تاريخ النشر2017 24 July ساعة 10:59
رقم : 276462

حروب واشنطن لدعم "إسرائيل" والسيطرة على طرق التجارة العالمية

تنا
منذ ستة عشر عاماً وأميركا تشن العدوان تلو العدوان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإنفاق مليارات الدولارات، بارتكاب جرائم حرب كثيرة في حروبها التي استندت إلى الأكاذيب التي يصوغها المحافظون الجدد،على حساب دافع الضرائب الأميركي الذي لا تستطيع واشنطن أن توفر له الضمان الصحي.
حروب واشنطن لدعم "إسرائيل" والسيطرة على طرق التجارة العالمية
منير الموسى
وقد تسببت حروبها بإلغاء آلاف فرص العمل لتزداد أرباح مجمعات السلاح والنفط والمال الأميركية، على حساب الشعب الأميركي ودماء شعوب العالم، وهي حروب مرشحة لأن تمتد نحو دول أخرى جديدة غير سورية لضرب أي دولة تقف في وجه الأحادية الأميركية، إضافة إلى دعم واشنطن للمشروع الصهيوني الذي يريد الاستمرار عن طريق التوسع والوصول إلى مزيد من منابع المياه وحقول النفط في المنطقة، ولذلك كان الهدف الإسرائيلي بالقضاء على سورية وإيران اللتين تقفان بوجه الهيمنة الأميركية والكيان الصهيوني المحتل.‏

ولهذا تسعى واشنطن بشكل حثيث لتقطيع أوصال المنطقة جغرافياً واقتصادياً لمنع التواصل بين دول محور المقاومة والدول التي تناهض المشروع التوسعي الصهيوني، وقطع كل طرق التجارة على الصين، وهي تراهن على أن إبقاء التوتر في المنطقة أطول وقت ممكن وضرب طرق التجارة سيؤديان إلى إضعاف الاقتصاد الصيني. ومن هنا روجت واشنطن أن القضاء على داعش سيحتاج إلى وقت طويل، 30 عاماً.

وبعد الانتصار على داعش في الموصل والتضييق عليه في سورية والقضاء على عدد كبير من عناصره تراهن الإدارة الأميركية بقاء غير شرعي لها بهدف حماية كانتونات افتراضية تكون الواجهة فيها لعناصر إرهابية أجنبية ومحلية لكسر وحدة الأراضي السورية أطول فترة ممكنة، مع تغييب وسد كل المخارج لإنهاء العدوان على سورية والوصول إلى حل سياسي، بل أيضاً تعتقد واشنطن أن مجرد الوصول أو الكلام عن اتفاق للتهدئة في الجنوب السوري مع الجماعات الإرهابية التي تشغلها أميركا سيمنحها شرعية في شمال سورية، بينما الغاية من التهدئة التي تريدها والتي كان باستطاعتها أن تسعى إليها منذ بداية العدوان هو التفكير بمد التهدئة برعاية أميركية من الغوطة بدمشق إلى ريف حمص الذي يحتوي على داعش، ثم الاستجابة للرغبة الإسرائيلية، التي تخشى بدء تحرير الجولان بعد الانتهاء من الجماعات الإرهابية وقد اعترف رئيس الوزراء الصهيوني رسمياً بشن "جيش الاحتلال" عشرات الضربات الجوية في سورية خلال السنوات الأخيرة، وذلك لدعم الجماعات الإرهابية.‏

وتفكر واشنطن من بين ما تفكر أن تثبت أي تهدئة إلى الأبد، لعل ذلك يفيدها في التقسيم والقياس عليه في الشمال وفي مناطق داعش التي سيتغير اسمها والتي ستنضم لقوات (قسد) الحامل الرئيسي لفكرة إنشاء كيان «على النمط الإسرائيلي» شمال سورية في سعي أميركي محموم لفك الخناق عن داعش في دير الزور، دون التفات لعود اللاجئين الذي فروا من الإرهاب إلى بيوتهم وأراضيهم، لأن سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها واشنطن وإرهابيوها تستهدف الحصول على أرض خالية من المكونات السورية ما خلا الإرهابيين المندرجين في المشروع الأميركي.‏

وقد ثار غضب واشنطن عندما كشفت مصادر تركية عن خرائط ومواقع القوات الأميركية والفرنسية شمال سورية بالقرب من مدينة عين العرب، ويعرف محور العدوان الأميركي على سورية أن قواعده في سورية سوف تلقى مقاومة الشعب العربي السوري، وأن كل المخططات الأميركية سوف تنكسر.‏

إن الصمود السوري ممثلاً بالجيش العربي السوري الذي يتقدم في كل الجبهات قد واجه أعتى المؤامرات التي ترعاها دولة عظمى «أميركا» ومنع التقسيم وأفشل كل المخططات الخليجية والصهيونية لإسقاط الدولة السورية، على الرغم من زج مليارات الدولارات من أجل ذلك كثمن سلاح وعمليات لوجستية ورواتب للإرهابيين المرتزقة.‏
https://taghribnews.com/vdcg339xxak9ut4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز