تاريخ النشر2017 25 September ساعة 11:17
رقم : 285417
في الليلة الثانية من محرم:

للسير على درب الحسين والاقتداء به

تنا
رعى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان إحياء الليلة الثانية من محرم في قاعة الوحدة الوطنية في مقر المجلس، في حضور عدد من علماء الدين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية والمواطنين.
رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ الدكتور محمد أحمد عساف
رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ الدكتور محمد أحمد عساف
وألقى رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ الدكتور محمد أحمد عساف كلمة مفتي الجمهورية الدكتور عبداللطيف دريان التي استهلها بالقول:

"شرفنا الله سبحانه تعالى بالإسلام، ومن علينا بصلاة لتكون صلة بين العبد وربه، ولا تكون الصلاة صحيحة وكاملة إلا بالصلاة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء لهم بالبركة، فكانت الصلاة الإبراهيمية، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول: "لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم، ما رأيت أنها تقبل". وهو حجة القائل: "يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله، كفاكموا من عظيم القدر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له". وروى البخاري عن ابن عمر عن أبي بكر رضي الله عنهم أنه قال: "ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته".

أضاف: "قال ابن حجر: "يخاطب بذلك الناس ويوصيهم به، والمراقبة للشيء المحافظة عليه، يقول احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم". وروى مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة، وعليه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله"، ثم قال: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا". فحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان وبغضهم من النفاق، فمن أبغضهم أبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغضه الله تعالى".

وتابع: "أيها الأخوة الحضور، عندما نذكر آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم نستذكر مآثرهم، وفضلهم، وحبهم، ومودتهم، والقربى لهم، ولا بد عند ذكر آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أن نذكر سيد الشهداء، شهيد كربلاء، وسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنه وأرضاه، "، الإمام، الشريف، الكامل، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته من الدنيا ومحبوبه". إن واقعة مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه واقعة تقشعر لها الأبدان، وتذرف عند تذكرها الدموع، وتنفطر لها القلوب، وتكاد الأقلام يجف مدادها عند كتابة واقعتها، وتكاد الألسن أن ترتبط عند سرد أحداثها، إن ما حصل في كربلاء من قتل في حق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو جريمة من أشد الجرائم التي يندى لها الجبين عبر التاريخ، إنها جريمة نكراء، قام بها أبالسة حاقدون، قلوبهم جوفاء، وعقولهم صماء، إنها جريمة من أفظع الجرائم التي سمعت بها البشرية، كيف لا وهي مجزرة مرعبة وقعت بحق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم".

وقال: "أيها الأخوة عندما أستذكر مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه لا أكاد أتصور أنه ثمة إنسان يشهر سيفه في وجه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكاد عقلي يصدق أن هذا المجرم يحمل بين جنبيه قلبا فيه ذرة من إيمان، بل الذي قتل الحسين إنسان لا يحمل في قلبه إلا النفاق، والحقد، فكيف طوعت له نفسه أن يشهر سيفه في وجه الحسين، فالحسين لا يرفع في وجهه سيفا بل تنحني له الرؤوس، وتقبل الشفاه يديه بل قدميه، هذا ما تعلمناه من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، تعلمنا حب آل بيته، وتقديرهم، وتعظيمهم، والمودة لهم في القربى".

أضاف: "في هذه المناسبة الجليلة، يوم استشهاد سيدنا الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه ينبغي علينا أن نستذكر معاني التضحية، والوفاء، والإقدام، ونصرة المظلوم، ومحاربة الظلم، والشد على يد الظالم، والصبر على الشدائد، إن الحسين لم يخرج ابتغاء جاه أو مال، أو منصب، أو كرسي، ولم يخرج للتفرقة في المسلمين، بل خرج لتوحيد الأمة، وبث الألفة والمحبة، ورأب الصدع، ووأد الفتنة، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، طالبا العدل والمساواة، فيجب علينا أيها الأخوة أن نسير على منهج الحسين، ونقتبس من نور طريقه، فقد أراد منا أن نكون رجالا عند الشدائد، شامخين كالجبال تعلو فوق قممها رايات النصر. إن واقعة كربلاء أيها الأخوة بحد ذاتها مدرسة نتعلم منها معنى التفاني والبعد عن حب الذات، ونتعلم منها حب الخير والعطاء، نتعلم منها أن لا نخاف في الله لومة لائم، نتعلم منها الإقدام على الأمر الذي عزمنا عليه لله، فلا نتراجع عنه ولو كلفنا ذلك حياتنا وحياة من نحب، تعلمنا من واقعة كربلاء أن تكون ثقتنا بالله تعالى، عليه نتوكل ولا نثق بالمتخاذلين الخائنين، كما تعلمنا منها أن الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان وما زال في قلوبنا، فهو بضعة منا، ومن ضمير هذه الأمة التي تفتقد إليه وإلى إقدامه في كل وقت وحين، خاصة في هذا الزمن الرديء الذي تكالبت علينا الأمم كما تتكالب الأكلة إلى قصعتها".

وتابع: "أيها الأخوة لا ينبغي علينا أن نحزن على الحسين بل أن نحزن على فراقه، ولا ينبغي علينا أن نبكي على الحسين بل أن نبكي على نهجه الذي أضعناه، إن الشهيد لا يبكى ولا يحزن عليه، لأنه نال مرتبة عظيمة تصبو إليها النفوس، وتفدى من أجلها المهج، فالحسين حي عند ربه يرزق، فهو سيد شباب أهل الجنة، والسيد لا يرضى بالبكاء عليه، بل بالسير على دربه، والاقتباس من سيرته، والاقتداء به".

وختم عساف: "سيبقى الحسين خالدا فينا وفي ذاكرة التاريخ، سيبقى باقيا في قلوبنا مهما طالت الأيام وبعدت السنون، سيبقى الحسين رمزا للبطولة والفداء، معنى من معاني التضحية والوفاء، سيبقى صفحة بيضاء في تاريخ هذه الأمة، يفوح بين سطورها عبق الشهادة.

أيها الأخوة إن منهج أبا عبد الله الحسين رضي الله عنه وأرضاه هو منهج الوسطية والاعتدال، منهج الرحمة والمحبة، منهج الصبر على الشدائد، منهج الحق والعدالة، هكذا أرادنا الحسين أن نكون فلنكن كما أراد".

/110
https://taghribnews.com/vdcgqn9xuak97t4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز