التلاقح الفكري بين المذاهب الاسلامية مدعاة للتقارب و الانسجام
تنا خاص
آخوند امان كلدي حنفي : التفاهم و الحوار بين اتباع المذاهب الاسلامية مدعاة للتقارب و الانسجام بين ابناء الامة الواحدة ، ذلك ان التلاقي حول القواسم المشتركة يقود الى التناغم و الانسجام على الصعيد الفكري و الاجتماعي و الاخلاقي.
شارک :
أوضح ذلك امام جمعة "خواجه نفس " في حواره مع مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) ، مضيفاً : لاشك أن ارساء اسس التواصل و التفاهم و الحوار يساعد الى حد كبير في بلورة و تنامي التقارب في الافكار و الآراء ، و بالتالي اتاحة الفرصة للآخرين للاطلاع و التعرف على المباني الفكرية و الاخلاقية لما تؤمن به ، في ذات الوقت الذي تتعرف فيه على افكار و آراء المذاهب و الثقافات الأخرى .
و اضاف امام الجمعة لأبناء السنة في مدينة "خواجه نفس " : الحوار و تلاقح الافكار يساعدنا في التعرف أكثر على الاواصر و القواسم المشتركة ، و في الوقت نفسه الحد من مواضع التنافر والاختلاف الى اقصى حد ممكن .
و لفت مدير الحوزة الدينية الحنفية في "خواجه نفس" ، الى أن تقارب المذاهب الاسلامية و تمسكها بالوفاق الجمعي ، و حرصها على توحيد الآراء و وجهات النظر ازاء المباني و الاصول ، يعد من بركات التفاهم و تلاقح الافكار ، مضيفاً : أن القبول بالتعدد القومي و التنوع الثقافي ، مدعاة لارساء و تعزيز التعايش السلمي و توحيد المواقف ، و ترسيخ اسس التلاقي و التحاور و التعاون ، و بالتالي الابتعاد عن المواضع المثيرة للخلافات و التفرقة .
و استطرد امام جمعة "خواجه نفس " : أن بالامكان تحقيق رؤية فكرية واعية و منسجمة ، و بالتالي تكريس التعايش و التناغم و الانسجام ، نظراً لما يتمتع به الفكر الاسلامي من قوة و شمولية ، و استعداد المذاهب و الطوائف للتقارب و التلاقي و التفاهم المتبادل . علماً ان المصلحين الاجتماعيين كثيراً ما يؤكدون على ذلك و يعتبرونه يصب لصالح المجتمعات الاسلامية .
و يؤمن آخوند حنفي ، بأن توثيق المشاركة ،و تعزيز التعاون ، و ارساء السلام ، و محورية القيم و الاخلاق ، و الثقة المتبادلة ، و الحلم و ضبط النفس ، و اجتناب التنازع و التناحر و محاولة التمييز ، كل ذلك يضطلع بدور هام في تعزيز التعايش و التناغم و الانسجام .
و في جانب آخر من حواره لفت امام الجمعة و الجماعة بالمسجد الجامع في "خواجه نفس " ، الى محاولات الاعلام المعادي في بث الرعب و التخويف من الاسلام على الصعيد العالمي ، موضحاً : يحاول الاستكبار العالمي و اعوانه بكل الوسائل و السبل تهويل المخاطر و التهديدات لتخويف الشعوب الغربية و ارعابها من نفوذ الاسلام و انتشاره ، و محاولة تصوير الاسلام بمثابة العدو المشترك للغرب باسره .
و خلص آخوند امان كلدي حنفي للقول : لابد للامة الاسلامية من التعرف على عدوها المشترك ، و الوقوف على أحابيله و مخططاته التي تستهدف الاسلام و المسلمين على حد سواء ، و بالتالي الحرص على تقاربها و تكاتفها و تعاضدها من خلال التأكيد على أوجه اشتراكها و نقاط قوتها ، و نبذها و استنكارها لمحاولات إثارة الخلافات المذهبية و النعرات الطائفية . و لا يخفى أن العالم الاسلامي اليوم بأمس الحاجة الى توثيق و ترسيخ الاواصر التاريخية و الدينية و الثقافية ، و توحيد الرؤية الفكرية و السياسية ، و التصدي بحزم لمحاولات الاعلام المعادي و احباط مخططاته الاعداء و دحر دسائسهم و مؤامراتهم .