اعتصام الشعب البحريني أمام منزل آية الله عيسى قاسم يدخل شهره الثاني
تنا - خاص
في ضوء اوامر و توجيهات النظام السعودي بممارسة المزيد من القمع و الاضطهاد في البحرين ، يمكن مشاهد الدور الاميركي و البريطاني بوضوح في محاولة الاستخدام غير المشروع لعدد من الجزر البحرينية كقواعد عسكرية في المنطقة .
شارک :
دخل اعتصام الشعب البحريني الثوري ، احتجاجاً على اسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم ، شهره الثاني ، و أن ذلك يبرهن على أن الضغوط المكثفة و انواع التهديدات التي يمارسها النظام الخليفي ضد الشعب البحريني المسلم ، ليست غير قادرة فحسب على دفع الجماهير للتخلي عن دعمها و مساندتها لمراجع الدين و كبار العلماء الاعلام في هذا البلد ذو القلة السكانية ، و إنما تعد سبباً في ان تكتسب الثورة ضد الاستبداد و الاستعمار - التي اجتازت عامها الخامس - المزيد من العمق و الاتساع و الشمولية .
و بناء على مشاهد الاحداث التي شهدتها البحرين الاسبوع المنصرم ، من الواضح ان ازلام و قوات آل خليفة اصيبت باليأس و الاحباط في احدث هجوم قمعي لها في محاولة لتفريق المتحصنين الذين احاطوا بمنزل آية الله عيسى قاسم . كما أنها ، و في احدث تحرك لها معادي لحقوق الانسان أيضاً ، عجزت عن ردع الشعب البحريني و منعه من اقامة صلاة الجمعة .
أن هذين الحدثين المتتابعين يدلان بوضوح على أن الشعب البحريني المسلم الوفي ، على اتم الاستعداد للاستجابة بكل صدق و اخلاص لدعوة مراجع الدين و كبار العلماء " بضرورة التواجد الواسع والمستمر حوالي منزل آية الله عيسى قاسم " ، و لن يرعبه و لا يخشى ما يلوح به ازلام النظام " من استخدام القبضة الحديدية و اللجوء الى اقسى انواع القمع و الاضطهاد " .
لو عدنا الى الوراء ، أي الى زمن الاعلان عن حرمان آية الله الشيخ عيسى قاسم من جنسيته البحرينية ، سوف نجد أن النظام الخليفي حتى في هذا الموقف لم يكن هو صاحب القرار ، و إنما كان ينفذ في غاية الذل و الخنوع توجيهات النظام السعودي بمضايقة عالم الدين البحريني البارز و فرض المزيد من الضغوط عليه . إذ أن (سلمان بن عبد العزيز) ملك السعودية كان قد وجّه رسالة الى ( حمد بن عيسى ) ملك البحرين يدعوه الى اتخاذ " كافة التدابير اللازمة ضد الشيخ عيسى احمد قاسم " آخذاً بالاعتبار تأثير ثورة الشعب البحريني على ابناء المنطقة الشرقية في السعودية .
و بطبيعة الحال ، و حسب ما يرى كبار علماء الدين في البحرين ، يمكن ان نرى بوضوح أن ما وراء اوامر حكّام السعودية بممارسة المزيد من القمع و الاضطهاد ضد الشعب البحريني ، ثمة توجيهات اميركية و بريطانية ، حيث تحرص هاتان الدولتان على الاستخدام غير المشروع لعدد من الجزر البحرينية كقواعد عسكرية لهما في المنطقة . الدولتان اللتان لا تكفان على مدى سنوات طويلة عن ترسيخ تواجدهما الاستعماري في منطقة الخليج الفارسي ، و قد بدأتا في الفترة الاخيرة تحركات جديدة لتوسيع نطاق هذا التواجد و تنوع اشكاله .
و مما يذكر في هذا الصدد ، أن بريطانيا و بعد ثلاثة و اربعين عاماً من تعطيل قاعدتها العسكرية في البحرين عادت اليوم لتشغيلها و تطويرها . كما ان الولايات المتحدة و على الرغم من اعطائها الاولوية لتواجدها العسكري في شرق آسيا ، إلا أنها لم تلغ تواجدها العسكري في المنطقة من اولوية اهتماماتها الاستراتيجية .
و مهما يكن ، فأن السياسات القمعية التي تمارسها أميركا و بريطانيا و الانظمة الاستبدادية الحليفة لهما في المنطقة ، ضد الشعب البحريني ، قد اعطت نتائج معكوسة تختلف تماماً عما كان يأملون به و يتطلعون اليه . و بناء على ما أفاده كبار الشخصيات السياسية و الدينية في البحرين ، أن النظام الخليفي بات يقف امام طريق مسدود مع دخول التحصن الجماهيري حوالي منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم شهره الثاني ، و أن الاوضاع الحالية في العاصمة المنامة أشبه بالقنبلة الموقوتة التي يتوقع انفجارها في اية لحظة .