تاريخ النشر2015 28 February ساعة 15:07
رقم : 184132

المدیر العام للإیسیسکو: التجدید فی حیاة المسلمین یقوم على الاجتهاد

تنا
قال الدکتورعبد العزیز التویجری المدير العام للمنئمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) أن التجدید فی حیاة المسلمین یقوم على الاجتهاد، فلا تجدید بدون اجتهاد، فالمجتهد مجدّدٌ، والمجدّد مجتهدٌ، وذکر أن الربط بین التجدید والاجتهاد هو مما یقبله العقل، ولا یتعارض مع صحیح الدین.
المدیر العام للإیسیسکو: التجدید فی حیاة المسلمین یقوم على الاجتهاد

وأفاد موقع ايسيسكو ان التویجری، القى الخمیس الماضي فی مدینة مسقط، عاصمة سلطنة عمان، محاضرة فی إطار أنشطة الدورة العشرین للمعرض الدولی للکتاب فی مسقط، حول موضوع "التحدیث وتجدید الفکر الإسلامی تطرق خلالها إلى مفهوم تجدید الفکر الإسلامی مبینا أنه هو الوسیلة الفعالة لتحدیث الحیاة فی المجتمعات الإسلامیة عموماً، والأداة القادرة على تحقیق النقلة النوعیة على مستوى تطور الفکر، وتطور الحاضر والرؤیة إلى المستقبل.

وأکد أن تجدید الفکر الإسلامی لیس عملاً منفلتاً لا ضوابط له، بل هو عملٌ حضاریٌّ تنمویٌّ محکومٌ بضوابط الشرع والعقل والمصلحة، یُسایر تطور المجتمعات، ویُواکب المتغیرات، ویَتکیّف مع المستجدات، ویتفاعل مع الواقع فی تموّجاته وتحولاته.

واضاف التويجري انه ما دام الإسلام یحضّ على إعمال الفکر وإجالة النظر فی الکون واعتماد العقل سبیلا ً إلى الفهم والإدراک وتقدیر الأمور کلها، فإن الدعوة هي إلى التجدید المستمر فی الحیاة، لأن العقل قوة تجدیدیة إذا أطلقت ملکاته. وبذلک یکون التجدید عملیة من عملیات العقل الحکیم المدبر، وضرورة حیاتیة.

وأکد أن التفکیرفریضة إسلامیة، مبرزاً أن اجتهادنا المعاصر وتجدید الفکر الإسلامی، لیس الهدفُ منهما أن نکون حداثیین بالمفهوم الغربیّ للکلمة، بل هما اجتهادٌ یجعلنا تحدیثیین مواکبین لمتغیّرات العصر، ومستفیدین من إیجابیاته فی إطار خصوصیاتنا الدینیة والثقافیة والحضاریة، وتجدیدٌ یجعلنا فی تطور مستمر وفی تطلع دائم نحو الرقیّ. فلیس کلّ ما تنتجه الحداثة من فکر وقیم وممارسات، صالحاً لمجتمعاتنا المسلمة ولقیم حضارتنا العربیة الإسلامیة السامیة التی استمدتها من صحیح الدین وقویم فکر المسلمین.

وذکر المدیر العام للإیسیسکو أن رواد الفکر الإسلامی فی العصر الحدیث، تنبهوا إلى أنَّ حاجة مجتمعاتنا إلى الاجتهاد والتجدید والتـحدیث هی حاجة متجدّدة، لابد أن تراعی أولویات الاجتهاد، التی یتعیَّن إیلاؤها العنایةَ المستحقة، فالاجتهاد أنواع وله مجالاته، وهی : الاِجتهاد الفقهی، والاِجتهاد السیاسی، والاِجتهاد الاِقتصادی،والاِجتهاد الثقافی، والاِجتهاد الحضاری.

وعرض للرؤیة الإسلامیة إلى الواقع المعیش، فقال إنها تنبع من الاستیعاب الواعی للمقاصد الشرعیة وللمبادئ الدینیة وللقیم الثقافیة والحضاریة، ومن الإحاطة الواسعة بالضرورات وبـمتطلبات الحیاة وبالتحدیات والمخاطر التی تواجه المسلمین.

ودعا التويجری إلى إنعاش الفکر الإسلامی المعاصر بتجدیده وفق تصوّر سلیم لوظیفة التجدید، لیتمکن من مواجهة تیارات الغلوّ والتطرّف والتعصّب والطائفیة التی تجرف کثیراً من شباب العالم الإسلامی وتوظفهم فی مخططات تدمیریة تشوّه صورة الإسلام الحنیف، وتسیء إلى قیمه ومبادئه الفاضلة ومقاصده السامیة، ولیحصّن مجتمعاتنا من هذه الانحرافات التی جلبت الخراب والفساد، وأحدثت الانقسامات والصراعات الهدّامة.

کما دعا إلى تقویة التضامن الإسلامی وتفعیل العمل الإسلامی المشترک، حتى یکون اجتهاد الأمة اجتهادًا تجدیدیاً جماعیاً، صادرًا عن تضافر جهود علمائها وفقهائها وأصحاب الاختصاص فیها، وتجدیدها لحیاتها تجدیداً مشترکاً فی إطار من التعاون والتکامل والتنسیق، ویکون تحدیثـُها قائماً على ثوابت دینها ورواسخ حضارتها الإسلامیة المعطاء.

وقال المدیر العام للإیسیسکو , من خلال هذه الرؤیة لوظیفة التجدید ومفاهیمه وحدوده، ولمهمة الاجتهاد ومجالاتها وأدواتها وضوابطها، ینبغی أن نسعى فی عمل حضاری متناسق، إلى تجدید حیاتنا وتطویرها والارتقاء بها فی میادین البناء الحضاری، لتکون أمتنا أمة تجدید نابع من خصوصیاتها، ملتزم بثوابت دینها، منفتح على العصر للاستفادة من مستجداته وإبداعاته وإنجازاته التی لا تتعارض مع صحیح الدین الذی هو العروة الوثقى والحبل المتین. وبذلک یتحقق التحدیث المطلوب وینفع التجدید المرغوب فیه، وتتواصل حلقات النهوض والنمو المتوازن والصعود فی مدارج الرقی الحضاری.

یذکر أن المدیر العام للإیسیسکو شارک الأربعاء الماضی فی حفل الافتتاح الرسمی للدورة العشرین لمعرض مسقط الدولی للکتاب الذی تم تحت رعایة السید هیثم بن طارق آل سعید، وزیر التراث والثقافة العمانی.
https://taghribnews.com/vdcip5azrt1avz2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز