تاريخ النشر2014 20 September ساعة 12:43
رقم : 169325
آية الله الاراكي: -

نصر المسلمين يكمن في تأسيس الامة الاسلامية الواحدة

تنـا - طهران
اكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية على اهمية دور علماء المسلمين في مواجهة التحديات التي تعصف بالعالم الاسلامي اليوم.
نصر المسلمين يكمن في تأسيس الامة الاسلامية الواحدة
واشار اية الله الشيخ محسن الاراكي، في كلمته التي القاها قبل خطبة الجمعة بجامعة طهران، الى "مؤتمر علماء المسلمين لدعم المقاومة الفلسطينية"، الذي عقد الاسبوع الماضي من قبل المجمع العالمي للتقريب، بمشاركة جمع غفير من الشخصيات الدينية والثقافية والسياسية التي مثلت عشرات الدول الاسلامية والعربية؛ لافتا الى ان اهم القرارت التي خرج بها المؤتمرون هو تشكيل الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، ليحمل على عاتقه قسما كبيرا من مسوؤلية الدفاع عن القضية الفلسطينية وذلك بتوحيد الصف الاسلامي وتوجيه بوصلة الصراع نحو الاتجاه الصحيح وهو مقارعة الاستكبار العالمي والعدو الصهيوني المحتل.

وشدد اية الله الاراكي على ان فكرة تشكيل الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة منبثقة من التعاليم الاسلامية والقرآنية، التي تدعو المسلمين الى التماسك والوحدة والالتزام بالهوية الاسلامية بغية تاسيس "المجمتمع الايماني" والاسلامي المنشود.

واوضح سماحته، ان من اهم الخصائص والميزات التي ينفرد بها المجتمع الايماني عن باقي المجتمعات الانسانية، هو ان يكون الافضل مقارنة بباقي المجتمعات، وان يكون المنتصر الدائم في حربه ضد الاعداء. وذلك باستناد النص القراني الصريح والوعد الالهي حيث قوله تعالى "ان حزب الله هم الغالبون".

واكد اية الله الاراكي، ان من الشروط الاساسية التي ينبغي للمجتمع الايماني (الاسلامي) ان يلتزم بها هو قبول الولاية المتمثلة بطاعة الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام)؛ مشيرا الى "النماذج المثالية للمجمتعات الايمانية في عصرنا الحاضر والتي تجسدت في تضحية الشعب
الايراني ابان انتصار الثورة الاسلامية، وفترة الحرب العراقية المفروضة، وايضا المقاومة الاسلامية في كل من جنوب لبنان وغزة ضد العدو الاسرائيلي الغاصب".

في سياق متصل، شدد سماحة الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، على ان المجتمع الايماني لايقبل الذل ابدا وهو في اعلى قمم العزة لأنه لايطب العزة الا من الله؛ خلافا للمجتمعات التي اسست على النفاق والمكر فهي تطلب العزة من الطاغوت والكفر وبذلك محكومة بالرضوخ لاوامرهم. كما يُشاهَد اليوم في العديد من دول المنطقة التي تظن بأن التبعية للولايات المتحدة والغرب يضمن لها العزة والكرامة لكن العكس صحيح".

واستدل آية الله الاراكي في هذا الجانب من حديثه، بآيات من الذكر الحكيم حيث الاشارة والتاكيد على الاقوام التي اعزّها الله تعالى في بادئ الأمر، لكن مصيرها كان الذل لانها انحرفت عن مسارها الصحيح وفضلت طاعة الطاغوت على طاعة الله.

الى ذلك قال سماحته، بأن الوحدة هي اهم ميّزة للمجتمعات الاسلامية والايمانية؛ مؤكدا ان من بوادر اتمام النعمة الالهية على المجتمعات الاسلامية هو ان تنعم تلك المجتمعات بالوحدة والاعتصام بحبل الله المتين والتمسك بولاية رسوله الكريم (ص) ؛ مشددا بقوله ان المجتمعات الايمانية، وبتاكيد القران الكريم، لاينبغي ان تتخاصم فيمابينها، خلافا للمجتمعات الانسانية التي بنيت على اساس الكفر والنفاق؛ فهي تعاني من التشرذم والفرقة جراء الصراعات والتناحرات بين مكوناتها.

في سياق متصل، اذ اكد الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية، ان الجمهورية الاسلامية الايراني تجسد المثل الاعلى للمجتمع الايماني المنشود في عصرنا الحاضر، اعرب عن اسفه لما يعانيه العالم الاسلامي اليوم من صراعات داخلية ادت الى حرمانه من النعم الوفيرة التي انعم الله على بلدانه، حيث الثروات النفطية والنسمة الانسانية
الكبيرة التي تتكون من مليار و٧٠٠ انسان مسلم على وجه الكرة الارضية، لكنها تنصاع للغرب بسبب خلافاتها التي غرسها الاستعمار بين اطيافها لتسهيل السيطرة عليها.

الى ذلك، تساءل سماحته قائلا "لماذا نرى اليوم ان ابشع المجازر بحق الانسانية ترتكب في الدول الاسلامية وذلك على ايدي الصهاينة الذين لايبلع عددهم الـ ٣ او ٤ مليون شخص، لكنهم استطاعوا مع ذلك، ان يخرجوا شعبا باكمله من ديار ابائه، وقتلوا المئات من الاطفال والنساء واستولوا على ثرواته الاقتصادية؛ وذلك امام اعين المجتمع الدولي الذي بات يشاهد دون ان يحرك ساكنا لوقف العدو الصهيوني عند حده".

كما اشار الى الوضع الراهن في سوريا والعراق وافغانستان، وليبيا والشمال الافريقي وتونس وغيرها من البلدان الاسلامية التي تعيش ظروفا قاسية جراء المجازر التي تمارس على ايدي الجماعات الارهابية والتكفيرية؛ من قتل الابرياء وهدم المساجد وقبور الاولياء الصالحين باسم الدين الاسلامي؛ متسائلا بقوله : لماذا اصبح مصير العالم الاسلامي مأساويا الى هذا الحد ؟! ولماذا سلبت الدول الاسلامية امنها واستقراراها وتراجع النمو الاقتصادي في مجتمعاتنا رغم امتلاكنا لنبض الطاقة وشريان الحياة؟!؛ مؤكدا سماحته، ان السبب لكل هذه المأساة التي يعيشها العالم الاسلامي اليوم يكمن في ابتعاد المسلمين عن الوحدة وروح الاخوة، وعدم التزامهم بتعاليم القران الكريم التي تحث على الاخوة التآلف بين شرائح مجتمعاتنا.

وجدد اية الله الاراكي القول بأن ايران وبفضل الثورة الاسلامية الدول الاسلامية اصبحت الدولة الوحيدة التي استطاعت ان تكسر طوق الذلّ والهزيمة امام الاستعمار الغربي، لتصبح الدولة العزيزة وفق التعريف القراني والاسلامي.

وخلص الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية، الى ان المسلمين اذا وجهوا جهودهم صوب تاسيس الامة الاسلامية الواحدة سيكون النصر من نصيبهم قطعا؛ مشيرا الى ان المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ايران كرس كافة امكانياته وطاقاته، واضعا تعاليم القران الكريم والرسول الاعظم (ص) والعترة الطاهرة، كأهم المحاور لتحقيق هذا الهدف العظيم.

رابط الصور
https://taghribnews.com/vdcf01dytw6dvma.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز