تاريخ النشر2017 28 May ساعة 09:49
رقم : 269380

​الصيام لتهذيب النفوس وتربية القلوب

تنا بيروت
على المسلمين ان يدركوا ان الصيام من اعظم العبادات، شرعه الله تعالى لتهذيب النفوس، وتزكية الأرواح، وتربية القلوب. فالصائم بحق هو من تصوم جوارحه عن الفواحش ويبتعد عن الغيبة والنميمة، ويمسك عن الضرر والأذى بالناس، فقد قال رسول الله: "من لم يدع قول الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه".
​الصيام لتهذيب النفوس وتربية القلوب
 الشيخ هشام خليفة
بسْم الله الرحمن الرحيم (رمضان شهر الإقبال على الخير والبعد عن الشر) الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، لقد فرض الله تعالى على المؤمنين صيام شهر رمضان ليحققوا بذلك كمال عبوديتهم لله، وليسموا بارواحهم وأخلاقهم الى المكانة التي تليق بالصيام وبشهر رمضان، الذي هو شهر الرحمة، فعليهم ان يتمثلوا بخلق الرحمة مع الآخرين، وهو شهر العفو والمغفرة، فعليهم ان يغفروا ويعفو عن الآخرين، وهو شهر الصيام عن اللغو والرفث وسوء الكلام ، قال نبينا عليه وآله وصحبه الصلاة والسلام: "لَيْس الصيام من الاكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فان سابك احد او جهل عليك فلتقل أني صائم أني صائم".

ورمضان هو فترة زمنية يتأكد فيها المنهج الإيماني الذي يُفترض بكل مسلم ان يلتزم به طيلة السنة، ولكنه آكد ما يكون ظهوراً في شهر رمضان، فالمسلم في رمضان وفي غير رمضان يجب ان يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، فاعلاً للبر والاحسان، واصلاً للرحم، باراً بوالديه، كافلاً للأيتام، مطعماً للطعام، مفشياً للسلام، يؤدي عمله بهمة واتقان، فانه ان فعل ذلك بالاضافة الى إمساكه عن الطعام والشراب في نهار رمضان استحق بشارة النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في قوله: "ان في الجنة لباباً يُدعى الريان ، يدعى اليه الصائمون فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لم يظمأ أبداً".

فعلى المسلمين ان يدركوا ان الصيام من اعظم العبادات، شرعه الله تعالى لتهذيب النفوس، وتزكية الأرواح، وتربية القلوب. فالصائم بحق هو من تصوم جوارحه عن الفواحش ويبتعد عن الغيبة والنميمة، ويمسك عن الضرر والأذى بالناس، فقد قال رسول الله: "من لم يدع قول الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه".

فمن أراد ان يكون صومه صحيحاً ومقبولاً، وسبباً لمغفرة ذنوبه، ومُكفراً لسيئاته، ورافعاً لدرجاته، عليه ان يكون ملتزماً ومتمثلاً بحقيقة ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "اذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، وليكن عليك وقارٌ وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء"، وهذا يشمل كل فرد في موقعه وبحسب مسؤوليته، فالتاجر عليه ان لا يغش ولا يحتكر ولا يرفع الأسعار، والموظف يخدم المواطنين باخلاص من غير اكل رشوة او محسوبية، والام تراعي اولادها وتحسن تربيتهم وتعينهم على الصيام، والزوج والزوجة يبتعدان عن المشاحنة والخصام، ويزرعان المودة والرحمة والوئام، والمسؤول والحاكم ان يمتنع عن الظلم والتسلط، ويقيم ميزان الحق والعدل والانصاف، والغني ان يخرج زكاة ماله كاملة من غير نقصان، ويكثر من الصدقات.

وهكذا على جميع الصائمين في رمضان ان يكونوا مستجيبين للنداء المهم الذي يأتي من الملأ الأعلى عند قدوم شهر رمضان الذي قال عنه رسول الله: "ينادي منادٍ ياباغي الخير اقبل، ويا باغي الشر أقصر".
جعلنا الله تعالى جميعاً ممن يقبلون على الخير في رمضان وفي غير رمضان، ويقصرون عن الشر في كل زمان ومكان، وفقنا الله للصيام والقيام وتلاوة القرآن ولفعل الخيرات وعمل الصالحا .
 
https://taghribnews.com/vdch6wniv23n-xd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز