تاريخ النشر2014 20 September ساعة 15:07
رقم : 169317

خطباء الجمعة في لبنان: أهداف التّحالف الأميركيّ ليس لمحاربة "داعش".

تنا – بيروت
دعا خطباء الجمعة في لبنان إلى إنقاذ البلد بالحوار بعيداً من المصالح الطّائفيّة ، وإدراك المخاطر الّتي تهدّده على مختلف المستويات؛ مؤكّدين أنّ " داعش" مرض خبيث يهدّد الأمّة يجب إستئصاله؛ وطالبوا المسلمين في مختلف مرجعيّاتهم أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم، وأن يقوموا بواجباتهم، وأن يهبّوا للدّفاع عن دينهم ونبيّهم؛ كما حذّروا من التّحالف الّذي تسعى الإدارة الأميركيّة إلى تشكيله بذريعة محاربة الإرهاب و"داعش".
خطباء الجمعة في لبنان: أهداف التّحالف الأميركيّ ليس لمحاربة "داعش".

الشّيخ عبد الامير قبلان: الصّهيونيّ والتّنظيمات الإرهابيّة يتربّصون شرًا بلبنان وشعبه
نائب رئيس المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى الشّيخ عبد الأمير قبلان استهل خطبته الّتي القاها في مقرّ المجلس بالترحّم على "السيّد هاني فحص الّذي توفي بعد صراع مع المرض.

ثمّ انتقل للحديث عن استحقاق الإنتخابات النّابيّة، مطالبًا ب "انتخاب نوّاب جدد يتسلّحون بالعلم والمعرفة والخبرة"؛ معتبرًا أن "انتخاب النّواب يجب أن يكون مقدّمة لإنتخاب رئيس الجمهوريّة".

وقال: " لبنان يعيش في بحر هائج محاط بالأزمات والتّحدّيات والمخاطر... والمحافظة على البلاد تكون بدعم الجيش وزيادة عديده وتسليحه ليكون ساهرا على مصلحة الناس ومحافظا على حدود البلاد... علينا كلبنانيّين ان نعمل سويًّا وفي ما بيننا لنخرج البلاد من حالتها المقلقة غير المستقرّة؛ لا سيّما أننا عرضة لإستهداف الكيان الصّهيونيّ المتربّص شرًا بلبنان وشعبه، كما أنّنا مستهدفون من التّنظيمات الإرهابيّة.. وعلينا ان نعمل لإبعاد شبح الفتنة عن أرضنا وشعبنا لنكون في خدمة انساننا..فنضرب بيد من حديد كلّ الأيدي الّتي تحاول المسّ بالأمن والإستقرار في ربوع وطننا".

وناشد الشّيخ قبلان الملك السّعوديّ عبدالله بن عبد العزيز "إصدار عفو عن الشّيخ نمر باقر النمر، وإطلاق سراحه، والإهتمام بمطالب الشّعب السّعوديّ لأنّه أمانة في أيديكم، فاحفظوا هذا الشّعب؛ لا تكونوا أشداء على شعبكم؛ كونوا مصلحين ومنصفين عاملين بعون الشّعب ليكون الله بعونكم".

المفتي أحمد قبلان : نطالب جميع المسلمين بكل مذاهبهم استئصال مرض داعش
بدوره أكّد المفتي الجعفريّ الممتاز الشّيخ أحمد قبلان ـ في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة ـ أنّ: "الأمور على حالها تنوء تحت عبئ الضّغوط الإقليميّة والدّوليّة"؛ قائلًا: "ما يزيد في تعقيداتها ما يجري في المنطقة، وما يحضر لها من سيناريوهات قد تقلب الطّاولة على رؤوس الجميع تحت مسمّى القضاء على "داعش"، هذه العصابة الخارجة على كلّ الأديان والملل والأخلاقيّات الإنسانيّة، نحن دعونا وندعو بقوّة إلى القضاء عليها، ونطالب المسلمين بجميع أطيافهم ومذاهبهم إذا كانوا مسلمين بحقّ، ومؤمنين بحقّ، أن يبادروا إلى استئصال هذا المرض الخبيث الّذي يشكّل تهديدًا خطيرًا على الأمّة بأسرها. وعلى الأمّة ألا تتهاون، أو تسوّف، أو تتلكأ في عمليّة تطهير ذاتها، وتخليص مجتمعاتها من مثل هذه الموبقات الّتي لا يجوزـ لا شرعًا، ولا عرفًا، ولا خلقًا ـ أن يستمر المسلمون في عيش مثل هذه الحالات المشوّهة للإسلام وتعالميه، فدينهم يرفض ذلك، ولا يدعو إليه على الإطلاق. "

