اوضاع السنة في ايران كما يراها علماء الدين في كردستان
تنا - خاص
ماموستا عبد الرحمن خدائي : لقد شهدت محافظة كردستان ذات الغالبية السنية ، تطوراً نوعياً ملفتاً على صعيد التعليم الديني و النشاط المذهبي لأبناء المنطقة ، فضلاً عن توسيع و تطوير الاماكن الدينية و المذهبية و انتشار المساجد في نقاط مختلفة من المدن و القرى و الارياف .
شارک :
يحاول اعداء الاسلام بمختلف السبل، إضعاف المسلمين وتشتيت صفوفهم و الحيلولة دون تحقق و حدتهم ، أملاً في الهيمنة على بلدانهم و نهب مواردهم و ثرواتهم . و في هذا الصدد احتلت إثارة النعرات الطائفية الحيز الاكبر ، باعتبارها السلاح الامضى و الاسرع تأثيراً في تحقيق الاهداف المشؤومة .
و من الطبيعي أن تكون الجمهورية الاسلامية في ايران في طليعة الدول الاسلامية المستهدفة ، نظراً لما تضطلع به من دور ريادي في توعية المسلمين و الدفاع عن هويتهم و عزتهم ، و ارساء اسس الحضارة الاسلامية الموعودة . بيد أن القيادة الحكيمة في ايران الاسلام فوتت الفرصة على هؤلاء الاعداء و احبطت كل مخططاتهم ، من خلال احتضانها لجميع المذاهب و الاقليات ، و حرصها على المساواة و الحياة الكريمة و العيش الحر المشترك لأبناء الوطن الواحد دون تمييز.
و في محاولة للتعرف على حقيقة ذلك ، التقى مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) عدداً من كبار علماء الدين في محافظة كردستان ذات الغالبية السنية ، فكان هذا الحوار :
يقول ماموستا عبد الرحمن خدائي ، امام الجمعة بمدينة سنندج و مندوب أهالي كردستان في مجلس خبراء القيادة : الاسلام دين الاخوة و التآخي ، و كلما كان المسلمون متعاضدين و متحدين ، كان بوسعهم تحقيق المزيد من قوتهم و ترسيخ عزتهم و نموهم و ازدهارهم .
و أضاف : أننا و ببركة الثورة الاسلامية المباركة ، بدأنا نعيش اجواءً جديدة مفعمة بتجسيد التعاليم الاسلامية و القرآنية في المجتمع الايراني ، و خلال السنوات الستة و الثلاثين من عمر الجمهورية الاسلامية أخذنا ننعم بأجواء مناسبة لممارسة الانشطة الدينية في البلاد .
و مضى ماموستا خدائي يقول : لقد شهدت محافظة كردستان ذات الغالبية السنية ، تطوراً نوعياً ملفتاً على صعيد التعليم الديني و النشاط المذهبي لأبناء المنطقة ، فضلاً عن توسيع و تطوير الاماكن الدينية و المذهبية و انتشار المساجد في نقاط مختلفة من المدن و القرى و الارياف .
و لفت العالم السني البارز الى أن هناك نائبين يمثلان محافظة كردستان في مجلس خبراء القيادة - اعلى سلطة دستورية في البلاد - ، و العشرات من النواب الكرد في مجلس الشورى الاسلامي .
من جهته اوضح ماموستا اقبال بهمني امام الجمعة بمدينة موجش : أن دستور البلاد ينص على احترام كافة المذاهب و الاديان ، و نستطيع القول بكل ثقة أن ايران الاسلام تعتبر اليوم إنموذجاً للتعاضد و التآخي بين اتباع المذاهب الاسلامية ، و ان أجواء التقريب بين المذاهب الاسلامية تتجلى بوضوح في ربوع هذا البلد الاسلامي .
و تابع ماموستا بهمني : أننا لا نجد اليوم أي فرق بين السني و الشيعي في ايران سواء في المجالات الثقافية و الاجتماعية و الدينية ، لاسيما المناطق التي يقطنها السنة و خاصة كردستان . فالجميع بمختلف انتماءاتهم القومية و الطائفية ، يحيون تحت لواء " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " ، و يتطلعون الى عزة و رقي و إزدهار بلادهم .
و أضاف امام الجمعة لأبناء السنة : أن معظم الاداريين و المسؤولين بمحافظة كردستان هم من السنة ، و لا يوجد أدنى تمييز بين السنة و الشيعة في الشؤون الادارية للمحافظة ، و أن كافة الفرصة متاحة لتولي النخب السنية مناصب حكومية رفيعة ، و نأمل ان نشهد ذلك عن قريب .
بدوره قال ماموستا عبد الحميد حسني امام الجمعة بمدينة ديواندره : أن محافظة كردستان تعتبر واحدة من أغنى المحافظات الايرانية من حيث الموارد المائية و المحاصيل الزراعية و الثروات الطبيعية ، اضافة الى ثرائها التاريخي و الثقافي . و هذا يعني أن بوسع المحافظة أن تشهد المزيد من النمو و التطور في ظل الاهتمام الحكومي المتزايد ، خاصة فيما يتعلق بإفساح المجال للنخب المثقفة من ابناء السنة للاضطلاع بدورهم في التنمية و الاعمار ، و الاستعانة بعلماء الدين لممارسة مهامهم و مسؤولياتهم في التصدي للتطرف الديني و الفكرالمنحرف .
و يؤمن امام جمعة ديواندره : أن بوسع علماء السنة في ايران الاضطلاع بدورهم في ترسيخ التوجهات الوحدوية للجمهورية الاسلامية على نطاق العالم الاسلامي ، ذلك أن ايران اليوم تعد نموذجاً بارزاً للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، و ينبغي نقل خبراتها و تجاربها في هذا المجال الى الدول الاسلامية الاخرى ، و أن بوسع علماء الدين السنة الاضطلاع بدور هام و حيوي في ذلك .