تاريخ النشر2017 11 May ساعة 16:42
رقم : 267795

د. طالب ابراهيم لـ " تنا " : مناطق "تخفيف التصعيد" شلل للإرهابيين وداعميهم وانتصار لمحور سوريا

تنا-بيروت
في خطوة تُعتبر مهمة بالنسبة للأزمة السورية وإمكان اتجاه الأمور نحو الحل السياسي، وقّعت روسيا وإيران وتركيا مذكّرة تنص على إقامة "مناطق لتخفيف التصعيد" في سوريا بناءً على خطة روسية سعياً لتعزيز وقف إطلاق النار.
طالب ابراهيم
طالب ابراهيم
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " الخبير الإستراتيجي السوري الدكتور طالب ابراهيم ،حول ما إذا كان سيصمد اتفاق المناطق الأربعة ، الذي قال : إنه لا شك في أننا لو أخذنا الظروف التي ولد فيها هذا المشروع ، والذي حددت الخرائط بالإتفاق بين روسيا وإيران وتركيا لأربعة مناطق حيث يتواجد فيها خليط من الفصائل المسلحة ، وكانت قد استخدمت هذه الطبيعة المتعددة للفصائل كسلاح بيد الدول المشغلة والداعمة للإرهاب بتقديمها على انها فصائل معتدلة ، ولذلك حمت وغطت جبهة النصرة طيلة أكثر من أربع سنوات ونصف ان كان في إدلب أو الريف الشمالي لحماه أو حلب .

لذا فإن هذا الإتفاق الذي يعبر ويعكس التفاهمات التي ايضا حصلت بسبب الحقائق الموضوعية التي ارتسمت في الميدان السوري والتي تعبر عن اختلال في موازين القوى لصالح الدولة السورية وحلفائها والإنجازات والإنتصارات التي استندت على ركيزتين أساسيتين وهو تقوي البنية القتالية والقدرة القتالية لهذه الفصائل الإرهابية لاسيما داعش وجبهة النصرة ، والأمر الثاني تقليص المساحة الجغرافية وتحويلها الى بؤر مشلولة ومطوقة وميتة .

وأضاف أن هذا يعني بالمنطق العسكري والعلمي بأن هذه المواجهة التي استمرت لحوالي ست سنوات وأكثر انتهت بانتصار هذا المحور المقاوم من خلال التضحيات والصمود الأسطوري الذي قدمه أبطال الجيش العربي السوري والحلفاء ولذلك ، فإن هذا الإتفاق سيصمد لأن المذكرة التي وقعت عليها الدول الضامنة تحولت الى وثيقة أممية وأصبحت موجودة في الأمم المتحدة وكان هناك تأييدا ودعما من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية إن كان قبل الوصول والإعلان عن هذه المذكرة وإن كان بعد هذه المذكرة .

ولفت د. ابراهيم الى أن كل ما يمكن أن يحدث هو محاولة لتمظهر هذا الإتفاق بالشكل الذي يحفظ ماء وجه الجميع ويحفظ لأمريكا هيبتها كدولة عظمى . وأنها وبالتعاون والتنسيق مع روسيا سيعملون على حل القضايا الإقليمية وبالإسراع للإعلان عن مؤتمر جنيف في الثالث عشر من شهر أيار الحالي ، ما هو إلاّ من تجليات هذا الاتفاق الذي هو انعكاس لهذه الإنتصارات .

وتابع ان اتفاق الأستانا سيصمد ومناطق " تخفيف حدة التوتر" الأربعة ستكون بمثابة منطقة تعيد الأمن والإستقرار والحياة الطبيعية الى المواطنين من خلال تكريس هذا الإتفاق بإلقاء السلاح أو تحويله من قبل هذه الفصائل الموقعة على هذا الإتفاق لمواجهة الإرهاب .

وحول أين الردع الصهيوني من هذا الإتفاق ، اعتبر ابراهيم ،  أن العدو الصهيوني ليس غائبا فأمريكا دائما تتحدث وتقدم كل السيناريوهات التي تضمن لهذا الكيان الصهيوني ما خسره في هذه الحرب ، مشيرا الى ان ما يحدث في الجنوب السوري هو في الحقيقة تطبيق للرسالة الإسرائيلية التي قدمتها الى الأمريكيين بانه لا يمكن لإسرائيل أن تتحمل إحلال او ملئ الفراغ الذي يحدثه خروج المسلحين مهزومين في الجولان والقنيطرة ، وأن يكون البديل هو المقاومة اللبنانية والوجود الإيراني في الجولان .

ولفت الى أن كل ما يحدث حاليا من تصعيد وتهويل هو ربما لتسخين الوضع وبالتالي تشكيل رأي عام لدعوة مجلس الأمن للإنعقاد واستصدار قرار يقضي بإخراج كل القوى الأجنبية لكي يتم تجنيب سورية صراعا عالميا أو إقيليميا وبالتالي للوصول الى حل سياسي .من هنا يتم إرضاء إسرائيل وإشباع هواجسها وخوفها من أن تكون الجولان والقنيطرة هي ساحة للمقاومة اللبنانية وحلفائها الآخرين .

وبالنسبة للحشود العسكرية في الجنوب السوري ، أشار ابراهيم ، الى ان الحشود العسكرية هي في الحقيقة مناورات روتينية تحدث كل عام ولكن أرادوا لهذه المناورة في هذا العام أن يستثمروها ويوظفوها سياسيا وبشكل اساسي لتحقيق الهدف الإسرائيلي .

ورأى أن خطاب الناطق باسم الحكومة الأردنية وبعض التصريحات للأُخٌر تقديم صور لهذه الحشودات وكأنها فوق المألوف، هذا التهويل لن يتعدى هذه الإستعراضات للقوة وهي تاتي في سياق هذه المناورة ولكن تريد أمريكا أن تحقق بعضا من هذه الأهداف لأن هذه المنطقة في الحقيقة هي من ضمن المناطق الأربع وبالتالي محظور ليس على القوى البرية بل أيضا على طيران التحالف أن يحلق في هذه المناطق فكيف بالقوات البرية أن تخترق دون التنسيق مع الحكومة السورية . وكل ذلك يأتي في سياق التهويل والتصعيد لتحقيق بعض الأهداف والأغراض السياسية ، ولكن نحن لا نسقط من حساباتنا إمكانية المغامرة.

وأشار الخبير الإستراتيجي الى أن الدولة السورية وحلفائها في الحقيقة يتحركون وفق استراتيجية محددة وثابتة ، وتم وضع الخطط القائمة على تقدير لكل المراحل السابقة والراهنة وبالتالي هناك إسقاط لكل هذه الذرائع وتحقيق نقاط عديدة وقوية على الخصوم ووصلت هذه المواجهة الى هذه المرحلة التي اكاد أن أقول بأنها انتصار كبير لحلفاء سورية وهزيمة لهذا المشروع .

وحول ضمن أي عنوان يمكننا تصنيف خطوة دخول مناطق جديدة الى جدول المصالحات والتي كان آخرها البدء في حي برزة في دمشق، قال : ان ذلك يندرج تحت ثلاثة عناوين ، الأول أنه عزز أمن العاصمة دمشق واستقرارها وهذا هو العامل الأساسي لجميع المصالحات التي أدت الى إخلاء كل المناطق في محيط العاصمة دمشق من السلاح والمسلحين .

وأضاف أن الأمر الثاني يقدم هذه المصالحة التي حصلت على أنها فعلا تأتي في سياق المعادلة التي رسمها الجيش والحلفاء بانتصاراتهم وأَمْلوا على الجبهة السياسية ( جبهة المصالحة الوطنية ) هذا السيناريو الذي ينفذ بإرادة ومشيئة الاسترتيجية وكما تريد الدولة السورية ، أما الأمر الثالث ، فيؤكد على ان الدول الراعية والداعمة لهذه العصابات المسلحة وصلت الى مرحلة الإفلاس وبالتالي بات عليهم إنقاذهم وتجميعهم في بعض المناطق لاسيما في إدلب وجرابلس كي يتمكنوا من الإستثمار بهم ولو كان بالحد الأدنى .
https://taghribnews.com/vdcf1ed0tw6dvea.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز