تاريخ النشر2017 8 January ساعة 11:06
رقم : 256101

​د جمال واكيم لـ " تنا " : العمليات اﻹرهابية في تركيا ترتبط بتغلغل هذه الجماعات بجهاز الدولة التركية والمجتمع

تنا-بيروت
بعد أن لعبت تركيا منذ سنوات الدور الرئيسي في رعاية التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ، وبعد رهانها على الإرهاب في تحقيق أحلامها فشلت في مسعاها وبدأت تتراجع فوجدت نفسها ملزمة بالتحول من دور الحاضن للإرهاب ضد سورية الى مكافح للتنظيمات الإرهابية ما أغضب تلك التنظيمات ، فكان لا بد لهذا الغضب أن ينفجر بعمليات ارهابية.
​د جمال واكيم لـ " تنا " : العمليات اﻹرهابية في تركيا ترتبط بتغلغل هذه الجماعات بجهاز الدولة التركية والمجتمع
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " الدكتور جمال واكيم الأستاذ في العلاقات الدولية ، حول الأسباب وراء تزايد الهجمات الإرهابية في تركيا ، فقال أن هناك عدة أسباب للهجمات التي تحصل الآن في تركيا ، وهو رهان تركيا على الجماعات المتشددة التي تتخذ من الاسلام وسيلة لتبرير اعمالها الارهابية والمدعومة من قبل الامريكيين والسعودية امثال "داعش" و "جبهة النصرة " و "جيش الفتح" لتغيير الوضع السياسي في سوريا والعراق . 

و لكن يرى واكيم ان احلام اردوغان خابت من الوعود الامريكية ومن الرهان على مشاريعها ، وتنبهت الى خطر يتهدد أمنها القومي حينما قامت الولايات المتحدة بالرهان على اﻷكراد، فهذا كان العامل اﻷساسي الذي جعل تركيا وتحديدا اردوغان في ان يعيد حساباته بالنسبة للعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية واﻹتجاه الى روسيا مشيرا الى أن اندفاعه نحو الروس لعله ابتزاز للولايات المتحدة ليعيد قوة العلاقة بينهم في حين انهم كانوا قد دعموا محاولة اﻹنقلاب ضد أردوغان لكنها لم تنجح.

وأشار الى أن العمليات اﻹرهابية التي تحصل في تركيا حاليا ترتبط بتغلغل هذه الجماعات بجهاز الدولة التركي وبالمجتمع التركي ﻷنها كانت قد تلقت رعاية من حزب العدالة والتنمية على مدى عقد من الزمن وليس من السهل مكافحتها اﻵن بعد ان تغلغلت بقوة في المجتمع التركي.

ولفت واكيم، الى أن هذه العمليات اﻹرهابية تأتي لزعزعة اﻹستقرار في تركيا في الوقت الذي تحاول اﻹقتراب من ايران وروسيا لذا فهذه الجماعات لا تعمل بمعزل عن دوائر استخباراتية غربية وأميركية بالدرجة اﻷولى فبالتالي ستشهد مزيدا من هذه الهجمات في تركيا .

وحول تداعيات الهجوم اﻻرهابي اﻷخير الذي حصل في اسطنبول وفي اي اطار يمكن أن يوضع، اعتبر أن هجوم اسطنبول جاء في احتفال رأس السنة ، وهو ضربة للقطاع السياحي التركي ، فتركيا التي باتت تعتمد بدرجة كبيرة على السياحة للتعويض عن خسائرها بالقطاعات اﻹقتصادية الكبرى أصبحت بحاجة ﻹعتماد على قطاع السياحة ، لافتا الى أن هذا الهجوم اﻹرهابي على مكان يعج بنخبة من المجتمع رسالة بأن هذه النخبة ليست بمعزل عن منال اﻹرهاب ، والواضح أننا سنشهد مزيدا من اﻷحداث في تركيا.

وحول خيارات انقرة الجديدة بعد الهجوم اﻷخير لاسيما وأنه يتزامن مع خياراتها الجديدة في سوريا ، قال واكيم : ان هذا الهجوم يأتي في سياق الوقت الذي تعيد فيه تركيا حساباتها بالنسبة للملف السوري ، لافتا الى أنه لولا التعاون التركي الروسي لما تحررت حلب بهذه السرعة ، لذا فإن العملية اﻹرهابية أتت كعقاب للمواقف التركية الجديد.

وحول مستقبل الوضع اﻷمني في تركيا ، وتأثير تكرار الهجمات على علاقاتها الخارجية ، اعتبر ان لا استقرار فيها ، لافتا الى انه بالنسبة لعلاقاتها الخارجية فهناك دعم روسي وايراني ، ومن الواضح أن الدعم الروسي علني وان الدعم اﻹيراني ضمني اكثر ، اﻻّ أن هناك علاقات وثيقة بين ايران وتركيا حتى بعز الخلاف بينهم حول الملف السوري ، مشيرا الى أنه من الأساس كان هناك تراجع في العلاقات التركية الأميركية ،لذا فإن على تركيا إما تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة واﻹبتعاد عن روسيا وإيران وإما يقومون بانقلاب ثان ضد اردوغان .

وأما عن الإنعطافة التركية الجديدة ، قال واكيم انها مناورة ، لأنه بالنسبة لأردوغان فإن عليه أن يلعب دور أساسي أو محوري عند الولايات المتحدة لكنه عندما فقد هذا الدور التجأ الى روسيا وايران وهو في حساباته أنه اذا عزز علاقاته مع روسيا وايران سيجعل الولايات المتحدة تقوم بمراضاته ، لكن ذلك لم يحدث لأن الولايات المتحدة لديها الكثير من الأوراق في تركيا للعبها ، مما قد يطيح بأردوغان إذا تجاوز حدود معينة معهم ، لذا فإن الإنعطافة التركية الجدية هي محاولة لأردوغان لإستعادة كسب الولايات المتحدة الأميركية .

وحول حدود تركيا في سوريا ، أشار الى أن المشروع الأساسي كان في أن تتحول سوريا الى بوابة عبور لتركيا الى العالم العربي لكن ذلك انتهى ، وبالنسبة لها حدودها هي في المنطقة التي سيطرت عليها والتي حاول العمل على توسيعها في شمال سوريا من أجل تأمين منطقة شرف الأناضول ومنع تمدد كردي باتجاه البحر المتوسط.
 
 
 
 
https://taghribnews.com/vdce7p8wzjh8nzi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز