تاريخ النشر2014 27 August ساعة 15:28
رقم : 167405

انتصار المقاومة في غزّة يضع نتنياهو في مواجهة خصومه .. ويؤسّس لمواجهة أخطر

تنا - فلسطين المحتلة
ساعات قليلة مرّت على دخول اتّفاق وقف إطلاق النّار بين المقاومة الفلسطينيّة وكيان العدوّ حيّز التّنفيذ برعاية مصريّة ؛ وإذا بحدّة الإنتقادات الموجّهة إلى رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو تشتد .
انتصار المقاومة في غزّة يضع نتنياهو في مواجهة خصومه .. ويؤسّس لمواجهة أخطر

ساعات قليلة مرّت على دخول اتّفاق وقف إطلاق النّار بين المقاومة الفلسطينيّة وكيان العدوّ حيّز التّنفيذ برعاية مصريّة ؛ وإذا بحدّة الإنتقادات الموجّهة إلى رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو تشتد؛ فقالت صحيفة هآرتس: "نتنياهو أكثر من تحدّثوا بقوّة عن حركة حماس، لكنّه أنهى المواجهة وهو الأضعف أمامها، وكلّ ما أراده في نهاية الأمر هو وقف إطلاق النّار بأيّ ثمن"؛ وعلى قادة "تل أبيب" ـ وفق الصّحيفة ـ أن يستعدّوا للعمليّة المقبلة اعتباراً من اليوم.

أمّا صحيفة معاريف، فقالت :" إنّ غزة دفعت ثمناً عاليًا، لكنّ إسرائيل لم تنه الحرب ويدها هي العليا ، وهناك شكوك بأنّ الرّدع تجاه لاعبين آخرين قد باتت أقوى".

إذاعة الاحتلال العامّة  من جهتها كشفت النّقاب عن أنّ أربعة من أعضاء المجلس الوزاريّ المصغّر للشّؤون السّياسيّة والأمنيّة "الكابينيت" الثّمانية ، وهم: أفيغدور ليبرمان، ونفتالي بينت، وغلعاد أردان، ويتسحاق أهارونوفيتش يعارضون الإتّفاق الّذي أنجزته القاهرة.

وفيما قالت وزيرة القضاء الصّهيونيّة تسيبي ليفني :" كان يجب أن يتضمّن الإتّفاق مبادئ تجريد قطاع غزّة من السّلاح ، ومنع تعاظم الفصائل عسكريًّا، وإقامة آلية مراقبة ناجعة" ، فقد انتقد عدد من رؤساء البلديّات والمجالس الإستيطانيّة في محيط القطاع الإتّفاق؛ معربين عن خشيتهم من تجدّد القتال خلال الفترة المقبلة.

وزير السّياحة ـ من حزب إسرائيل بيتنا المتطرّف ـ عوزي لانداو، من ناحيته قال: " دخلت إسرائيل المعركة بتردّد ، وانجرّت وراء التّحرّكات القتاليّة ، وخلقت انطباعاً بأنّها تريد الهدوء بكلّ ثمن ، وكأنّها غير مستعدّة لخوض القتال ، وهو تصرّف يمسّ بقدرة الرّدع بشكل خطير ، ويلحق بنا ضرراً طويل الأمد".

وفي تطوّر لاحق أعلن رئيس مركز حزب الليكود داني دانون عن أنّ المركز في صدد عقد اجتماع له بعد نحو أسبوعين، وذلك لإجراء نقاش سياسيّ وأمنيّ بشأن نتائج العدوان على غزّة  في ضوء حالة الإرتباك والبلبلة الّتي تخيّم على الكيان.

ورأت زعيمة حزب ميرتس اليساريّ زاهافا غلؤون في نهاية حرب الجرف الصّامد الصّهيونيّة ضدّ قطاع غزّة "فشلًا استراتيجيًّا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو"؛ وقالت في حديث للإذاعة الصهيونيّة العامّة: "الهدنة وصلت في وقت متأخّر جداً، وشروطها تثبت بصورة نهائيّة أنّ عمليّة الجرف الصّامد هي فشل استراتيجي لنتنياهو، الّذي خرج إلى الحرب من دون أهداف، وأنهاها وهو يمنح حركة حماس إنجازاً على حساب سكان الجنوب..الآن اتّضح أنّ معاناة سكّان إسرائيل المستمرة لأسابيع، فُرضت عليهم من قبل حكومة غير مسؤولة، ومن دون أيّ تفكير سياسيّ، أو نظر للمدى البعيد، ومن دون أيّ نتائج".

وقد أزعج مشهد الإحتفالات في  قطاع غزّة والضّفّة الغربيّة الكيان الغاصب بمختلف مستوياته، السّياسيّة والإعلاميّة؛ ففي حديث للقناة الثّانية في تلفزيون العدوّ، قال رئيس جهاز الأمن العام "الشّاباك" السّابق داني ياتوم: " احتفلت حماس، وكذلك غزّة، لأنّه كان هناك الكثير في يد إسرائيل تستطيع فعله ولم تفعله...كان في الإمكان أن تكون نتائج المعركة غير الّتي شاهدنا؛ لكنّ ذلك لم يحدث".

وفي حديث للقناة العاشرة قال رئيس بلديّة عسقلان إيتمار شمعوني: "لماذا لا نتحدّث بصراحة، (حماس) تنظيم قوّي، ويستطيع أن يحتفل، وضعنا في أزمة، حماس امتلكت الصّواريخ، وحافظت عليها، وقاتلتنا من الأنفاق، وتسبّبت في إرباكنا، ولم نحقّق نصراً عليهم.. حماس هي من حدّد المعركة والتّهدئة..".

فيما علّقت القناة العاشرة على مشهد الإحتفال بالقول: "حماس احتفلت بنصر هي تراه، لأنّ إسرائيل لم تصل إلى سلاحها، ومقاتلوها قتلوا جنود النّخبة الإسرائيليّين في معارك طويلة، كما أنّهم أغلقوا أجواء إسرائيل، وأدخلوا المواطنين إلى الملاجئ، بالإضافة إلى أنّهم أحدثوا إرباكاً في أداء الحكومة والمجلس الوزاريّ المصغّر للشّؤون السّياسيّة والأمنيّة، (الكابينت)، خلال فترة الحرب".

فلسطينيًّا، أكّد الكاتب والمحلّل السّياسيّ الفلسطينيّ حسن عبدو أنّ ما سُجّل حتّى الآن من تباينات وخلافات داخل الكيان يعدّ مقدّمة فقط لما قد يحصل لاحقاً؛ وذلك مع الخوض في تفاصيل الخسارة الّتي منيت بها "تل أبيب".

وشدّد عبدو في حديث لمراسل "تنا" على أنّنا أمام انتصار مزدوج للمقاومة عسكريًّا وسياسيًّا ، موضحاً أنّ الإتّفاق استند على الورقة الّتي قدّمها الوفد الفلسطينيّ المفاوض الموحّد في القاهرة ، ولم يجر عليه أيّ تغيير ، الأمر الّذي يعتبر انجازاً؛ خاصّة وأنّ الإحتلال ظلّ يماطل على مدار أيّام طويلة  قبل أن يخضع ويقبل صاغراً بذلك.

 
https://taghribnews.com/vdccxmqsp2bqe08.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز