تاريخ النشر2010 12 October ساعة 10:54
رقم : 28101

شرق عربي إسلامي تقوده تركيا وايران وسوريا

تمارس الدولتان الجارتان (ايران وتركيا) عملية تداول السلطة بحضور شعبي لا شبيه له في الدول العربية المجاورة لهما مما وضعهما في طليعة إقليمنا العربي الإسلامي وهيأ لهما قيادته.
شرق عربي إسلامي تقوده تركيا وايران وسوريا
 وكالة انباء التقريب (تنا) : 
الشق العربي من العنوان نلخص الدور العربي فيه لسوريا وللمقاومات العربية والإسلامية كونها القوى الفاعلة فيه وبطبيعة الحال سوف يكون لهذه القوى العربية دورا أساسيا في صياغة الشرق العربي الإسلامي الجديد الذي هو الآن في طور التكوين , وما أراه , أن القيادة في هذا الشرق المترامي الأطراف ستكون من نصيب الدولتين المسلمتين الكبيرتين ايران وتركيا .

تمارس الدولتان الجارتان عملية تداول السلطة بحضور شعبي لا شبيه له في الدول العربية المجاورة لهما مما وضعهما في طليعة إقليمنا العربي الإسلامي وهيأ لهما قيادته . بغياب الجماهير الطوعي أو الإقصائي عن ساحاتها تسقط البلاد فريسة سهلة بيد الحاكم المطلق الممد لسلطته والمورث لها , فعندما يتم إقصاء الشعوب عن ساحات دولها يتم تلقائيا إقصاء دور تلك الدول من عملية بناء الإقليم وإدارته مهما عظمت الثروات أو المساحات أو كثرت أعداد السكان .

ترك تلهي السلطويين في معظم بلادنا العربية بمحاولات لا تتوقف من أجل الإبقاء على مقاليد الحكم في أيديهم فراغا سياسيا وأمنيا في منطقتهم الواسعة والخاضعة دائما لأطماع الغرباء فيها وأتاح هذا الفراغ وهذا التلهي قيام دولة لليهود في فلسطين وإحتلال أميركا والغرب لأفغانستان والعراق وأتاح لهؤلاء الطامعين الحضور العسكري الى ترابنا ومياهنا فجلبوا أساطيلهم الى بحارنا وخلجاننا وأقاموا قواعدهم فوق تراب أوطاننا .

ولأن الطبيعة تكره الفراغ ولأن الحاكم العربي في العموم ليس معنيا بملء الفراغ بل تركه شاغرا فملأه الغرباء بالإحتلال والإستيطان والهيمنة... الى أن ظهر على السطح قوى أخرى تحتكم لشعوبها وتنتمي لنفس المنطقة , قوى أصيلة فيها وتكوّن جزءا هاما من نسيجها ونتحدث هنا عن القوتين الناشئتين الإيرانية والتركية التي أخذت تتمدد داخل المكان الشاغر من الفراغ لتشغله وتطرد الغرباء منه كي تحل محلهم .

تمد إيران المسلمة وتركيا المسلمة غير العربيتين أياديها لجيرانهم المسلمين العرب من أجل المشاركة الفاعلة في بناء الإقليم وحراسة أمنه ومن أجل طرد الغزاة منه لأن "جحا أولى بلحم ثوره" ولا يبدو أن دولة عربية مجاورة التقطت إستراتيجية هذا الطرح وفهمت الرسالة كما إلتقطتها وفهمتها سوريا التي لم تتوقف يوما عن التقارب مع ايران منذ إنطلاق ثورتها الإسلامية في العام ١٩٧٩ الى أن أرست معها تحالفا إستراتيجيا حقق لها نجاحات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية وفي الخمسة عشر عاما الأخيرة تنبهت سوريا لأهمية الدور التركي فسارعت الى توثيق العلاقات مع تركيا المحاددة لها شمالا.

هل تلتحق دولنا العربية الأخرى بالدور الإقليمي الإستقلالي والقيادي الذي تلعبه اليوم كل من إيران وتركيا وسوريا أم انها ما زالت تحتاج لامتلاك قرارا مستقلا يؤهلها لفعل ذلك وهل حق فيهم القول "فاقد الشيء لا يعطيه" ؟ والقول بأن الذي ما زال يتلهى بالأستئثار بالسلطة وبإدامتها لا يمكنه أن يرى الأمور الأخرى التي تدور حوله مهما عظم حجمها وكبر شأنها.
بقلم: عمر عبد الهادي

https://taghribnews.com/vdcdff0x.yt0jz6242y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز