تاريخ النشر2017 24 April ساعة 11:43
رقم : 266195

صحافيون على الحدود: صاعقة تقع على "إسرائيل" وأمريكا

تنا بيروت
تناول موقع فلسطين اليوم الجولة الإعلامية التي نظمها حزب الله على الحدود مع فلسطين المحتلة بتقرير جاء فيه: جاءت جولة الصحافيين التي نظّمها حزب الله اللبنانيّ إلى الحدود مع "إسرائيل" لتقع كالصاعقة على واشنطن و"تل أبيب"، الرسائل التي حملتها كانت كثيرةً، والأهّم من ذلك، أنّها وصلت إلى العناوين الصحيحة.
صحافيون على الحدود: صاعقة تقع على "إسرائيل" وأمريكا
"إسرائيل"، كما يتبيّن من تغطية إعلامها المُتطوّع لهذه الجولة، حاولت إعطاء التفسيرات والمُبررات والتسويغات، وكأنّ المُحللين والمُراسلين تلّقوا أوامر عمليات من الرقابة العسكريّة والمنظومة الأمنيّة في "تل أبيب": عدم التعامل مع التحدّي الجريء الذي قام به حزب الله في هذا التوقيت بالذات، علمًا بأنّ "إسرائيل" تعودّت على عرب الانبطاح والاعتدال واستجداء السلام، فجاء حزب الله، الذي تعتبر "تل أبيب" جيشًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وغيّر القواعد، بما في ذلك قواعد الاشتباك، الأمر الذي أربك صنّاع القرار في "إسرائيل" من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ.

علاوة على ذلك، كان بارزًا وليس لافتًا أنّ أركان دولة الاحتلال التزموا الصمت المُطبق حيّال هذا التحدّي، ولكنّهم بالمُقابل أوعزوا لإعلامهم المتطوّع بالقيام بمهمة الدفاع عن “عظمة” وعن “كبرياء” وعن “تفوّق” "إسرائيل"، وهذا الإعلام المُطيع قام بتنفيذ المهمّة على أحسن وجه من ناحيته، مُتناسيًا عن سبق الإصرار والترصّد أنّ رسائله كانت مُعدّةً لطمأنة "الإسرائيليين" من حزب الله ومن خططه الهجوميّة، علمًا أنّ الأبحاث "الإسرائيلية"  تؤكّد على أنّ أكثر من ثمانين بالمائة من الصهاينة في "إسرائيل" يثقون بحزب الله، وليس بقادتهم السياسيين والأمنيين.

بناءً على ما تقدّم كانت لافتة، المقاربة "الإسرائيليّة" الموجهة والموحدة، في مختلف وسائل الإعلام العبرية، وإلى حدّ التطابق شبه الحرفي، في التعليق على تنظيم حزب الله جولة للإعلاميين على الحدود مع "إسرائيل"، لمعاينة حجم التغيير في معادلة الصراع، وانتقال "إسرائيل" من الموقف الهجوميّ إلى الموقف الدفاعيّ، في مواجهة المقاومة.

جاءت مقاربة المراسلين على اختلافهم، والتقارير العبرية الإخبارية والتحليلية، متطابقة حتى في ما يتعلق بالتفاصيل والعبارات المستخدمة، وفي الأسئلة التي وجّهها مقدّمو نشرات الأخبار إلى المراسلين العسكريين والسياسيين والضيوف، في مؤشر على توجيه مقصود ومحدد بدقة، من قبل المؤسسة الأمنية، جمع كل الإعلاميين "الإسرائيليين"، كردّ فعلٍ على حدث، وُصف "إسرائيليًا" بــ”غير المسبوق، وشكّل تحديًا واضحًا للعدو. مع ذلك، جاء الاستثناء الذي يؤكّد القاعدة على لسان مراسل القناة الثانية في التلفزيون "الإسرائيلي" ، يارون شنايدر، المُختّص بالشؤون العربيّة، الذي أشار إلى أنّ جولة الصحافيين هي رسالة ردع موجّهة لـ"إسرائيل" ، تؤكّد لها أنّ حزب الله مستعد وجاهز ويده على الزناد، على حدّ قوله.

واقتصرت المقاربة "الإسرائيلية" على التقارير الإعلامية الموحدة، كبديلٍ من التعليق الرسمي، إذ كشفت القناة الأولى العبرية في سياق نشرتها الإخبارية أمس، أن قرارًا صدر من أعلى المستويات بالامتناع عن إطلاق مواقف وتصريحات رسمية، رداً على ما أسماه التلفزيون باستفزاز حزب الله.

علاوةً على ذلك، جاءت المقاربة المدروسة والموجهة، مع استخدامٍ مفرطٍ وموحدٍ وجامعٍ في كلّ التقارير العبرية، لـ”معزوفة” ضعف حزب الله. الضعف الذي تحول في الفترة الأخيرة إلى لازمة كلامية تصاحب كل موقف وتحليل "إسرائيلي"، بمناسبة أو غير مناسبة، في توجه مقصود واضح للجمهور اللبنانيّ وبيئة حزب الله تحديدًا. لكن هذه المرة، جاءت مقاربة “الضعف” بشكلٍ شبه حصري كي تسمعها الأذن "الإسرائيلية"، منعًا للقلق وزيادة منسوب الخشية لدى المستوطنين من الآتي في حال تحققت المواجهة مع حزب الله.

ولكن هذا لا يعني، بأيّ حالٍ من الأحوال، أنّ رواية "إسرائيل" ليست موجهة لمن يريد أنْ يتناولها ويرددها ممن يستمعون عادة إلى الروايات "الإسرائيلية" حول حزب الله، وخاصة أنّ جزءً من المسؤولين الرسميين وغير الرسميين في لبنان، من خصوم حزب الله وأشباه أعدائه، تعاملوا مع الجولة بقلق وانفعال بارزَين، وجاءت ردة فعلهم مشابهة تمامًا لردّة فعل "الإسرائيليين" أنفسهم، إنْ لم تكن أكثر حدّةً.

مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، والذي لا يُخفي علاقاته الوطيدة والوثيقة جدًا مع المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة قال إنّ الجولة الاستثنائيّة للصحافيين، والتي نظّمها حزب الله، هي خرق فاضح وواضح للقرار 1701، مُتناسيًا عن سبق الإصرار والترصّد أنّ "إسرائيل" لم تُنفّذ منذ إقامتها حتى اليوم أكثر من ستين قرارًا صادرًا عن مجلس الأمن الدوليّ، مُضيفًا أنّ التصريحات الناريّة التي صدرت من واشنطن، بُعيد الجولة ضدّ حزب الله تؤكّد على أنّ الخطة كانت استفزازيّة جدًا، مُعبّرًا عن أمله في أنْ يتمكّن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" من استغلال الغضب الأمريكيّ ضدّ حزب الله إلى لغة الأعمال، على حدّ قوله.

وجريًا على العادة الإسرائيليّة، التي باتت ممجوجة وبمثابة أسطوانةٍ مشروخةٍ، نقل المُحلل عن مصدرٍ رفيعٍ جدًا في المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب قوله إنّ حزب الله يتكبّد الخسائر البشريّة الكبيرة نتيجة تدّخله في الحرب بسوريّة، وأنّ التنظيم يُعاني من ضائقةٍ اقتصاديّةٍ، ومع ذلك اضطر للإقرار بأنّ حزب الله اكتسب خبرةً قتاليّةً كبيرةً بسبب مُشاركته في الحرب إلى جانب الضباط الروس والحرس الثوريّ الإيرانيّ، على حدّ قوله.

وأوضح المُحلل، نقلاً عن المصدر عينه، أنّ اكتساب حزب الله الخبرة بسوريّة جعلت من قوّات النخبة التابعة له أكثر جرأةً وقوّةً، وأنّها في المُواجهة القادمة ستعمل على “احتلال” مستوطنات "إسرائيليّة" في الشمال.
 
https://taghribnews.com/vdci3qarwt1aqz2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز