تاريخ النشر2017 23 January ساعة 11:38
رقم : 257870

ايران في استانة .. والسعودية خارج الحلبة

تنا
تكفي المقارنة بين مؤتمر جنيف حول سورية بصيغته المنعقدة قبل عام ومؤتمر أستانة عشية انعقاده، لمعرفة حجم التغيير الذي أدخلته معركة حلب على المشهد السياسي والتفاوضي.
ايران في استانة .. والسعودية خارج الحلبة
فالدور الأميركي ينتقل من القيادة إلى المشاركة الرمزية بصفة مراقب، والمشاركة الروسية في الرعاية كشريك ثانٍ يعترف بالقيادة الأميركية تتحوّل إلى رعاية أحادية في أستانة. يبذل وفد الجماعات المسلحة جهوده لمغازلة دورها كوسيط مقبول من الجميع.

وبالمقابل السعودية الركن الإقليمي الأول في صيغة جنيف ممنوع من الصرف بفيتو إيراني، والتركي الشريك من الصفوف الثانية برعاية المعارضة ينتقل إلى الصف الأول تأسيساً على دوره في إنهاء معركة حلب، وسورية الذاهبة بوفدها إلى جنيف باعتباره منصة سياسية إعلامية لم تنضج بعد للبحث الجدي في التفاهمات، ترسم بلسان مفاوضها السفير بشار الجعفري خريطة الطريق لأستانة تحت شعار الحرب على الإرهاب هي البوصلة، فهل نضج الأتراك بعد نزفهم المتواصل تحت ضربات الإرهاب للتسليم بهذه الحقيقة وإدراك أنّ الفوز بالحرب لا يستقيم مع التمادي في انتهاك السيادة السورية والتعجرف في ادّعاء قوة لم تفلح بعد في التقدّم أمتاراً قليلة في مدينة الباب خلال ثلاثة شهور؟ وهل تخلص واشنطن لشعارات رئيسها الانتخابية بجعل الحرب على الإرهاب بوصلة التحالفات والعداوات وتغيّر معادلات تعاملها مع الحرب على سورية؟

هذه الأسئلة التي تضمّنتها المواقف السورية عشية المؤتمر ستكون على جدول أعماله اليوم وغداً، لتظهر النتائج حقيقة السياسات، وما إذا كانت تركيا ستضع ثقلها للحفاظ على ما حصدته من مكانة ودور بتموضع نهائي في ضفة الحرب على الإرهاب، أم أنها لا تريد تخطي ما رسمته من سعي لتثبيت وقف للنار بدون حسم الموقف من جبهة النصرة، بانتظار دخول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مفاوضات مع أنقرة تطال مستقبل العلاقة بالملف الكردي ومستقبل الداعية التركي المعارض فتح الله غولن؟
https://taghribnews.com/vdciyyarut1awv2.scct.html
المصدر : البناء
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز