QR codeQR code

«عشنا وشفنا» إرهابي… يقود مظاهرة ضد الإرهاب !؟

تنا

17 Jan 2015 ساعة 9:30

بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي مازالت دماء شهداء فلسطين عالقة بيديه و يمارس ارهاب الدولة المنظّم باعتراف كل من يرى ما يحدث في فلسطين بغير الغربال الأمريكي اعتمد خطة هجومية في عملية استغلال للحدث الذي هزّ وأدمى فرنسا الأسبوع المنقضي.



بقلم : فاطمة بن عبد الله الكرّاي
بدا الأمر لافتا للبعض… ومزعجا للبعض الآخر، حين حضر بنيامين نتانياهو مظاهرة الجمهورية في باريس، بل و تمكّن حسب الصحافة الصهيونية الصادرة يوم الاثنين من التسلل الى الصف الأول.. صف القيادة…

بنيامين نتانياهو جيّر الحدث لصالح الكيان الصهيوني، الكيان المحتل لكامل فلسطين، حين اعتمد خطة ثلاثية تنبئ في خطوطها العريضة أنها لا تحمل عناصر مفاجأة بما حدث في فرنسا، ونقصد الهجومات التي مست «شارلي ايبدو» فقتلت أكثر من ١٢ فرنسيا…

بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي مازالت دماء شهداء فلسطين عالقة بيديه و يمارس ارهاب الدولة المنظّم باعتراف كل من يرى ما يحدث في فلسطين بغير الغربال الأمريكي اعتمد خطة هجومية في عملية استغلال للحدث الذي هزّ وأدمى فرنسا الأسبوع المنقضي.

أول قرار لنتانياهو دعوته ليهود فرنسا الى «العودة» (أي ممارسة فعل الاستعمار) الى فلسطين المحتلة في اشارة منه أن الفرنسيين من ذوي الديانة اليهودية لم يعودوا في أمان بفرنسا، وكذلك ألمح الى أن فرنسا ليست وطن اليهود بل إن اليهود هم اسرائيليون أينما كانوا… وفي هذا إشارة لا تدع مجالا للشك في أن الكيان الصهيوني يحظّر الخطة القادمة والقاصمة لاستراتيجيات النضال الوطني الفلسطيني، والقائلة ان اسرائيل هي دولة يهودية… وهو الأمر الذي تقف أوروبا ضده والولايات المتحدة تحاول أن تمرره.

ثاني قرار اتخذه نتانياهو في هذه الفترة وبمناسبة هذا المصاب الفرنسي هو دفن القتلى من الفرنسيين ذوي الديانة اليهودية في اسرائيل، أرض فلسطين المغتصبة… وفي هذا القرار تأكيد للقرار الاول.

ثالث قرار اتخذه نتانياهو هو تميزه عن واشنطن، اذ بدا لافتا أن قرارا خطيرا ومصيريا كالذي اتخذه رئيس الوزراء الاسرائيلي بالتحول في وقت قياسي الى باريس من أجل المشاركة في مسيرة الجمهورية (يوم الأحد المنقضي) حشر واشنطن في الزاوية… زاوية النقد والاستياء.. لأن تمثيلية واشنطن في مظاهرة الجمهورية يوم الأحد المنقضي، بدت منخفضة جدا… فكانت المشاركة الأمريكية على مستوى سفيرها في باريس فحسب.

نتانياهو وانطلاقا من القرارات الثلاثة أراد أن يعطي رسائل مشفّرة.
أولها للأوروبيين الذين أظهرت عملية سبر للآراء سنة ٢٠٠٥ أنهم يعتبرون في غالبيتهم أن اسرائيل تمثّل الخطر الأكبر على السلم والأمن الدوليين… حيث فاقت نسبة أصحاب هذا الرأي من الأوروبيين ٥٠٪ بالمائة… مع نسب أخرى تصل أكثر من ٦٠٪ في بلدان أوروبية…

ثاني هذه الرسائل المشفّرة، هي الايذان من جانب واحد (اسرائيلي) ويحاول أن يجرّ إليه الاوروبيين والأمريكان، وهو أن اسرائيل التي أدخلها فقهاء السياسة في الغرب، في دائرة الديمقراطية الليبرالية Démocratie libérale التي تدين بها أنظمة الغرب زائد اليابان، هي اليوم «دولة ضد الإرهاب» وليست دولة راعية ومنتجة للارهاب… وأن القضية الفلسطينية، تريد منها اسرائيل في توقيت نجد فيه نواة الدولة العربية تتوارى خلف التاريخ ـ بغداد ودمشق مثالا ـ سوف تصبح قضية داخلية… قضية إرهاب وليست قضيّة تحرّر وطني…

هذه الغاية الصهيونية، تمثّل أحد أهداف الاطاحة بمؤسسة الدولة العربية، حتى تبقى فلسطين معزولة، وشعب فلسطين، لا يقوى على الصّمود كشعب، سلبت منه أرضه ووطنه منذ ستّ عشريات…

هذا الهدف الأخير، حاولت اسرائيل تمريره، أواسط التسعينات لكن دون جدوى… أما اليوم، فالوضع كما المشهد محتاجان الى تبصّر كبير، لأنّه في الوقت الذي تخطّط فيه الدوائر الصهيونية في عملية استغلال وحشية لما وقع في «نيويورك» سنة ٢٠٠١ وما وقع في باريس ٢٠١٥، وتجيير آلام الآخرين لصالحها، فإن العرب الرسميين نجدهم قد انقسموا مرّة أخرى، بين مهرولين… مضروبين بعصا الذلّ، فتجد غالبيتهم يشاركون في مسيرة الجمهورية بباريس، وهم لا يفقهون حدود أمنهم الوطني ولا القومي… وبين فريق مازال يقايض الأمن القومي بمهمّات مناولة لا يُحسب لها ـ في العالم ـ حساب…


رقم: 179328

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/179328/عشنا-وشفنا-إرهابي-يقود-مظاهرة-ضد-الإرهاب

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com