ذهبت اميركا الى جنيف ٢ معولة على حلقات التفاوض التي يديرها ممثل الامين العام و مندوبه الى سورية الاخضر الابراهيمي ، و هي تتصور بان بامكانها او ان احلامها متجهة الى تحقيق واحد من ثلاثة اهداف تأمل ان تنجح في الوصول الى احداها .
جنيف ٢ …الغام اميركية تنفجر باصحابها
تنا
28 Jan 2014 ساعة 16:18
ذهبت اميركا الى جنيف ٢ معولة على حلقات التفاوض التي يديرها ممثل الامين العام و مندوبه الى سورية الاخضر الابراهيمي ، و هي تتصور بان بامكانها او ان احلامها متجهة الى تحقيق واحد من ثلاثة اهداف تأمل ان تنجح في الوصول الى احداها .
العميد امين حطيط
لا يظنن احد ان سورية بوفدها الرسمي المفاوض في جنيف الان ، تفاوض بالفعل حفنة من الاشخاص جمعتهم اميركا في لحظة من الزمن و اسمتهم “ائتلاف وطني سوري” بعد ان اسبغت عليهم صفة الممثل للمعارضة السورية او بشكل اكثر فضفضة اسم “الممثل الشرعي للشعب للسوري” ، لان مثل هذا الظن منفصل عن الواقع و بعيد عن الحقيقة .
فسورية في جنيف اليوم تفاوض اميركا ذاتها حيث يقود ممثلها فورد ( السفير الاميركي في دمشق سابقا ) المجموعة المسماة وفد “الائتلاف السوري المعارض” ، في مفاوضات اضطرت اليها اميركا التي قادت عدوانا كونيا على سورية ، مفاوضات اضظرت اليها بعد ان تكرر الفشل و الاخفاق في الميدان و تفاقمت نتائجه و بعد ان استهلك العدوان بموجاته المتتالية و اساليبه المتعددة على الارض السورية الكثير من الادوات و الوسائل بما فيها ما عرف او اسمي “القيادة الميدانية” فاستهلكت منهم القيادة تلو الاخرى من قطر الى تركيا الى السعودية اخيرا ..( حسنا فعل وزير الخارجية وليد المعلم بعدم الدخول الى قاعة المفاوضات و الاقامة في غرفة قريبة منها و ليوازن المشهد الشكلي مع الممثل الاميركي فورد الذي يدير الوفد المعارض من غرفة قرب قاعة التفاوض )
أ. ذهبت اميركا الى جنيف ٢ معولة على حلقات التفاوض التي يديرها ممثل الامين العام و مندوبه الى سورية الاخضر الابراهيمي ، و هي تتصور بان بامكانها او ان احلامها متجهة الى تحقيق واحد من ثلاثة اهداف تأمل ان تنجح في الوصول الى احداها و هي :
١) احراج سورية لاخراجها او استفرادها عبر سلسلة من الافخاخ و الكمائن التي نصبتها لها بدءا من صيغة الدعوة و جدول الاعمال المرتبط بجنيف ١ حسب التأويل الاميركي المتحفظ عليه لا بل المرفوض سورياً مروراً بدعوة ايران ثم استبعادها عن المؤتمر ، وصولا الى فخ الامين العام و محاولاته التضييق على الوفد السوري اثناء افتتاح المؤتمر . كانت اميركا تتصور بان استفزازها لسورية بهذا الشكل سيقود سورية الى رفض مؤتمر جنيف ٢ و الظهور بمظهر الرافض للحل السلمي خلافا للحقيقة ثم تتحمل مسؤولية ذلك و ما يترتب عليها دوليا .
٢) تحقيق غايتها الاصلية بتغيير النظام السياسي السوري و ابداله بنظام دمية تسيطر عليه و تعيد عبره رسم الخريطة الاستراتيجية لسورية و المنطقة ، على تنفذ ذلك بمناورة استغباء و احتيال تلجأ اليها عبر تفسير بيان جنيف ١ – بيان ٣٠ حزيران ٢٠١٢ – بما يوافق هذا التطلع . اي اعتبار جنيف ٢ هيئة ذات وظيفة تنفيذية لبيان يعتد به على انه وثيقة تأسيسية تنص على التغيير الشامل للنظام و اشخاصه كما تريد او تحدد اميركا .
٣) كسب الوقت من خلال عمليات التفاوض و اللجوء الى ما تسميه العمليات الانسانية لاتاحة الفرص امام جماعاتها المسلحة لاستعادة توازن ما في الميدان و وقف اندفاعة الجيش العربي السوري و منعه من مراكمة الانجازت العسكرية ، و الحؤول دون استثمار سورية لبرنامج المصالحات الوطنية التي تعقد باشرف الدولة و دارتها . وقت تريده اميركا لاعادة تنظيم الجماعات المسلحة و وقف القتال بين صفوفها ، بالشكل الذي يعطي اميركا اوراق قوة ميدانية قابلة للاستثمار .
ب. لقد وعت سورية و حلفاؤها خاصة في محور المقاومة و في طليعتهم ايران ، وعت الخطة الاميركية و ادركت اهدافها و وضعت لكل شأن منها ما يناسبه من مواقف تجهض المكيدة و تعطل المناورة ، و نستطيع ان نقول الان و بعد جولة لمواجهة الاولى :
١) ان الافخاخ التي نصبت لاحراج سورية و تحميلها مسؤولية فشل جنيف ٢ ، هذه الافخاخ انفجرت بزارعيها و اتاحت لسورية فرصة ثمينة للظهور امام العالم كله بانها دولة متماسكة لها رجالها الذين يدافعون عنها في المجالات و الميادين السياسية و الدبلوماسية و الاعلامية فضلا عن العسكرية التي بات العالم كله يعرف كيف ان سورية تقود عملياتها الدفاعية بنجاح و اتقان .
٢) ان العمل بما تريده اميركا من تسليم السلطة لعملائها هو امر مستحيل ، و لا يوجد قوة في العالم يمكن ان تفرض على سورية حكامها ، و بالتالي اذا كان بيان جنيف ١ يعني بالفهم الاميركي ذلك فان هذا البيان سيكون في بنده هذه مردودا على اصحابه و لن ينفذ منه حرف ، لان جل ما تقبل به الدولة السورية اليوم و يمكن تنفيذه هو القبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية يعينها الرئيس الاسد المستمر في كامل صلاحياته حسب الدستور النافذ ، و يمكن لهذه الحكومة ان تشتمل على اشخاص مما يسمى معارضة و تكون نسبة تمثيلهم بمقدار ما يمثلون من الشعب السوري .
٣) ان منح الفرص للجماعات الارهابية لاعادة التنظيم هو امر لن يمر ، لان خديعة الممرات الامنة و الممرات الانسانية و عمليات الاغاثة ، لا يمكن ان تمرر على دولة و مسؤولين واجهوا العدوان لنيف و ٣ سنين و علموا ما علموا من مناوراته و خدائعه و اكاذيبه . و اذا كان البعض يظن ان ادخال تلك “المساعدات الغذائية و غير الغذائية ” كما ذكر الاخضر الابراهيمي ، سيمكنه من ادخال السلاح و الذخيرة الى منطقة حمص و اجهاض الانجازالاستراتيجي السوري الذي تمثل بمعركة القصير و ما تبعها ، فهو برأينا واهم . و لن يجد المخطط الغربي نفسه في وضع يستطيع معه وصل طرابلس في شمال لبنان بحمص فالبادية في سورية كما يشتهي .
اما بالنسبة للمساعدات الانسانية ذاتها فان تزويد السوريين بها و في اي مكان على الارض السورية هو مطلب رسمي سوري تعمل الدولة عليه و لكن الارهابيون هم من يمنع تحقيقه ، و سيكون تنفيذ هذا الامر و بحدود ما تعني مواد الاغاثة الانسانية مترافقا مع اطلاق سراح بعض الموقفين و المخطوفين سيكون ايضا تنفيذا لرغبة سورية باعتبار ان الدولة تعمل بذهنية المسؤول عن كل ارض سورية و عن كل مواطن سوري .
و على هذا الاساس يمكننا القول بان اميركا ستفشل في جنيف٢ كما فشلت في الميدان السوري و الفشل سيكون لاميركا و ليس لجنيف٢ الا اذا نظر لجنيف ٢ من منظور اميركي عندها سنقول فشل المؤتمر ، بينما سيكون الامر خلاف ذلك اذا نظر اليه بمنظار آخر ، حيث ان سورية اثبتت موقعها الدولي ، و كسرت الحصار الاعلامي الغربي طيلة ٣ سنوات ، و اكدت انها تملك مقومات الدفاع النجاح عن الذات و الحقوق في كل المجالات .
و مع هذا الفشل الاميركي المنتظر لن يكون هناك وزن او قيمة لمسارعة وزير خارجية السعوديين لمناداة السوري بالهوية و رئيس وفد اميركا في المؤتمر ( رئيس الائتلاف المعارض) ب عبارة “يا فخامة الرئيس” ، و لن يكون محل لحلم اميركي بتفكيك الدولة السورية و مؤسساتها و جيشها كما فعلت اميركا في العراق اذ لن يكون محل ل”مجلس حكم انتقالي سوري ” ، و لن تتاح الفرص للارهابيين لتعويض ما خسروا او رأب ما تصدع من منظومتهم ، في مواجهة الجيش العربي السوري و القوات الحليفة ..
و في الخلاصة نقول اذا كان جنيف ٢ معدا لتحقيق الاهداف الاميركية التي ذكرت ، فانه قطعا سيفشل في ذلك ، اما اذا استوعبت اميركا الواقع و قرأته بموضوعية فان المؤتمر قد ينجح في تحقيق حل يوفر شيئا من المعاناة .. لكننا لا نرى ان هذه الموضوعية ممكنة مع الفكر الاستعماري …و قد يقدم جنيف ٢ شيئا على الصعيد الانساني ، اما السياسي فلن يكون الا ما تريده الدولة السورية وفقا لقرار شعبها .
رقم: 151456