات الإعتقال وسحب الجنسيات عن الكثير من أبناء الشعب، حتى تمادى به الحال ليقدم على إعدام ثلاث شبان معتقلين أبرياء .
شارک :
الشيخ حسن عصفور
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " عضو المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين ، الشيخ حسن عصفور ، الذي قال اننا تلقينا خبر اعدام الشبان الثلاث كالصاعقة على قلوبنا وقلوب المؤمنين والشعب بشكل عام. وآخر ما كنا نتوقعه هو أن يصل الحال الى هذا المستوى أن أناس لا يخضعون الى محاكمة عادلة وفي نفس الوقت يحكم عليهم بالإعدام وينفذ ، مشيرا الى أن الأمر المثير في الموضوع هو أن البحرين تحت حماية البريطانيين والأمريكيين والغرب الذي يتغنى بحقوق الإنسان ليلا نهارا وهم بمرأى ومسمع يرون أن هذا الإعدام هو خارج القانون .
وأضاف ، ان الحكومة التي تدعي انه لا احد فوق القانون قد تخطت القانون هنا واثارت غضب الشعب الذي لا يهدئ بهذه السهولة .
وردا على سؤال ، على ماذا يستند النظام البحريني كي يتمكن من الإستمرار بارتكاب هذه الأعمال الإجرامية ، قال الشيخ عصفور: لو ترك النظام في البحرين وحده هو والشعب لن تصل الأمور لما وصلت عليه ، معربا عن أسفه ان بريطانيا هي من تتولى موضوع الأمس في البحرين وهذا الأمر معروف وليس بجديد ، وايضا المال السعودي .
واضاف البحرين وبريطانيا تربطهم مصالح كثيرة جدا بما يرتبط بتواجد بريطانيا في الخليج (الفارسي) ، محملا المسؤولية الاولى في الاحداث الاخيرة المخابرات البريطانية والنظام السعودي الى جانب النظام البحريني الذي استفادة من دعم وحماية هذه الدول .
ولفت الشيخ عصفور الى أن النظام البحريني عليه أن يدرك أن استمراره بارتكاب هذه الجرائم يمكن أن يرتد عليه بعواقب وخيمة ، مؤكدا ان اعتماد الحكومة البحرينية على المظلة الغربية والاقليمية وعلى رأسها اسعودية وان هذه الغطاء سوف يحميه عن ارتدادات جرائمه ويغنيه عن شعبه فهو مخطأ لان ذلك سوف يضعف الحكومة ويوسع من الفجوة بين النظام والشعب ويفقد الحكومة هيبتها ويؤدي الى انفلات امني وقانوني كبير .
وحول أين يقف المجتمع الدولي مما يجري في البحرين ، أعرب عن أسفه أنه يقف متفرجا وينظر الى هذه الدماء البريئة التي تسفك ، وأشار الى انه تم التواصل مع الأمم المتحدة والكثير من المنظمات الدولية ولكنها غضت البصر بأن وزير الخارجية البريطاني رفض الإعدام ولكنه لم يدينه وحتى الإتحاد الأوروبي لم يدينه .
وقال نحن تقريبا منذ اكثر من سنتين وحتى من بداية الأزمة لا نعول على أحد غير الله ، ونحن ماضون على هذا الطريق الى أن يحقق الله سبحانه لنا ما وعدنا من الفرج والنصر .
وبالنسبة لموقف النخب العربية ، لفت الشيخ عصفور الى أنه منذ بداية مايسمى بالربيع العربي وخصوصا الأزمة السورية والوضع في العراق مع الأسف الشديد انه حتى المنظمات والأحزاب والجمعيات العربية والإسلامية التي كانت تستظل تحت ظل القومية أو العلمانية وغيرها ، لم نسمع لها صوت ، وهذا مع الأسف الشديد ينبئ بأن حال الوطن العربي والإسلامي يرثى له الى أبعد الحدود وهناك وضع خطير جدا.
وأما عن حكام الخليج (الفارسي) فهم الى أين ، قال : سوف يصلون الى درجة بأن هناك سوف تتسع الفجوة بين الحكومة والشعب لاسيما في البحرين بشكل أساسي ، فالفجوة تتسع يوما بعد يوم واتساعها سوف يؤدي الى مشكلة كبيرة ربما تكون لنا باب الفرج .
وردا على سؤال الى متى سيبقى العالم العربي والإسلامي يساير حكام الخليج (الفارسي) ويكتفي بالإدانات والبيانات ، قال الشيخ عصفور : ما دام العالم الإسلامي والعربي يعيش هذا التخدر من الفكر السعودي والوهابي والتضليل وانجراره وراء مسألة أن ما يجري في البحرين طائفي وما يجري في العراق واليمن طائفي، فهذا العالم سوف يبقى أعمى ، لافتا الى أنهم في اليمن ليسوا شيعة وفي شمال العراق ليسوا شيعة ولكنهم يحرفون الإعلام كما يشاؤون لذلك هنا يكمن دور الإعلام الذي يجب أن يكون دوره بناءً ويضيئ لهذا العالم المظلم.
وحول كيف سيكون رد الشعب البحريني هلى هذه الجريمة ، وهل سنشهد اعدامات أخرى ، قال لا أعتقد أن الدولة سوف تكرر هذا الأمر ، باعتبار أن البحرين بلد صغير ، وخصوصا مع ردة الفعل الموجودة الآن وحتى ردات الفعل الدولية . مشددا على ان يوم أمس ولدت الثورة من جديد .
وتابع عضو الجلس الإسلامي العلمائي في البحرين ، هناك فترات تمر بها الثورة بحالة هدوء وتتجه باتجاه الإصلاح والحل ، لكن مع الأسف الحكومة هي التي تنعر وتثير القضايا والمشاكل من جديد ، مؤكدا أن ما صنعته أمس حكومة البحرين أنها أوقدت الثورة من جديد ورسخت القناعة عند الناس بأن هذا النظام فاسد ، كما ترسخت القناعة حتى مع المراقبين بان هذا البلد نظامه يحتاج الى اصلاح .
