تاريخ النشر2017 10 September ساعة 11:18
رقم : 283034

ألعاب بلاستيكية ممنوعة بأمر جيش الاحتلال

تنا
رابع أقوى جيش في العالم، يتحرك بأجهزته الاستخبارية كافة وقوة سطوته وجبروته ليمنع أسلحة بلاستيكية مخصصة للعب الأطفال من التداول والبيع في مناطق تابعة للسلطة في الضفة الغربية المحتلة.
ألعاب بلاستيكية ممنوعة بأمر جيش الاحتلال
فقبل أيام وزعت قوات الاحتلال منشوراً في مدينة رام الله، يظهر فيه أمر منع بيع جميع الألعاب التي يستخدمها الأطفال وتحاكي فكرة "المقاومة" مثل "المسدسات والأسلحة البلاستيكية بجميع أنواعها".

ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف أن القلق والخوف لدى الاحتلال الصهيوني بجميع أجهزته الأمنية وترسانته العسكرية دعاهم لمنع "ألعاب الأطفال" التي تحاكي أسلحة المقاومة بالضفة المحتلة، كي تعلم أنّ الدولة القائمة على نظرية الأمن واستجماع القوة تهتزُّ وتترنح وتتجهز لانهيار يبدو قريبا.

الرعب
"عندما تصل الأمور إلى هذا الحد فنحن أمام دولة مرعوبة ودائمة الخوف، فمن يخاف يستمر بالبحث عن أساليب الحماية والتحصين"، هذا ما ذهب إليه الأكاديمي والمحلل السياسي عبد الستار قاسم.

ويقول قاسم لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "الخائف عادة عدواني؛ لأنه يتوقع من الآخرين مهاجمته، فهو يهاجمهم قبل أن يهاجموه، وهو ليس لديه سقف للقوة بل عليه أن يستجمع القوة باستمرار لكي يطمئن بداخله أنّه الأقدر على إلحاق الهزائم بالآخرين".

وأشار إلى أنّ هذا المنطق الذي تعيشه "إسرائيل" يجعلها تذهب إلى ما هو أبعد من ألعاب الأطفال واتخاذ إجراءات ضدها.

فكرة المقاومة
المحلل السياسي أيمن الرفاتي شاطر سابقه الرأي، مبيناً أنّ الاحتلال يسعى بشكل دائم ومتواصل لمنع تعزيز صورة المقاومة لدى المجتمع الفلسطيني ولدى الجيل الناشئ، ويسعى لتحطيم صورة المقاومة ومنع إيجاد أي رمزيات لها.

وقال لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "الاحتلال يدرك أن الطفل عندما يتربى على أبجديات المقاومة في كبره سيكون ضمن هذا الإطار، وسيكون لديه حمية ضد محتل أرضه ووطنه، وسيقدم على أفعال المقاومة".

ويشير الرفاتي، إلى أنّ العدو يخاف من مثل هذه الألعاب التي تغرس المقاومة شيئًا مقدسًا لدى الأجيال الفلسطينية، "وهو لا يسعى أن تكون المقاومة من ضمن الأساسيات التي يتربى عليها الجيل الفلسطيني الناشئ"، كما قال.

سلطة بلا سلطة
يبدو أن تدخل الاحتلال في المناطق التي تسيطر عليها السلطة وصل إلى أبعد مما يراه المراقبون، حتى أصبح منع ألعاب الأطفال من اختصاص الاحتلال، الأمر الذي يسطر تساؤلات عدة.

وهو ما يجيب عليه المحللان قاسم والرفاتي، حيث أكدا أنّ السلطة ليس لها سلطة حتى في المناطق التي تسيطر عليها، فالاحتلال يستطيع بسهولة أن يقتل أو يعتقل أو حتى أن يضع حاجزاً في تلك المناطق.

ويقول قاسم: "السلطة ليس لديها قرار مستقل، وهي ارتضت لنفسها أن تكون وكيلاً للاحتلال، وبالتالي كل شيء تحت سيطرة السلطة هو مباح ومنتهك".

فيما يؤكّد الرفاتي، أنّ الضفة مستباحة لدى الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك"، ويمارس سيطرته الأمنية، ويجد لديه السلطة والسيطرة للتحكم في الأمور الأمنية والسياسية فيها بشكلٍ عام.

ويضيف المحلل الرفاتي: "الاحتلال لا يعطي السلطة أي قيمة يمكن معه أن تعدّ مرجعًا كيانيًّا وسياسيًّا للفلسطينيين، بل يتعامل معها بمنزلة كنتونات لإدارة شؤون الفلسطينيين الحياتية فقط، أما القضايا الأمنية والسياسية فهي من اختصاصه".
 
https://taghribnews.com/vdcjtte8xuqeoyz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز