تاريخ النشر2017 16 August ساعة 10:20
رقم : 279714

الحجّ فرصة لتأكيد انتمائنا إلى الإسلام

تنا
ها قد أقبلت أيّام الحج تدعونا إليها كي نجدّد خضوعنا لله، ونؤكد التزامنا بحدوده، ونعمّق ارتباطنا به، وننقاد لطاعته ومشيئته، بحيث نخرج من حساباتنا الضيّقة، ومن أنانياتنا المفرطة التي تشغلنا عن توحيد الله.
الحجّ فرصة لتأكيد انتمائنا إلى الإسلام
محمد عبدالله فضل الله
في الحجّ نيّة مخلصة لله وحده، فلا توجَّه إلى سواه، وفي الحجّ إحرام عمّا حرم الله وتواضع له، وفي الحجّ مناسك؛ من وقوف بعرفات، ومن تلبية وطواف وسعي ورجم، وغير ذلك، كلها مناسك تحاول تربيتنا على الخضوع لله والعودة إليه عودةً طوعيّةً، فيها كلّ الوعي والمسؤوليّة والانفتاح على عظمته وقدرته.

الحجّ مسيرة العبد إلى ربّه، لذا علينا أن نجدَّ في مسيرنا، ونجعل منه مسيراً جادّاً ومخلصا لله، نريد به رضاه ورحمته، ونريد به تفاعلاً مع قيم الإسلام ومفاهيمه ورسالته في العقيدة والشَّريعة والأخلاق، بما يجعلنا على تواصل حيّ مع كلّ تاريخ الإسلام العظيم. إنّ الحجّ ارتباط بالله وبالرّسالة وبكلّ ما يدعونا إلى العزّة والفخر بتاريخنا الإسلامي الحضاريّ العريق، والحجّ مناسبة لتأكيد انتمائنا إلى الإسلام.

فهذا الإمام جعفر الصّادق(ع)، في حديثه عن الحجّ، يقول: "ولتعرف آثار رسول الله(ص)وتعرف أخباره،ويذكر ولاينسى".

ونحن على أبواب الحجّ؛ هل من يتذكّر منا سيرة رسولنا الكريم(ص) وجهاده وصبره وتضحياته وعلمه وأخلاقه وورعه وتقواه؟

وفي الحجّ كلّ منفعة للفرد والجماعة، بحيث فيه كلّ منفعة روحية واجتماعية وإنسانية وسياسيّة تؤكّد معنى الوحدة والتّضامن بين المؤمنين، وفيها كلّ منفعة على مستوى التربية الروحية والأخلاقية التي تفتح الإنسان على عالم الآخرة وتزيد له من الثّواب.

ويسأل الرّبيع بن خيثم الإمام جعفر الصّادق(ع) عن قوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}؛  منافع الدّنيا أو منافع الآخرة؟ فقال: "الكلّ".

أمام عبادة الحجّ، لا بدّ لقلوبنا من أن تخشع، ولعقولنا من أن تنفتح على الحقّ، مع قدوم هذه الأيام المباركة التي لا بدّ من أن تكون مدعاةً للأمّة لتناسي خلافاتها، وتأكيد وحدتها، وتوحيد طاقاتها.
https://taghribnews.com/vdcjvhe8xuqeaaz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز