ولأنها سوريا قلعة الصمود والتصدي، قلعة العروبة والإخاء والحضارة والحرية والتعايش السلمي.
حروب الظل والظلم والظلام وشموس الحب والوئام والسلام
تنا - بيروت
3 Sep 2012 ساعة 15:08
ولأنها سوريا قلعة الصمود والتصدي، قلعة العروبة والإخاء والحضارة والحرية والتعايش السلمي.
إنها سوريا منذ الأزل والأبد، ولأنها سوريا قلعة الصمود والتصدي، قلعة العروبة والإخاء والحضارة والحرية والتعايش السلمي، فإنه لا بد لكل نبيل وشامخ لا يعرف الذلُّ إاليه سبيلاً، من أن تتفق عليه الظلمات التي لا تتفق إلا من أجل الظلم والموت والدمار والقتل والظلمات، تتفق مجتمعة عليه لتصيبه بكل ما فيها من حقد وقابيل وذبح وتدمير، لكي تشفي غلـّـها وغليلها، ولن تشفيه بإذن الله تعالى،
لسبب بسيط، لأن الله حق وهو مع الحق، والحق والحقيقة أن سوريا تدافع عن ذاتها، بكل شرف ووطنية وحضارية ضد كل هذا التكالب الدولي الذي يصب فقط وفقط في مصلحة الكيان الصهيوني الإرهابي، وبإرهابية تدل جميع بصماتها عليه سواء مثلتها الأمريكوصهيونية بشكل مباشر، أو من خلال أدواتها الإرهابية الأخرى من إعلام إرهابي تحريضي قاتل لا علاقة له بالإعلام شرفاً وأخلاقاً ومهنة، ومن شائعات نفسية وطائفية، ومن دسائس وأدوات تكنولوجية أو بشرية قاتلة، ومن إدخال أسلحة مختلفة ومتنوعة، ومن إنشاء ملاجئ استباقية هي أشبه بالسجون الممنهجة لاحتقار كل نازح عن وطنه، لأن غاية هذه المنهجية أولاً وأخيراً أن تجعل النازحين مجرد أوراق محروقة لصالح القاتل والقاتل المأجور المرتزق مهما كانت جنسيته ولونه ولغته وعرقه ودينه لأن القتل والإرهاب والخيانة بلا دين ولا جنسية ولغتها الوحيدة الدمار والمجازر والذبح وتقطيع الجثث تحت غطاء ديني الله ذاته براء منها،
كما محمد وعيسى وموسى وداوود، وتحت غطاء طائفي تفريقي، وغطاء مصطلحاتي استعماري مسبق الصنع يحمل ماركة إرهابية واحدة هي الأمريكوصهيونية، صنوان العلامة التجارية برمزها (٧٢٩)، تمثلها عصابات مجرمة ترمي المواطنين من أبراج المباني، وتذبحهم من الوريد إلى الوريد، وتخرب بيوتهم، وتقطع أرزاقهم وتعقد مؤتمرات لسفك دم الأبرياء وتصرخ الشعب يريد! أي شعب هذا الذي يريد ذبح المواطنين وإبادتهم وذبح وطنهم وإحراقه؟!؟ أي شعب هذا الذي يريد وأكثر من ٢٣ مليون سوري لا يريدون هذه المحرقة الهولوكوستية، لأنه شعب لا يريد سوى الأمن والأمان والحياة والسلام الذي لن يكون إلا من خلال قائده وصموده ووحدة شعبه وتعايشه السلمي الكريم..
إنه الشعب العربي السوري الذي “لا يقاد بالتحكم عن بعد بأجهزة اللاسلكي ولا يستطيعون أن يقودوه من الخارج”، إذن، وحتماً، المواطن السوري خرج عن أفق توقعاتهم، وأثبت جدارته بتمسكه بوطنه، وتاريخ وطنه، وجذوره الحضارية، ومنابع ضوئه الأصيل، إذن، وحتماً، تلك العصابات ومؤامرتها الكونية تتحدث عن شعب آخر قد يكون الشعب الأمريكي وأشباهه، لأن من يتحدث باسم الشعب العربي السوري حتماً لا يمثـّـل الشعب العربي السوري، إذ كيف للشعب العربي السوري أن يريد التخريب بدل التطوير، القتل بدل السلام؟! الشعب العربي السوري هو الذي ورث عن أجداده الأبجدية الأولى والكلمة الطيبة الأولى والتاريخ العريق العريق العريق.
ما يحدث في سوريا حروب ظل وظلام وذبح وتدمير للموروث الحضاري والبنى الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والإنسانية بطريقة أوحش من الوحشية وتلك بصمات الصهيونية العالمية بأدواتها المختلفة، المعبأة بأهداف سرطانية متشعبة، أولها استمرار الصهيونية في إرهابها في فلسطين التي لم يجتمع من أجل تحريرها وديمقراطيتها ما اجتمع من أجل ذبح سوريا ومتابعة تفتيت المنطقة العربية أو ما تبقى من الوطن العربي تبعاً لسايكس بيكو جديد هو مشروع ليوناردو لويس، وهذا المخطط الإرهابي الهولوكوستي صار أوضح من النهار، وهو ما يدركه كل إنسان على الأرض يتمتع بضمير معتدل وموضوعي وعادل، ومنهم باتريك سيل الذي كتب في إحدى مقالاته:”تشنّ مجموعة من الدول حرباً في الظلّ ضد سورية فيما تشنّ القوى العظمى حرب ظلّ ضد بعضها بعضاً، ومن شأن شرارة واحدة إشعال فتيل الحريق”.
وهذا يعني أن استمرار الحالة الراهنة التي وصلت إلى ذروة الإرهاب والعنف والقتل والدمار إلى اقتراب حرب عالمية ثالثة مصدرها الأساسي الكيان الصهيوني الإرهابي وأمريكا المتصهينة التي تعتبر سِـفـْـراً من أسفار الإبادة التي لا يقبل بها أي تشريع ديني أو إنساني، ولك أن تسألوا أرواح الشهداء جميعاً، ومنهم بكل تأكيد، راشيل كوري، الأمريكية التي جرفتها جرافات الصهاينة وهم يجرفون الأرواح والبيوت والأجساد، وحتى الآن، لم تستطع الأمم المتحدة من اتخاذ ما يجب تجاه القاتل الجارف حتى ضمن اتفاقية جنيف التي توجب فرضاً الحفاظ على المدنيين تحت أي ظرف كان، تلك الاتفاقية التي حرقها ويحرقها الصهيوأمريكيون والمتصهينون بكل أطيافهم وأقنعتهم التنكرية التي تحشد قناصيها ومجرميها المرتزقة ومتفجراتها في أراضينا السورية، والعربية الأخرى التي لن تسلم منها أيضاً، وبكل تأكيد، وهنا يحضرني المتنبي بقوله: “وليس يصح في الأفهام شيئ إذا احتاج النهار إلى دليل”.
ومعروف على مدى التاريخ البشري أن المعارضة الوطنية تنتقد بالكلمة الطيبة التي لا غاية لها لا في كرسي ولا منصب ولا مصلحة خاصة، وحتماً، تخرج عن أي مفهوم للمعارضة، تلك العصابات التي هي أداة في يد الأمريكوصهيونية والتي ستحرقها بعد حين قريب. المعارضة يجب أن تكون بناءة وأخلاقية ومثقفة ومجيدة لأدبيات النقد والحوار وأخلاقيات الاختلاف وشفافية الضمير والإحساس العالي بالمسؤولية وأن يكون هدفها التطوير لا التدمير، وتكون من الداخل، وليس من الخارج القادم مع أسلحة إرهابية صهيونية وأمريكية الصنع أو منهوبة من جيش الدولة السورية بعد تفجيرنا جيشاً ومدنيين ومبانٍ لسرقة أرواحنا وآثارنا وأرضنا.
إذن، لم يعد من مجال للشك فيما قاله محمود درويش ذات قصيدة:”سقط القناع عن القناع”، وهم وأقنعتهم لـَـعابرون في لحظات عابرة.
أعتقد جازمة بأن فساد مدّعي الديمقراطية القاتلة بدءاً من الأمريكوصهيونية عبوراً بأمثالها وانتهاء بالصهيوأمريكية، هم الأكثر فساداً وإرهاباً وإجراماً بحق الأرض وشعوب الأرض، وطبعاً بحق شعوبهم أيضاً لأنهم امتهنوا القتل ليجمعوا الأموال المغرورقة بالدماء والمغرقة بالأسلحة والسادية والديكتاتورية، وليستعبدوا الأرض والبلدان وشعوبها لأنهم الشعب المختار وبقية المخلوقات من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، ليست إلاّ مجرد قطيع مسخر لخدمتهم ومقاصلهم وأسلحتهم ودمارهم، ومن لا ينصاع لهم،
أو بالأحرى لا يُسخـّـر لأجلهم، يكون عليهم ويحللون قتله وإحراقه وتقطيعه ويتفننون في الإجرام لدرجة أنهم يتركون الأبالسة والشياطين في حالة دهشة واستغراب واشمئزاز وإنكار واستنكار، وأبشع مثال لما يقومون به هو إغراق سوريتنا، ثم إغراق وطننا العربي، بهولوكوست خرافي أسطوري من العنف والمجازر والقتل والدمار والتدمير بحيث لا يبقى حجر على حجر ولا يبقى منا بشر، ولكن هذا هو وهْمُهم الذي يسعون إليه، وهْمُهم الذي يجعلهم سكارى وما هم بسكارى لأن عذاب الله شديد، ولأننا كما قلنا نحن سوريا الحضارة والثقافة والإنسانية والحوار بالكلمة الطيبة التي اختارها ثلاث وعشرون مواطناً سورياً، لا حوار الكلمة الخبيثة المدماة المدمِّرة المرمـّـدة بالحقد والملتهبة بالتقسيم والطائفية والعنصرية والقناصة والقتلة والمأجورين والمرتزقة وإلخ، ولأنها سوريا التي قال عنها أحد مديري متحف اللوفر: “على كل إنسان أن يقول لي وطنان وطني الذي أعيش فيه وسوريا”.
إنها سوريا الحضن الحنون لكل أشكال الجمال والحرية والحوارية والإنسانية، منبت السلام بكبريائه، والحق بنصاعته، والإنسانية بأبهى تعايشها وحضارتها وثقافتها، والمفروض أن يعي الواعون فقط، الوطنيون فقط، بأن الحوار الحضاري الأخلاقي هو أقصر الطرق وأشدها استقامة وأجملها نزاهة ليرتد الهولوكوست على صانعيه أصحاب “نظرية أسراب النحل”، و”نظريات الحرق والقتل والتدمير”، أولئك الذين يظنون أن التاريخ يعيد نفسه، وأن غرناطة ستسلم مفاتيحها مرة ثانية، أولئك الذين تقول لهم سوريا أنا الفينيق الأبدي، أبجديتي أوغاريت، وروحي المحبة الكونية، وكذا، وعلى مر الأزمنة والأمكنة تظل كلمة الله هي العليا، وتظل سوريا مثقفة بالمحبة والحوار الحضاري، سوريا التي لن تسلـّـم مفاتيح غرناطة أبداُ، وكذا، يظل وطننا العربي المحبة رغماً عن كل حروب الظل والظلم والظلام، وكذا، نظل شموساً وأهلـّـةً للحب والسلام.
المصدر: سيريان تلغراف - غالية خوجة
رقم: 107915