تاريخ النشر2015 14 January ساعة 12:18
رقم : 179319

عدد مجلة "شارلي ايبدو" الجديد استهتار أم حرية تعبير؟

تنا
لم يعد ثمة مبرر لاستمرار هجمات الكراهية والإساءة التي تقوم بها هذه المجلة الفرنسية ومن شابهها من مجلات عنصرية ومنظمات فاشية معادية للمسلمين من أفعال أو رسومات أو أقوال، وقد آن للعدالة في بلدان أوروبا وفي مقدمتها فرنسا أن ترفع صوتها في وجه كل من يريد بث الكراهية .
عدد مجلة "شارلي ايبدو" الجديد استهتار أم حرية تعبير؟

يصعب وصف ما جاء في العدد الجديد لمجلة «شارلي ايبدو» الساخرة (والمفلسة كما يجب التذكير) الذي صدر صباح اليوم بأنه يندرج في حرية التعبير، التي ضجّ العالم بأسره وتضامن من أجل رفض الترهيب والإرهاب، بما هي قيمة عليا في المجتمعات الإنسانية المتحضرة، أما المضي قدماً في الاستهتار والإساءة لرسول الإسلام والرحمة والتسامح والمحبة، واعتبار ذلك حرية للتعبير، فهو عبث وعدوانية وعنصرية أياً كانت المبررات والتفسيرات، التي يجب أن تتوقف وأن تقوم بدلاً من ذلك بإدانة هذه الأفعال التي لا تبث في النهاية غير الكراهية والعنصرية ورفض الآخر..

لم تكن مشاركة قادة العالم الإسلامي في المسيرة التضامنية التي جرت في العاصمة الفرنسية باريس يوم الأحد الماضي، انتصاراً لخط أو نهج هذه المجلة الساخرة التي يُصّر القائمون عليها على تحدي مشاعر المسلمين والإساءة لنبيهم الكريم، بقدر ما كانت مشاركة تضامنية مع الحرية بكل معانيها السامية التي يحاول المتطرفون والإرهابيون والعدميون ومصدره الكراهية، الطمس عليها وتكميم أفواه الناس وإصابة العدالة والقانون في مقتل..

ولو أننا بالفعل أردنا المضي قدماً مع المنطق (اللامنطقي أصلاً) الذي يقف خلف العداء الذي يكنه القائمون على المجلة المذكورة للإسلام، بأنهم إنما يفعلون ذلك ضد الإرهابيين وارتكاباتهم، فهل نبي الإسلام صلوات الله وسلامه عليه هو «إرهابي»؟ حتى يواصلوا المسّ بشخصه الكريم وبدعوته الإلهية والإساءة لكل أتباع هذا الدين الحنيف، الذي يؤمن به أكثر من ثلث البشرية.

حريّ بهؤلاء الذين امتهنوا الإساءة لنبي الإسلام والبشرية جمعاء والمسّ بمشاعر الغالبية الساحقة من المسلمين في أربع رياح المعمورة، أن يستخلصوا الدروس والعبر وأن يُعبّروا عن امتنانهم لهذه المشاركة التضامنية مع الضحايا والإدانة الشديدة لأفعال الإرهابيين والذي كان العالمان العربي والإسلامي في مقدمة من أدانوا واستنكروا وشددوا على رفض انتساب هؤلاء القتلة للإسلام أو النطق باسمه والإسلام منهم براء..

لم يعد ثمة مبرر لاستمرار هجمات الكراهية والإساءة التي تقوم بها هذه المجلة الفرنسية ومن شابهها من مجلات عنصرية ومنظمات فاشية معادية للمسلمين من أفعال أو رسومات أو أقوال، وقد آن للعدالة في بلدان أوروبا وفي مقدمتها فرنسا أن ترفع صوتها في وجه كل من يريد بث الكراهية في صفوف مجتمعاتها وتقسيمها وفق نظريات عنصرية وفاشية، لم تعد لها مكان في المجتمعات الديمقراطية والحرة التي نجحت في هزيمة الفاشية والنازية وكل أشكال الإستبداد والعنصرية.

ولعل مشاركة الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل في المسيرة التي ستنظمها جمعيات ومنظمات إسلامية في ألمانيا ضد شعارات ومظاهرات منظمة «بيغيدا» العنصرية التي تنادي بالوقوف ضد ما تسميه «أسلمة أوروبا».. يزيد من الثقة بأن أنصار الحرية وخصوصاً حرية التعبير والعيش والكرامة الإنسانية هم الذين سينتصرون في النهاية، وليس دعاة العنصرية والكراهية والإساءة للإسلام ونبيه الكريم.

المصدر : صحيفة الرأي الاردنية
https://taghribnews.com/vdcjvhevhuqeatz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز