QR codeQR code

أربـع دقائـق.. لإعـادة "السعوديـة" إلى عصر الجاهلية

تنا

2 Jun 2015 ساعة 16:56

إذا كان حزب الله الجبار قد حيد دور "إسرائيل" القلعة المتقدمة للغرب والقوة الإقليمية التي لا تقهر في حرب تموز 2006، فإن رجال الله في سورية والعراق واليمن قد حيدوا دور "السعودية" كوكيل مفوض حريص على مصالح الغرب وأمن "إسرائيل"، وأصبحت المملكة عالة يجب التخلص منها بسبب النتائج الكارثية التي أدت إليها مقارباتها الخطيرة لهزيمة أعداء واشنطن وتل أبيب بالإرهاب.



أحمد الشرقاوي

نهايـــــة الــــــدور..

حال "السعودية اليوم كحال نملة مشاغبة قررت مواجهة الفيل الإيراني لإقصائه من مجاله الجيوسياسي الطبيعي نيابة عن أمريكا و”إسرائيل”، غير مدركة لمخاطر مغامراتها العبثية في المنطقة والتي وصفها مسؤولون أمريكيون بـ"المتهورة"، لإدراكهم أن جنون ‘آل سعود’ لن ينجح في احتواء إيران ولا تغيير سلوك حلفائها بقدر ما سينتهي بتدمير "السعودية" نفسها..

وسبب جنون "السعودية" واستيائها من أسيادها في واشنطن، هو شعورها بقرب نهاية دورها بعد فشلها في سورية والعراق، واضطرار الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين إلى الدخول في مفاوضات مع طهران من بوابة ملفها النووي بدل محاربتها بسبب فائض القوة وتعدد الخيارات التي أصبحت تملكها.

وبالتالي، ما تعلنه "السعودية" وتقوم به اليوم في المنطقة، لا يعدو أن يكون مهاترات بلا معنى وعبث في الوقت الضائع بلا جدوى، يشبه إلى حد بعيد رقصة الديك المذبوح الأخيرة قبل السقوط المريع، الأمر الذي يفسر كل ما يحدث في سورية والعراق واليمن من أعراس الدم والخراب.

وإذا كان حزب الله الجبار قد حيد دور "إسرائيل" القلعة المتقدمة للغرب والقوة الإقليمية التي لا تقهر في حرب تموز 2006، فإن رجال الله في سورية والعراق واليمن قد حيدوا دور “السعودية” كوكيل مفوض حريص على مصالح الغرب وأمن “إسرائيل”، وأصبحت المملكة عالة يجب التخلص منها بسبب النتائج الكارثية التي أدت إليها مقارباتها الخطيرة لهزيمة أعداء واشنطن وتل أبيب بالإرهاب.

كما وأن حرب اليمن، عرت ورقة التوت التي كانت تستر عورة "آل سعود"، واكتشف الجميع أن المملكة لا تملك جيشا عقائديا قويا ولا قيادة حربية حكيمة برؤية استراتيجية عقلانية، وأنها لا تستحق الزعامة في منطقة حساسة تموج بالاضطرابات لمجرد أنها تملك المال وتعتقد واهمة بأنه سيوفر لها أسباب القوة.

ضعــف السعوديــة فـي قوتهــا..
وفي محاولة غبية لبيع الوهم للعالم عساه يصدق أن "السعودية" تعتبر قوة إقليمية عظمى، قامت المهلكة مؤخرا بحملة ماركتينغ سياسي قدمت خلالها رشا ضخمة شملت مراكز الدراسات والإعلام واللوبيات ومراكز صناعة القرار في الغرب عموما و واشنطن على وجه الخصوص، لتجيير مجموعة شواهد تدلل على قوتها التي لا مثيل لها، ما يتوجب على ‘أوباما’ تتويجها شرطيا للمنطقة بدل إيران، وكأن إيران تنافسها على العمالة والخيانة وتنتظر من أوباما أو غيره الاعتراف بها كقوة إقليمية، و’أوباما’ نفسه’ أقر في تصريح له لمجموعة ‘بلومبرغ’ الشهيرة مطلع عام 2014، أن إيران قوة عظمى برؤية أستراتيجية عالمية وليست إقليمية فحسب، ويعرف العدو قبل الصديق أن مشروع طهران هو مشروع مناقض جملة وتفصيلا لمشروع أمريكا وأدواتها، وأنها لا تستجدي حماية ولا اعترافا من أحد..

ومن عناصر القوة التي تسوقها “السعودية” في الغرب لتبرر بها أحقيتها في الزعامة ما يلي:

* أن انتقال السلطة للجيل الجديد أنهى زمن الحمائم ومهد الطريق للصقور الذين استطاعوا بسياسات "حازمة" قلب قواعد اللعبة في المنطقة.. وهذا غير صحيح بالمطلق، لأن من يتحكم في معادلات الصراع في المنطقة هي إيران وحلفائها، أما "السعودية فقد نجحت في إشاعة القتل والخراب والفوضى بدعم من أسيادها في واشنطن وتل أبيب، لكن إلى حين فقط، والنقلة النوعية التي يتحدث عنها الإعلام السعودي في هذا الصدد، هي قفزة في الظلام بكل الحسابات العقلانية..

لأن كل المؤشرات تؤكد أننا سنرى قريبا جدا انقلاب السحر على الساحر، بدليل أن الإرهاب الذي انتقل من ليبيا إلى سورية فلبنان فالعراق فاليمن، خرج عن السيطرة وتمدد كالفطر إلى مختلف دول المنطقة والعالم بما فيها السعودية نفسها، وإقامة أمريكا لتحالفها “السني” من 60 دولة جاء بطلب من “السعودية” ومشيخات الخليج مخافة وصول “داعش” التي لا تعترف بحدود إلى غرف نومهم.. ولا نتحدث عن صراع الأمراء على السلطة والثروة، والوضع الشعبي الداخلي المتفجر الذي ينذر بنهاية عصر الجاهلية في الخليج.

* رعاية المملكة للحرمين الشريفين يجعل منها "الدولة" الرمز للسنة في العالم، والذين يشكلون الغالبية العظمى.. وهذا وهم لا علاقة له بالواقع، لأن العالم الإسلامي "السني" ليس غبيا ليعتبر "الوهابية" مذهبا سنيا ، والغالبية العظمى اليوم تعتبر الوهابيةنسخة مشوهة إلى أقصى الحدود عن المذهب السني، اقتبسها محمد بن عبد الوهاب من الفقه الحنبلي الظاهري الذي عبث بتعاليمه ابن تيمية في اتجاه المزيد من التشدد والمغالاة، وبالتالي، لا علاقة للوهابية التكفيرية بالسنة المحمدية السمحة من قريب أو بعيد.

كما وأن تاريخ آل سعود في تدمير الآثار الإسلامية بمكة والمدينة، ومحاولتهم تجريف قبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مطلع عشرينيات القرن الماضي كما هو معروف، إضافة لما كشفته المخابرات الروسية نهاية الأسبوع المنصرم من مخطط أمريكي – سعودي لقصف الحرم المكي واتهام الحوثيين بذلك لإشعال حرب دينية كبرى تحرق اليابس والأخضر في العالم العربي والإسلامي، يفقدهم شرعية رعاية مقدسات المسلمين.

* أن “السعودية” تعتبر عضوا في مجموعة الـ 20.. وهذا لا معنى له، لأن القوة المالية للسعودية مصدرها الريع النفطي لا الإنتاج وقوة الاقتصاد الصناعي، وكون أمريكا أدرجتها في هذه المجموعة فبهدف ابتزازها وإعادة تدوير أموال النفط في اقتصادها المأزوم، لأنه بخلاف بقية الدول الأعضاء التي أسهمت اقتصادياتها وقوتها المالية في رفاهية شعوبها، لم تقدم “السعودية” لشعبها والشعوب العربية والإسلامية ما يسد رمقها من الجوع فأحرى المساهمة في نهضتها، وكل المنظمات الإنسانية التي أنشأتها تحت مسمى ” المنظمات الخيرية” لإغاثة الشعوب الفقيرة والمنكوبة، تبين أنها عبارة عن مؤسسات مموهة لتمويل الإرهاب بشهادة المخابرات الغربية، وآخرها صندوق إغاثة الشعب اليمني بما قدره 274 مليون دولار، ذهبت كلها لتمويل إرهاب “القاعدة” و”الإخونج” في حضر موت.

كما وأن التجربة أكدت أن المال قد يشتري الذمم لكنه لا يضمن محبة الشعوب واحترام العالم، وبالتالي، فسياسات “السعودية” العدائية تجاه إيران وروسيا وفنزويلا والجزائر مؤخرا، جعلتها “دولة” منبوذة حين لجأت لاستعمال النفط المخصص للتنمية كسلاح لا أخلاقي بتعليمات من أسيادها في واشنطن، علما أن سلاح النفط لم يؤثر بالشكل الذي كان متوقعا، لأن لإيران وروسيا مصادر دخل مهمة من غير موارد الزيت.

وتبقى الإشارة إلى أن اليمن لو قدر له التحرر من التبعية وتحقيق استقلال قراره السيادي، فسيكون الدولة الأغنى غربيا بما يحتويه من احتياطات ضخمة من النفط توازي إن لم تكت تفوق مخزون السعودية الذي بدأ يتناقص، وهذا المعطى من أهم أسباب الحرب الأمريكية التي تقودها “السعودية” بالوكالة ضد اليمن.

* أن لـ”السعودية” تحالفات دولية قوية.. وهذا أيضا غير دقيق، لأن كل تحالفات السعودية، سواء مع أمريكا أو “إسرائيل” أو الغرب، بل وحتى مع مصر وأفغانستان وغيرها، لا تقوم على الندية، بل يعتبر الغرب الأطلسي المملكة عبارة عن محمية نفطية وبنك للاستنزاف ليس إلا، وآل سعود مجرد وكلاء لا أكثر، ومقابل ذلك يغضون الطرف عن ظلمهم وفسادهم، وعن مطالب الشعب بالديمقراطية وحقوق الإنسان، في حين تبتز مصر وأفغانستان ‘آل سعود’ الأغبياء، فيبيعونهم الوهم مقابل الرز، كما لا يمكن اعتبار “السعودية” دولة قانون ومؤسسات، هذه نكتة مضحكة بالنسبة للغرب، مبكية بالنسبة للشعب السعودي، وتتعامل معها الشعوب العربية والإسلامية بسخرية واحتقار، ومن لا يستثمر في شعبه لا قوة حقيقية له على الأرض ولا يستحق الاحترام.

* أن لـ”السعودية” ترسانة أسلحة ضخمة، طائرات وصواريخ وخلافه… وهذا قد يكون صحيحا نسبيا، لأن ما وصل من أسلحة إلى مخازن البلاد مقارنة مع ما تم إنفاقه خلال العشر سنوات الماضية (200 مليار دولار) لا يمثل سوى أقل من ربع القيمة، والباقي دفع رشا وعمولات استحوذ عليها النظام الفاسد. وتعتبر صفقات السلاح البوابة غير الشرعية التي يمارس من خلالها الأمراء النهب والسلب والسرقات بدون رقيب أو حسيب.

أخطـــاء كارثيـــة..
يعرف الخاص والعام اليوم أن "السعودية" لا تملك رؤية ولا مشروع قومي أو إسلامي، وليست لها إستراتيجية أمنية وعسكرية خاصة، وأنها من دون الحماية الأمريكية لن تصمد في جغرافية المنطقة كنظام ولا نقول كـ"دولة، وأنها كرست سياساتها وأموال شعبها لتنفيذ مشاريع أمريكا وإسرائيل في المنطقة، بدءا بإسقاط مشروع القومية العربية زمن ناصر، فمحاولة إجهاض الثورة الإيرانية في المهد زمن الإمام الراحل الخميني (ق س)، فتدمير الدولة العراقية بكل مؤسساتها زمن المقبور صدام، وأسقطت النظام في ليبيا وحولتها إلى بؤرة لتصدير السلاح والإرهاب بهدف زعزعة استقرار المنطقة واستقرار أوروبا أيضا في المدى المنظور، ثم حاولت إسقاط الدولة السورية بنظامها ومؤسساتها، لكنها حين فشلت أعلنت العدوان على اليمن لخلق الظروف الموضوعية لحرب طائفية تحرق اليابس والأخضر، وهي بذلك تخدم مشروعا خطيرا يستهدف الأمة الإسلامية كي لا تقوم لها قائمة، وبالتالي، الجميع يفهم اليوم السبب الحقيقي لإعلان السعودية الحرب على إيران بالوكالة، والتي أصبحت حرب على الإسلام والمسلمين بامتياز.

كل هذا معروف ومفهوم ولا نحتاج للاستطراد في شرحه، لكن أكبر كارثة ارتكبها النظام السعودي في حياته، هو عندما اختار الاستثمار في الديكتاتوريات بدل الشعوب، فأفشلت ثورات الربيع العربي في المغرب وتونس وليبيا ومصر والبحرين واليمن وحرفتها عن وجهتها السليمة خدمة للهيمنة الأمريكية وخوفا على أمن “إسرائيل” من يقظة الشارع في العالم العربي.. وبذلك، تكون قد استحقت كراهية الشعوب واحتقارها، لأن من يزرع الريح يحصد العاصفة، وهذه سنة الحياة.

أمريكــا تتخلــى عـن حمايــة السعوديــة..
والآن نأتي للمهم، ونتساءل، أين هي مكامن القوة التي يمكن أن تعول عليها السعودية لحماية نفسها من الطوفان القادم؟..

كل ما تعتقد مملكة الزهايمر أنها نقط قوة لصالحها لا تستطيع أن تحميها من شعبها في حال ثار ضد نظامها الرجعي الفاسد المستبد، وما قام به العاهر الجديد خادع الحرمين الشريفين من تغييرات في السلطة أثار من الخلافات والمشاكل ما ينذر بقرب انفجار عائلة ‘آل سعود’ من الداخل، لتتحول المهلكة إلى ممالك وإمارات فتنتهي عربدتها ويذهب ريحها، فلا يعود لها ذكرا في المنطقة والعالم، لأن تقسيمها أصبح ضرورة عالمية للقضاء على الإرهاب قبل أن يبدأ بالذبح في أوروبا وأمريكيا وآسيا.

لهذا السبب، رفض ‘أوباما’ توقيع اتفاق للدفاع الإستراتيجي مع نظام قبلي ظلامي وانتحاري، وقال لآل سعود بصريح العبارة، أنه جاء الوقت لتنزعوا الأشواك التي زرعتموها في المنطقة بأيديكم، وأن تدافعوا على وجودكم بجيوشكم، وإن أقصى ما تستطيع فعله الولايات المتحدة هي بيعكم السلاح والصواريخ وتدريب جنودكم المترهلة ومساعدتكم استخباراتيا، لكن أمريكا لا تستطيع الدفاع عنكم بدماء أبنائها، هذا الزمن ولى إلى غير رجعة.

وعندما سأل آل سعود الأمريكيين عن ما الذي يستطيعون فعله في حال هاجمتهم ‘إيران’، قال لهم ‘أوباما’ قولته الشهيرة: “إن الخطر عليكم لا يأتي من إيران بل من الداخل بسبب إهمالكم لحقوق شعبكم ومطالبه”، بحيث لا يجد أمامه من خيار غير “القاعدة” وأخواتها..

لم يعجب هذا الكلام آل سعود، فهاجموا ‘أوباما’ وإدارته وسياساته، وراحوا يبحثون في أروقة الحرس الجمهوري القديم عن أجوية تشفي غليلهم وتحل معضلتهم مع إيران، فجاءهم الرد هذه المرة حاسما قاطعا وصادما..

أربع دقائق لإعادة "السعودية" إلى عصر الجاهلية..
قال لهم ‘كولن باول’ وزير الحرب في حكومة "بوش الصغير": "أنصحكم بالكف عن المهاترات لأنكم مكشوفين من قبل ايران، وأية حرب مع ايران معناها عودة السعودية إلى ما قبل العصر الصناعي خلال ساعات".

اعترف لهم ‘كولن باول’ وفق ما أوردته وسائل الإعلام الأمريكية مطلع الأسبوع المنصرم: “بأننا غير قادرين في تلك الساعات على منع الإيرانيين من تدمير البنية التحتية للسعودية، وبذلك لن يجد السعوديين خط هاتف يخاطبونا منه”.

ما عناه الوزير الأمريكي، شرحه موقع (Defense one) الأمريكي في تقرير نشر يوم 26-05-2015، بعنوان “أربع دقائق فقط.. هو الوقت الذي تملكه السعودية والخليج للتصرف في حال أطلقت إيران صواريخها”.

وأشار التقرير إلى أنه “إذا ما أطلقت إيران صاروخا ذاتي الدفع على السعودية ودول الخليج سواءً كان هذا الصاروخ نوويا أم لا، فسوف يكون لدى الدول العربية أقل من أربع دقائق للتصرف قبل أن يصيب الصاروخ هدفه”.

ذلك، أنه ولصد الصاروخ بشكل مثالي، يجب أن يتم الكشف عن إطلاقه أولا، ومن ثم تتبع الصاروخ أثناء رحلته من قبل الرادار ثانيا، وبعدها توجيه المعلومات المتعلقة بمساره إلى وحدة اعتراض الصواريخ ثالثا، التي تقوم بالرد بدورها رابعا..

وهذا يعني، أنه وقبل أن يرف لآل سعود جفن، ستكون مملكة الشر والظلام في “الباي باي”.. وإذا كانت أمريكا نفسها عاجزة عن إنقاذها، فكيف سيفعل ذلك ديكتاتور مصر الصغير الذي لا يمر أسبوع دون أن نسمعه يقول أن أمن الخليج من أمن مصر، وأن مصر ستدافع عن السعودية “مسافة السكـة”؟..

عن أي “سكـة” يتحدث ‘السيسي’، أم أنه يستحمر آل سعود للحصول على مزيد من الرز؟.. ألم يقل لرجاله “حلال علينا مصر ورز السعودية؟”..

دعــوة إلـى الرشــد..
ما أوردناه أعلاه، يمثل وجهة النظر العقلانية الأمريكية، ولا علاقة له بما تفكر فيه إيران، لأن إيران لم تعتدي على أحد ولا تفكر في ذلك بالمطلق إلا في حال اعتدي عليها، ومشروع إيران التي تحاربه “السعودية” وكما أصبح واضحا للجميع اليوم، يقوم على مرتكزات دينية وأخلاقية، من أولوياتها التعاون بين دول المنطقة العربية والإسلامية لإقامة منظومة أمنية وعسكرية تحمي الجميع، والرهان على مصالح الشعوب بالتشبيك الاقتصادي والتجاري بين دولها، وإقامة مشاريع ثقافية للتقريب بين الرؤى وتبديد الهواجس، ومشاريع علمية وتكنولوجية يستفيد منها شبابها ويساعدهم على تطوير إمكانات ومقدرات أوطانهم، ما يصب في مصلحة وحدة وقوة ومناعة الأمة، فيحررها من الهيمنة الغربية ويحولها إلى قوة عالمية فاعلة في مسيرة التاريخ والحضارة..

ولهذا كانت طهران تمد دائما يدها إلى السعودية ولا تزال، لكن الأخيرة ترد بالتصعيد الجنوني والعدوان المجاني الذي لا طائل منه ولن يأتي بنتيجة تذكر مهما حاولت، لأن رهانها هو على السراب..

وحيث أن الأمر لله من قبل ومن بعد، فإذا لم تعد “السعودية” إلى رشدها وتنتهي من غيها وتتوب إلى ربها، وتصلح ما أفسدته بمهاتراتها وجنونها، فإن نهايتها ستكون قدرا محتوما، لأن الله يمهل ولا يهمل، ويملي للظالم ليأخذه أخذ عزيز مقتدر ولو بعد حين.

المصدر : بانوراما الشرق الاوسط


رقم: 193643

رابط العنوان :
https://www.taghribnews.com/ar/article/193643/أرب-ع-دقائ-ق-لإع-ادة-السعودي-ة-إلى-عصر-الجاهلية

وكالة أنباء التقريب (TNA)
  https://www.taghribnews.com