تاريخ النشر2014 29 September ساعة 10:05
رقم : 170119

"ندوة مسيحية اسلامية" في استراليا تؤكد على اهمية التعايش بين الديانات السماوية

تنـا - استراليا
الأب اسميث : لو إجتمع الأنبياء محمد وعيسى وموسى سلام الله عليهم لما إختلفوا ولما تفرقوا..ما نشهده اليوم من جرائم مروعة تقوم بها مجموعات داعش لا يتحمل مسؤوليتها المسلمون..
"ندوة مسيحية اسلامية" في استراليا تؤكد على اهمية التعايش بين الديانات السماوية
افاد الاعلامي العربي والناشط السياسي المقيم في استراليا عن ندوة روحية اسلامية مسيحية عقدت برعاية امام وخطيب مسجد الرحمن بالعاصمة سيدني، الشيخ جهاد اسماعيل، وحضرها جمع غفير من الجالية الاسلامية المقيمة في استراليا، الى جانب المسيحيين وشخصيات دينية وفكرية بارزة من كلا الديانتين، لاسيما "الاب دايف سميث" و"الاب مايكل بالمر" و ..

وفي كلمته التي بدأها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم"، اكد الأب دايف سميث على أهمية الحوار بين الاديان والتعايش المشترك وفق الاسس الانسانية الراقية، وقال "لو إجتمع الانبياء محمد وعيسى وموسى سلام الله عليهم لما إختلفوا ولما تفرقوا".


وتابع رجل الدين المسيحي الاسترالي متسائلا "لماذا لا يقتدى أتباعهم بهم؟!"؛ لافتا الى اسباب عديدة، "منها العشائرية والقبلية التي تتغلب على روحية الدين والعقيدة فتصبح العشيرة فوق الدين بل دين جديد"؛ مشددا بقوله : فالدين أوسع وأشمل من القبلية والعشائرية، وقد يخسر الانسان الله عندما يتعصب لقبيلته وعشيرته.

واشار الاب سميث الى ان "هناك من
يتعصب للاسلام وهو لا يعرف من الاسلام شيئاً؛ وهناك من يتعصب للمسيحية وهو لا يعرف عن المسيحية شيئاً. فالادعاء بالاسلام والمسيحية من دون معرفة وتطبيق كمن يدعي الديمقراطية وهو يمارس أبشع الدكتاتورية"؛ مؤكدا ضرورة "نبذ فكرة "نحن وهم.. فعلينا ان نتحلى بروح الوحدة وننظر الى الانسان بإنسانيته وليس بشكله ومظهره ولونه".

وأضاف : ما نشهده اليوم من جرائم مروعة تقوم بها مجموعات داعش لا يتحمل مسؤوليتها المسلمون.."؛ محذرا من تبعات "الدعوات التحريضية ضد المسلمين في استراليا"؛ واصفا اياها "حملات صليبية شبه غزوات داعش.. لا تمثل المسيحية وتعاليمها السمحاء"؛ لافتا الى تعاليم النبي عيسى (ع) التي تدعو الى "المحبة والسلام والوئام والتسامح والاندماج".

بدوره، القى راعي الندوة الشيخ جهاد اسماعيل، كلمة اكد فيها على "أهمية الحوار بين الاديان"؛ موضحا ان "الحوار الحقيقي يعبر عن الجوانب الاساسية للروح البشرية، وهو أداة تعزز فهم أفضل بين الجماعات الدينية المختلفة وتشجع على التعايش السلمي بين مختلف البشر".


وأضاف الامام وخطيب مسجد الرحمن في استراليا : الحوار بين الاديان ليس معناه تخلي الانسان عن عقيدته ودينه بل احترام المعتقدات الاخرى وعدم المساس بها"؛ مشيرا، في ذات السياق، الى وصية الامام علي (عليه السلام) لمالك الاشتر، يوقل فيها [يا مالك إن الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق]"؛
لافتا الى القول : وبهذا جسد الامام علي عليه السلام كيفية التعامل مع اصحاب المعتقدات الاخرى.

كما استدل، في الاطار نفسه، بآي الذكر الحكيم قوله عز من قائل [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ].

وتابع الشيخ اسماعيل : إن الغرض من الحوار ليس دمج الاديان والمذاهب في دين واحد، بل فهم الاخر وعدم تهميشه وإستقصائه"؛ داعيا الى "الذهاب أبعد من التعايش لان كلمة تعايش تعنى كأنك إنسان مفروض عليك أن تتعايش مع إنسان أخر. بينما المفروض ان نعيش روح الاندماج والمحبة فيما بيننا والابتعاد عن مفهوم، نحن وهم، كما ذكر الضيف الكريم الاب دايف سميث".

واكد ان "وظيفة الحوار تكمن في جلب القلوب بدلا من جلب العقول".

في جانب اخر من كلمته، تطرق امام مسجد الرحمن في العاصمة الاسترالية سيدني، الى جرائم تنظيم داعش الارهابي، قائلا ان "هؤلاء الارهابيون يستهدفون المسلمين قبل المسيحيين؛ هؤلاء إعداء الانسانية والبشرية. والمسلمون لا يتحملون وزر شر أعمالهم ومن الظلم تحميل المسلمين مسؤولية ما يفعلونه من جرائم ضد الانسانية".

وتركت هذه الندوة - كما يقول الاعلامي حسين الديراني - أثراً كبيراً في نفوس جميع الحاضرين؛ فكانت مفعمة بالروحية والمحبة والوئام والوحدة.. وهذه رسالة الاسلام العظيمة التي أراد الاعداء تلويثها ورجمها. حيث المسلم مسيحيا بتسامحه، والمسيحي محمديا بأخلاقه".
https://taghribnews.com/vdcizuaz3t1ayz2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز