أيّاً كان المصدر،فهذا شيءٌ خطيرٌ جداً وعلامة تحوّلٍ جدية،ما معناه أن أزمة إسرائيل لا تنتهي عندما تكتشف من أرسل الطائرة من دون طيار.. بل تبدأ حينها!
يكفي للتحليلات الخلفية لتحليق الطائرة أن تُشعل رأس أي مستوطن أو قيادي صهيوني شيباً فكيف ما مالت التحليلات والنتائج..تبقى المصيبة واحدة..أزمةٌ حقيقيةٌ أقل ما يقال أنها خطيرة..
عند حوالي العاشرة من صباح ٦ تشرين الأول رصدت وحدة المراقبة الجوية الاسرائيلية طائرة فوق البحر في منطقة قطاع غزة حلقت شرقًا باتجاه الأراضي “الاسرائيلية”، ليتقرر اسقاطها لدى وصولها الى منطقة غير مأهولة بعدما هرعت طائرات مقاتلة من سلاح الجو ورافقتها حتى اعتراضها في منطقة جبل ياتير..
إرتباك في الكيان الإسرائيلي
تحليلات صحفية و تقارير إعلامية تتوالى، لقد تصدر الخبر كل الأخبار
لا معلومات عن الجهة المرسلة ،لكن يبدو جلياً أن المرسل إليه هي إسرائيل ..
لم تُرسَل طائرة الإستطلاع هذه من مصر طبعاً …ولا من الأردن قطعاً..
فهل أرسلتها سوريا ؟ أم إيران ؟ حماس ؟ أو حزب الله ؟
أولاً : إذا كانت حركة الجهاد الاسلامية هي من ارسل الطائرة بدون طيار الى العمق الاسرائيلي فهذا يعني ان التطور التكنولوجي بغزة للحركة قد تفوق على قدرة حركة حماس و في هذا إشارة واضحة من ان هناك تغيير حصل على المعادلة في غزة من حركة حماس الى حركة الجهاد الاسلامي و يعني أيضا ان حركة الجهاد قد يكون لديها المزيد من طائرات الاستطلاع اضافة الى صواريخ حديثة.
ثانياً: أما لو كانت حركة حماس هي من أرسلها فهذا يعني ان الصراع مع اسرائيل ليس فقط لم ينتهي أوخفّت حدته …إنما تطورت ادواته و اساليبه بينهما.
ثالثاً: إذا كانت سوريا هي من أرسل طائرة الإستطلاع هذه فهي بلا شك تقول في ذكرى حرب تشرين للاسرائيلين لم ننساكم .
وتُذكّر بقدرة العرب مجدداً …و تقول رغم حروب الداخل و الازمة السورية الصعبة ”مستعدين لتطوير قدراتنا لحرب قادمة فلا تمزحوا ولا تصدقوا أن سوريا ضعيفة”…لا زلنا قادرين ! فلتنتبهوا ! و يا لها من صدفة بيوم حرب تشرين ترجمت ذكاءً بالحرب النفسية ليوم له معنى أسود بالذاكرة الإسرائيلية.
رابعاً: لو أرسلت أيران طائرة الإستطلاع هذه فهذا يعني أن رسالة إيران للقادة العسكريين و الامنيين و المسؤولين الاسرائيليين هي أن الايرانيين طوروا جيلاً من الطائرات تحلق آلاف الكيلومترات وليس مئة فقط، فإذا كانت إيران فإن الاسرائيلين يحبون أن تكون إيران من أرسلها لكي يذكّرو بمدى خطورتها و بأنه لا ينبغي التهاون بتركها ..
إن أكتر مسافة تقطعها الطائرات الإسرائيلية الحربية بلا تزود بالوقود هو وصول لفوق بغداد والعودة أما و أن يكون لإيران طائرة تستطيع الوصول – مع العلم أن طائرة بلا طيار ٣٠٠ كلم ذهاب وعودة هي أفضل طائرة و هي من صناعة إسرائيلية، فذلك يعني أن إيران طورت جيل جديد منها بديل عن الصواريخ العابرة لآلاف الكيلومترات و قابلة لحمل صواريخ ولا تكشفه الرادارات الغربية ما يعني أنه ممكنٌ جداً أن يكون هناك جيل صورايخ إيرانية يصل لأوروبا ولأميركا لم لا و الرادارات لا تكتشفه؟
خامساً: إذا كانت الطائرة مرسلة من قبل حزب الله فهو يقول لإسرائيل بها ” كان بيدي أن تكون الطائرة مسلحة بصواريخ وأن تقصف أهدافاً داخل إسرائيل “ .
و لحزب الله أيضاَ هدفين أساسيين في إرسال الطائرة بلا طيار الأول هو اين سيلتقطها الرادار ويسقطها الصاروخ ؟ إذاً “لا تثقو بأكذوبة القبة الحديدية” و يقول "لقد عبرنا الحدود ودخلنا الأجواء لمئة كلم ولم تنفعكم هذه المنظومة و لو كانت صاروخاً لوصل لأهدافه !
ثانياً حزب الله يقول في ذلك أن الحرب القادمة هي حرب طائرات بدون طيارين أو ربما غيرها فلتعلم إسرائيل ذلك جيداً !
لا داعي أن تبذل إسرائيل جهداً و تتكبد عناء البحث و التحقق من مصدر الطائرة …حيث يبدو أن الطائرة قد صُمّمت أساساً بطريقة يصعب التعرف إلى هوية مصنّعِها أو مرسلها …
أياً كان المصدر فهذا شيء خطير جداً و علامة تحول جدية،
أزمة إسرائيل لا تنتهي عندما تكتشف من أرسل الطائرة بل تبدأ حينها !
بقلم روزانا رمال