ونبّه المفتي قبلان "إلى تداعيات المخطط الّذي يتحشّد له الغرب، وتقوده الولايات المتّحدة الأميركيّة، وما يستبطنه من أهداف غير معلنة من شأنها العبث بدول المنطقة والتّلاعب بمصائرها، ووضع اليد على ثرواتها، لاسيّما أنّنا نقرأ في بعض التّقارير عن مبالغ خياليّة تقدّر ب٥٠٠ مليار دولار أميركي تكلفة القضاء على "داعش".

وعن الجنود المختطفين طالب الحكومة اللبنانية بتكثيف جهودها لانهاء هذا الملف ، خاصة ان الدواعش يعشّشون في معظم المناطق والاحياء والفتنة تضرب ابواب لبنان . 

الشيخ ماهر حمود : الحالة التكفيرية المتخلفة تسود مجتمعاتنا الاسلامية
فيما تساءل إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود في خطبة الجمعة: "أين أصبحت صبرا وشاتيلا؟ وأين نحن الآن؟"؛ لافتًا إلى أنّ "ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا مرّت هذا العام من دون ضجيج أو احتفالات"؛ وقال: " الأمّة ليست في أفضل حالاتها، بل قد تكون في أدنى درجاتها، ففي مجزرة صبرا وشاتيلا مثلا كنّا الشّعب المستضعف الّذي تمّ التآمر عليه، وذبحه ويضيع دمه بين القبائل، فلا إسرائيل تعترف، ولا القوّات اللبنانيّة تقرّ بجريمتها؛ واليوم نحن ننحر أنفسنا بأنفسنا ويخرج منّا من يذبح ويقتل ويدمّر وهو يزعم أنه يريد الإصلاح ويريد الإسلام.."؛ وإذ رأى أنّ "هناك حالة وعي متقدّمة تحاول اختراق التّخلّف والعمالة العربيّة"؛ غير أنّه قال: "حالة المقاومة هذه ليست عامّة، بل على العكس تكاد تكون غريبة عن عامّة المجتمع العربيّ الّذي يتآمر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.. الحالة الرّئيسة اليوم في مجتمعاتنا الإسلاميّة والعربيّة هي الحالة التّكفيريّة الجاهليّة المتخلّفة، فالمشهد الأكثر استقطابًا للشّباب هو مشهد ما سمّي زورًا "الدولة الإسلاميّة"، وما يرافقها من مظاهر التّخلّف والحقد الأعمى الجاهليّ، والجهل المتمادي بأبسط مبادئ الدّين؛ ثمّ هل يوجد صراع حقيقيّ بين من يدفع الأمّة إلى الأمام ومن يشدّها إلى الخلف؟ أم أن هناك حالة استسلام أو تعايش بين هاتين الظّاهرتين؟.

الشّيخ النابلسي: المطلوب إسقاط الوطن في مواجهة الإسرائيليّ والتّكفيريّ
بدروه رأى الشّيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة أنّ "القوى السّياسيّة استعاضت عن الحلول بألعاب الهروب والنّأي بالنّفس، ودفن الرؤوس في الرمال حتّى تصدّرت المساومات العبثيّة والفوضى بالمشهد الأمنيّ والسّياسيّ والإجتماعيّ، وكأنّ المطلوب إرهاق اللبنانيّين ليسقط الوطن ككيان موحد، وكصيغة للتّعايش، وكقوّة في مواجهة العدو الإسرائيليّ والتّكفيريّ" .

وقال: "لقد زادت الأزمة السّوريّة بمفاعيلها الوضع في لبنان سوءًا، والمخاطر اتّساعًا ، والمخاوف عمقًا، خصوصًا لجهة النّازحين الّذين لا يشكّلون ضغطًا سكّانيًّا فحسب، إنّما واقعًا ديموغرافيًّا يهدّد هويّة لبنان وصيغته توازنه".

الشّيخ هاشم منقارة:  لا بدّ من حوار ثلاثيّ الأضلاع عربيّ تركيّ  إيرانيّ
وحذّر رئيس مجلس قيادة حركة التّوحيد الإسلاميّ الشّيخ هاشم منقارة  "النظام العرّبي الرسميّ من الإنجرار وراء المشاريع الاميركيّة والغربيّة المشبوهة في المنطقة العربيّة والإسلاميّة".

وقال: "تحت عنوان قديم جديد لتخريب المنطقة من الداخل بالفتن والحروب الأهلية تريد واشنطن قيادة تحالف جديد في المنطقة لمحاربة الإرهاب؛ وهذا التّحالف ـ وتحت العنوان نفسه ـ يذكّرنا بتحالفها الّذي دمّر سابقًا العراق وأفغانستان؛ وما الواقع الحالي لاسيّما العراقيّ منه إلا نتيجة مباشرة لنتائج ذلك التّحالف والعدوان الّذي أباح السّاحة العراقيّة بتدمير بنيان المجتمع والدّولة العراقيّة وقرار الشّهير (برايمر) بحلّ الجيش العراقيّ معروف للجميع.

وذهب الشّيخ منقارة إلى أنّ "الارهاب العالميّ صناعة أميركيّة ومكافحته في المنطقة واجب عربيّ وإسلامي؛ لكن ليس تحت العباءة والقيادة الأميركيّة؛ فنحن نريد أن نصدق أميركا والغرب في ذلك؛ لكن عندما يكون لهم موقف عادل من الإرهاب الأخبث في العصر الحديث، وهو الإرهاب الصّهيونيّ واحتلاله لفلسطين..ما تروّج له أمريكا من قيادة لمكافحة الإرهاب سيؤدّي إلى تعميق أزمة العنف والحروب الدّاخليّة بدليل المسار التاريخي الحاصل في هذا الملف. وعليه لا بد من استراتيجيّة عربيّة وإسلاميّة تعيد إلى العرب والمسلمين فاعليّة معالجة أزماتهم، وقيادة واقعهم، ولتحقيق هذا الهدف لا بدّ من حوار ثلاثيّ الأبعاد؛ أوّلًا بين الحكّام والمحكومين؛ وحوار آخر ثلاثيّ الأضلاع عربيّ تركيّ  إيرانيّ اليوم قبل الغد".

الشّيخ علي ياسين: لا يمكن القضاء على الإرهاب من دون الجمهوريّة الإسلاميّة وروسيا وسوريا
ودعا رئيس لقاء علماء صور الشّيخ علي ياسين إلى "اطلاق يد الجيش اللبنانيّ بما يراه مناسبًا لتحرير العسكريّين المخطوفين لدى "داعش""؛ مشدّدا على "وجوب تأمين ما يلزم للجيش من أجل الحفاظ على الحدود وأمنها وسلامتها" .

واعتبر "أنّ هدف الإاعلان الأميركيّ الحرب على الإرهاب  هو إطالة عمر الأزمة في المنطقة"؛ متسائلًا: " كيف يمكن القضاء على الإرهاب بتحالف صنع المجموعات، واستثنى من يقاتل الإرهاب حقيقة؛ أيّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية وروسيا وسوريا، الّذين لا يمكن القضاء على الإرهاب من دونهم ".

وقال: "لمواجهة الخطر الدّاعشي، ليس لنا إلّا أن ننبذ الخلافات، ونترك الكيديّة ليبقى لبنان لنا جميعًا، وننتصر على المؤامرة، وهذا يتطلّب وجود مؤسّسات سليمة في لبنان، ويستوجب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة ينهض بالمرحلة، وانتخابات نيابيّة من خلال قانون جديد يعطي الشّباب حقوقهم".

السيد فضل الله: لمواجهة الإرهاب باستراتيجيّة إسلاميّة وعربيّة موحّدة
من جهته، لاحظ السيّد علي فضل الله في خطبة الجمعة  ـ الّتي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك ـ أنّ "البلد على حالها من الإنقسام والسّجالات والنّكايات والمبادرات الخجولة"؛ داعيًا الشّعب إلى الخروج عن صمته، بحيث يشعر المسؤولون فيه بأنَّ مواقعهم في خطر  إن لم يؤدّوا مسؤوليّاتهم ، كما أنّه بحاجة إلى إعلان خطّة طوارئ".

وبالحديث عن العراق، رأى أنّه لا يزال أسير التّناقضات الدّاخليَّة والتدخلات الخارجيَّة"؛ داعيًا "القيادات السّياسيّة العراقيّة إلى الإرتفاع إلى مستوى آلام الإنسان العراقيّ، ومتطلّباته، والتحدّيات الّتي تواجهه، بدل الغرق في الإنقسام السّياسيّ والتجاذبات".

وفي موضوع اليمن، دعا "الدّولة وجميع المكوّنات فيه إلى التّعامل بعقلانيّة مع الأزمة الدّاخليّة، خصوصًا المطالب الشّعبيّة، بما يمنع انجرار البلاد إلى حرب أهليّة تؤدّي إلى تفاقم الأزمة وتعقيدها، وتفتح اليمن على تدخّلات  يتحيَّن بعض الدّول الفرص من خلالها للإمساك بثروات المنطقة ومواقعها الإستراتيجية".

وبالإنتقال إلى الحديث عن التّحالف لمواجهة الإرهاب، فقد شدّد على ضرورة "الوقوف في وجه هذا الإرهاب، الّذي بات يشوّه صورة الإسلام، ويسيء إلى نقائه". وقال: "لكننا لا نريد أن يكون ذلك من خلال أيد نخشى أن تتخذ من هذا الحشد معبرًا لمشاريعها في السّيطرة على المنطقة، أو مواجهة محاور تقف ندًّا لسياستها، أو أن تختزل الإرهاب في ذلك الّذي يحمل عنوانًا إسلاميًّا  لتقوّي في المقابل إرهابًا صهيونيًّا أو أيّ موقع آخر للإرهاب...والأسلوب الأنسب لمواجهة هذا الإرهاب، هو باستراتيجيّة إسلاميّة وعربيّة موحّدة  تعالج الأسباب الّتي أدت إلى نشوء هذه الظّاهرة، وتمنع من امتدادها وتطورها، ولا تربك وحدة العالم العربيّ والإسلاميّ واستقراره، وصولا إلى إرباك العالم كله".

وفي ظلّ ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، ومجازر غزّة سأل: لماذا لا يعلن العالم قيام جبهة عالميّة في مواجهة إرهاب هذا العدو، أو أنّ الحسابات مع إرهاب هنا، تختلف عن الحسابات مع إرهاب هناك".

الشّيخ صهيب حبلي: السّعودية  شريك في الإرهاب
حذّر إمام مسجد النّبيّ إبراهيم (ع) في صيدا الشّيخ صهيب حبلي من التّحالف الّذي تعمل الولايات المتّحدة على تشكيله، والّذي يستهدف في الدّرجة الأولى السّيادة السّوريّة تحت ستار توجيه ضربات جويّة الى تنظيم "داعش"؛ منبّهًا من المؤامرة التي تقودها واشنطن من خلال السّعي لإنشاء حلف جديد خارج موافقة مجلس الأمن الدّوليّ للقيام بعدوان جديد في سوريا على غرار سيناريو غزو العراق الّذي قامت به واشنطن والدّول الّتي تدور في فلكها، والّتي أسفرت عن تدمير العراق ونهب ثرواته تحت خديعة أسلحة الدّمار الشّامل.

كما  إستنكر الشّيخ حبلي المواقف العربيّة؛ وفي مقدّمتها موقف المملكة العربيّة السّعوديّة المؤيّد للتّحالف المزعوم، وسأل : "كيف لدولة عربيّة أن تساهم بتدمير بلد عربيّ آخر شقيق؟ وكيف توافق على تدريب الإرهابيّين الّذين يقتلون ويذبحون الشّعب في سوريا والعراق بذريعة دعم المعارضة السّوريّة المعتدلة  في مواجهة "داعش"؟؛ وقال: "هما وجهان لإرهاب واحد مدعوم أميركيًّا وغربيًّا بهدف النّيل من وحدة سوريا وشعبها وإستقرارها، وبالتّالي تصبح السعودية شريكًا أساسيًّا في الإرهاب في سوريا والعراق على حدّ سواء.

ودعا إلى اليقظة الأمنيّة للحؤول دون وقوع أحداث تعكّر الأمن والإستقرار في هذه المرحلة الحسّاسة.


https://taghribnews.com/vdcgqy9quak93w4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز