تاريخ النشر2015 30 January ساعة 09:14
رقم : 180811
قراءة في كتاب

العنوان: الحرب النّاعمة (معالم رؤية الإمام الخامنئي )

تنا بيروت
العنوان: الحرب النّاعمة (معالم رؤية الإمام الخامنئي )

إعداد و إصدار : مركز الحرب الناعمة للدراسات

مقدّمة

برز مصطلح الحرب الناعمة بعد الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو المصطلح الذي يحمل معنى الواقعيّة على الإستراتيجيات التي تتبعها بعض الدّول لتشويه الفكر الإسلامي و القضاء عليه .فقد حدد و شخّص سماحة الأمام الخامنئي أن الحرب النّاعمة هي مصدر تهديد رئيسي للنظام الإسلامي في إيران والصّحوة الإسلاميّة والمقاومة في المنطقة ، و اليوم أصبحت الحرب الناعمة الخيار المفضل للولايات المتحدة والحلف الأطلسي وبعض النخب الصهيونيّة لأنّه لم يعد بالمقدور شنّ حروب عسكريّة بعد سلسة الهزائم والتراجعات .

منهج الإمام الخامنئي لمواجهة الحرب الناعمة 

أوّلا(أرشيف خطابات الإمام الخامنئي حول الحرب الناعمة) :

لقد ألقى الإمام الخامنئي عشرين خطابا بموضوع الحرب النّاعمة من العام ٢٠٠٩ حتّى العام ٢٠١٤

ثانياً ( الحرب الناعمة في خطابات الإمام الخامنئي دام ظلّه) :

في خطابه قال أنّ الشباب في هذا الميدان هم مجاهدون ضد الحرب الناعمة ، وأنّ الحرب النفسيّة أهمّ هدف للحرب الناعمة وهي ليست كالحرب العسكريّة ، فالعدو يريد تدمير إراداتكم وتغيير حساباتكم الإسلاميّة .

وعدد الإمام عدّة خطوات عن كيفيّة مواجهة الشباب للحرب الناعمة ومنها كان : رفع مستوى المعارف، رعاية الإنصاف في النّقد، الصبر فالمواجهة تتطلب بصيرة عمار بن ياسر واستقامة و ثبات مالك الاشتر، تجاهل مدى سرور الأعداء في بعض القضايا و الأحداث، اتخاذ أهداف مختلفة كبيرة الأبعاد في المؤتمرات والمخططات من أجل تحقيق الغلبة، 

وكما نعلم أنّ العدو يشن حربا نفسيّة باسم الحرب الناعمة ويحاول استعمال بعض النقاط والتي هي عبارة عن تضليل الشعب و الرأي العام بشعارات ظاهرة للحق لكن محتواها باطل و فاسد، شنغارات ثقافية، المس ببوادر الأمل و تحويلها إلى حالات إحباط و يأس.       

ثالثاً(خطابات الإمام الخامنئي في الحرب الناعمة امتداد لمنهجه و رؤيته الشّاملة) :

عمل الإمام كثيراً على التعريف و التركيز المكثف عن أهمية أبعاد هذه الحرب، فقد برز مصطلح الحرب الناعمة أوّل مرة على لسان الامام فقي خطابه قبل الإنتخابات الإيرانيّة خلال استقباله عوائل الشهداء في كردستان، ومن ثم انتشر كتاب القوة الناعمة و حصل بعدها على عدّة ترجمات، كما صدرت العديد من الأبحاث و الدراسات والمقالات الصحفية. لقد تكرر الكثير في الحديث عن الحرب النفسية في خطابات الامام الذي وضع موضع صراع إستراتيجي وحضاري مع الغرب الإستكباري ، فالنظرة للمشروع الغربي و الاميريكي واضح و ثابت، ولم يكن مشروعا عسكريا فقط، بل كان اعلاميا بالدرجة الأولى وتم تنفيذه على أساس اللافتات  والصحف و الأفلام.

ومن خلال التدقيق في خطابات الإمام الخمامنئي عن الحرب الناعمة فقد لاحظنا أن الحرب الناعمة تتميز من حيث الأسلوب والنمط الخطابي والمنهج الأدبي بتركيبة فكرية وبلاغية عميقة ومتينة ومتماسكة وموحدة، تتسم بمستوى من الترابط المنهجي و الفكري والعلمي، مع قدرة فائقة لتفكيك و نقد الأطروحة. بصورة مضادة في ظل الإلتزام بعناصر الأصالة و الدقة العلمية و الشمولية.

رابعاً(استراتيجية سماحة الإمام الخامنئي لمواجهة الحرب الناعمة ) :

خطط الإمام الخامنئي لعدة استراتيجيات يجب اتباعها في مواجهة الحرب الناعمة ومنها كان الخطوة الأولفى و هي القتناع والإيمان الحقيقي بوقوع الحرب الناعمة و ديمومتها، الفهم الصحيح لطبيعة هذه الحرب و الغنسجام و الوحدة معها، البصيرة في تشخيص القضايا، مواصلة تطوير البرامج، معرفة أهداف الحرب الناعمة، تطوير الإعلام الإسلامي وصناعة النموذج البديل للنموذج الاميريكي.

معالم رؤية الإمام الخامنئي دام ظلّه 
  الحرب الناعمة منظومة متكاملة، فالمؤتمرات ومخططات المعارضين أصبحت اكتر تعقيداً وتستدعي معرفة مختلفة الأبعاد والجوانب، فالحرب الناعمة حرب حقيقية مع أن البعض لا يرونها لأنها مخفية وتأتي  بالعديد من المظاهر، وقال سماحته أن الشباب الحقيقين يجب أن يكونو هم ضباط الحرب  الناعمة فمن يتصور أنه بظهور وسائل الإتصال سيعزل الكتاب فإنّه مخطىء .

إن الحرب الناعمة حرب تنتج أثارها على المدى الزّمني البعيد وهي حرب نخبوية بطبيعتها، أي تحتاج إلى التنخصص والدراسة و البحث وهي ليست أمرا بسيطا أو سهلا ومن هنا انطلقت صفة التعقيد عليها. وقال الإمام إن الهدف المركزي للحرب الناعمة هو تحويل نقاط القوة و الفرص إلى نقاط ضعف وتهديدات وقلب حقائق البلاد .

إن أهمية أي خلاف بين السنة و الشيعة ضروري  فيجب المواظبة على مؤتمرات التقريب وتعزيز المسابقات القرآنية لكافة المذاهب لترسيخ الوحدة ، ومن هنا يجب ان نعرف حجم الطاقات الفكرية و السياسية والتنظيمية و الإعلامية الهائلة التي تستنزف وتصرف من رصيد قوى الأمّة .

ومن الخطوات التي يجب متابعتها لمواجهة هذه الحرب هي توعية وتثقيف الناس وكشف أهداف الحرب عنهم، العمل بصورة عكسية لأهداف العدو، ملراعاة المصالح العليا في أخذ المواقف و التحركات و التدابير ، و الرصد المبكر لحركة العدة وسد مواطن الضعف في جبهتها، وتطوير كفاءة الإعلام الإسلامي لدرجة القول أن وسائل الإعلام لا تقل خطورة عن القنبلة الذرية لناحية قدرتها التدميرية. ويمكننا ضرب أهداف و خطط العدو وتثبيت أسس الإرتكاز المعنوي و النفسي لدى الإنسان والحفاظ على الكيان الفكري والهوية الإسلامية .

خاتمة 
الحرب الناعمة شكل من أشكال الحروب تخاض ضد أمتنا، و هي نمط حروب الحاضر و المستقبل وقد تطول حتى يحسم أحد طرفي الصراع معركته ضد الإخر، ولن يحدث هذا الأمر إلا بعد مواجهة تهديدات المشروع الأميريكي وادواته الغربية و الصهيونية ، و هذا يحتاج إلى رؤية بعيدة و جهود جبّارة وصبر استنراتيجي طويل المدى . 

https://taghribnews.com/vdcizuazzt1avv2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز