تاريخ النشر2016 27 October ساعة 10:03
رقم : 248858
في ذكری استشهاد الامام زين العابدين

قبسات من سيرة الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (ع)

تنا
الإمام زين العابدين (ع) هو أكبر أولاد الإمام الحسين (ع) و بذلك يكون حفيداً للنبي محمد (ص). أمه السيدة شهر بانو. الإمام زين العابدين هو الإمام الرابع من الأئمة الإثنا عشر. أشهر ألقابه السجاد و زين العابدين لأنه كان يُعرف بطول سجوده و عبادته لله سبحانه و تعالى. كُنيتُهُ أبو الحسن.
قبسات من سيرة  الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (ع)
وُلد الإمام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما السلام في الخامس من شعبان في السنة ٣٨ للهجرة في المدينة المنورة . عايش الإمام السجاد (ع) عصور إمامة جده الإمام علي ابن أبي طالب (ع) سنتين و إمامة عمه الإمام الحسن (ع) عشر سنوات و إمامة والده الإمام الحسين (ع) إحدى عشر سنة. و قد عاش بعد شهادة والده أربع و ثلاثين سنة.

الإمام زين العابدين (ع) لم يكن بامكانه أن يُقاتل إلى جانب والده في كربلاء في يوم عاشوراء بسبب مرض شديد حل به و منعه عن المشاركة في القتال. لما قتل جنود يزيد اثنين من أبناء الإمام الحسين (ع) و الذَين كان اسمهما علي أي علي الأكبر و علي الأصغر كانوا مُقتنعين أنهم قتلوا الإمام الذي كان سيأتي بعد الإمام الحسين (ع). و كان ذلك مما زاد في دهشة يزيد لما رأى الإمام السجاد علي ابن الحسين (ع) بين الأسرى الذين جيئ بهم من كربلاء.
عندما رآه يزيد أراد قتله فورأً من خوفه و لكن عمته زينب بنت الإمام علي ابن أبي طالب (ع) حالت بينهم و بينه. كل ذلك و المرض الذي كان ما زال يعاني منه الإمام جعلا يزيد يتجنب الفضيحة و أعرض عن قتله.

و في ذلك الموقف وقف الإمام علي ابن الحسين (ع) متحدياً و قال يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات ‏للَّه فيهن رضا و لهؤلاء الجلساء فيهن أجر و ثواب، فأبى يزيد عليه ‏ذلك فقال الناس ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع‏منه شيئاً فقال إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي ‏سفيان فقيل له و ما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل ‏بيت قد زقوا العلم زقاً. فلم يزالوا به حتى أذن له.

فصعد الإمام زين العابدين (ع) المنبر فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون و أوجل منهاالقلوب ثم قال أيها الناس أعطينا ستاً و فضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين ‏و فضلنا بأن منا النبي المختار محمداً و منا الصديق و منا الطيار و منا أسد اللَّه و أسد رسوله و منا سبطا هذه الأمة من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي.

أيها الناس أنا ابن مكة و منى أنا ابن زمزم و الصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا أنا ابن خير من ‏ائتزر و ارتدى أنا ابن خير من انتعل و احتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج و لبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من ‏بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قاب َ‏قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‏ أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه‏ الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى.

 أنا ابن علي المرتضى أنا ابن ‏من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا اللَّه أنا ابن من ضرب بين ‏يدي رسول اللَّه سيفين و طعن برمحين و هاجر الهجرتين و بايع ‏البيعتين و قاتل ببدر و حنين و لم يكفر باللَّه طرفة عين أنا ابن صالح ‏المؤمنين و وارث النبيين و قامع الملحدين و يعسوب المسلمين ونور المجاهدين و زين العابدين و تاج البكاءين و أصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين و الناكثين و القاسطين و المجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين و أول من أجاب و استجاب للَّه ولرسوله من المؤمنين و أول السابقين و قاصم المعتدين و مبيد المشركين و سهم من مرامي اللَّه على المنافقين و لسان حكمة العابدين و ناصر دين اللَّه و ولي أمر اللَّه و بستان حكمة اللَّه و عيبة علمه ‏سمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام ‏مهذب قوام قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب أربطهم عنانا و أثبتهم‏ جنانا و أمضاهم عزيمة و أشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم في‏ الحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى و يذروهم‏ فيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز و كبش العراق مكي مدني خيفي‏ عقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها و من الوغى ‏ليثها وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين ذاك جدي‏ علي بن أبي طالب.

ثم قال: أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء، أنا ابن خديجة الكبرى

أنا ابن المقتول ظلماً

أنا ابن محزوز الرأس من القفا

أنا ابن العطشان حتى قضى

أنا ابن طريح كربلاء

أنا ابن مسلوب العمامة والرداء

أنا ابن من بكت عليه ملائكة السماء

أنا ابن من ناحت عليه الجن في الأرض والطير في الهواء

أنا ابن من رأسه على السنان يهدى

أنا ابن من حرمه من العراق إلى الشام تسبى

فلم يزل يقول: أنا، أنا، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب، وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر يزيد المؤذن مع أنه لم يكن وقت الصلاة فقطع عليه الكلام.

فلما قال المؤذن: اللَّه أكبر

قال علي بن الحسين: لا شيء أكبر من اللَّه، كبرت كبيراً لا يقاس

فلما قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا اللَّه

قال علي بن الحسين: شهد بها شعري وبشري وعظمي ولحمي ودمي

فلما قال المؤذن: أشهد أن محمداً رسول الله

إلتفت من فوق المنبر إلى يزيد وقال: محمداً هذا جدي أم جدك يا يزيد؟

فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن قلت: إنه جدي فلم قتلت عترته؟

فنزل زين العابدين من المنبر، هذا وقد تفرق من كان في المسجد، والتفوا حول الإمام زين العابدين.
ولما خشي يزيد الفتنة وانقلاب الأمر، عجل بإخراج الإمام زين العابدين والعيال من الشام إلى وطنهم ومقرهم.

 خلَفَ الإمام زين العابدين في إمامته الإمام محمد الباقر (ع). اسنُشهد الإمام زين العابدين في المدينة في الخامس و العشرين من شهر محرم للسنة الخامسة و التسعين للهجرة أو حسب روايات أُخرى في الثاني عشر من شهر محرم عن عمر يناهز السبعة و الخمسين عاماً حيث سمّه هشام بن عبد الملك بأمر الوليد بن عبد الملك. و دُفن في جنة اليقيع إلى جانب عمه الإمام الحسن (ع). أمضى الإمام زين العابدين (ع) وقتاً طويلاً من إمامته التي استمرت أربع و ثلاثون سنة في سجون الحكام  الأمويين.

من أشهر ما ورد عن الإمام علي ابن الحسين السجاد (ع) كانت رسالة الحقوق و الصحيفة السجادية و التي جُمع فيها الكثير من أدعية الإمام علي ابن الحسين (ع) لا سيما و أن أدعيته تُعد مدرسة بحد ذاتها في كل المجالات و كانت السلاح الأساسي الذي اعتمد عليه الإمام السجاد (ع) لنشر أفكاره و دعوته و كان يقض بهذه الأدعية مضاجع الظالمين.

و كان أشهر ما عُرف به الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (ع) الكم الهائل من العلوم في كل المجالات فكان و مازال نبعاً عظيماً لا ينضب يبهر الععقول و يحير رواد العلم بغزارته و فاعليته و الفائدة العظيمة لكل متعطش للعلوم. كما شُهر الإمام علي ابن الحسين (ع) بالكرم الشديد و هو الذي كان يدور على المحتاجين والفقراء في عمق الليل و هو ملثم لا يعرفه أحد. و بقي الأمر كذلك حتى استشهد و عندها عرف الناس ذلك.و لعل ما حصل مع الفرزدق من تحديه لسلطان عصره ما يشير إلى عظيم تأثير الإمام زين العابدين (ع) في النفوس تأثيراً سامياً.فقد قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته وقد كان معهم الشاعر الفرزدق وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنه ولم يفسح له المجال للطواف فجلب له متكأ ينتظر دوره وعندما قدم الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع) انشقت له صفوف الناس حتى أدرك الحجر الأسود فثارت حفيظة هشام بن عبد الملك ولما سأله أحد مرافقيه من أهل الشام عن هوية ذلك الشخص أجابه هشام أنه لا يعرفه مع أنه كان يعرفه جيداً و لكن خشي أن ينبهر به أهل الشام فلم يتمالك الشاعر الفرزدق من كتم تبجيله واحترامه للإمام السجاد (ع) فقام مرتجلاً أمام هشام بن عبد الملك قصيدته المشهورة متحدياً قائلاً:

يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم                 عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا
هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته                والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم
‏هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم                 هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم‏
هــــذا الـــذي أحمد المختار والده                  صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم
‏لو يعــلم الركن من قد جاء يلثمه                  لخر يلثــــم منــــه مـوطــئ الـــــقدم‏
هــــذا عــــلي رســــول الله والده                 أمســــت بــــنور هــداه تهتدي الأمم‏
هــــذا ابــن فاطمة إن كنت جاهله                 بجــــده أنبــــياء الله قــــد خــــتــموا
.....(إلى آخر القصيدة).....
https://taghribnews.com/vdcenv8wvjh8evi.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز